9

13.6K 377 1
                                    

الفصل التاسع

لا يصدق انها امامه الان..اخذته قدماه ليقف امامها مباشرة..كان ينظر لكل جزء في وجهها باشتياق..اما هي كانت تنظر اليه بدهشه ،اشتياق ،لوم..لا تصدق حقا تشعر انها تحلم..طارق هنا ويقف امامها..كانت تريد ان تمد يدها وتلمسه لتتأكد من انه امامها لكنها تخشى ان يكون مجرد سراب..مشاعرهما مضطربة..هو يريد ان يضمها الى صدره يعتذر عما فعل يخبرها انها لا يحبها فقد انه يعشقها..ندم على كل لحظة عاشها بعيدا عنها ولكن يخشى رد فعلها..يخشى الا تتقبله..تنبذه مثلما فعل معها..اما هي كانت تريد ان تعانقه وتبكي وتلومه لكنها تجمدت في مكانها..لا لن تفعل ليس بعدما شك بها وتركها وحيدة حتى انه لم يحاول ان يعيدها اليه..ليست هي من تذل نفسها وتكسر كبرياءها لاجله ولا لاجل اي رجل على وجهه الارض..وقعت عيناه على بطنها المنتفخة..اتسعت عيناه بدهشه وهو يعاود النظر الى عيناها..حاوطت بطنها بذراعيها كانها تحمي طفلها..ابتلعت ريقها واخذت تتنفس بصعوبة وهي ترى الدهشه في عينيه..كانت تقف بصعوبة ولكنهاوتماسكت حتى لا تسقط امامه..همس باسمها..تخلل صوته الى داخلها جعلها تفقد السيطرة على قدميها..فقدت توازنها ليحاوطها بذراعيه قبل ان تلمس الارض..سقطت بين احضانه..عاد اليها الامان من جديد فاغمضت عينيها لتتمتع بذلك الامان التي افتقدته وتترك ماتبقى لوقتا لاحق..
.....
نست امر غسان الذي كان يراقبهم عاقدا حاجبيه بتعجب وهو يفكر..من ذلك الرجل وما الذي يفعله هنا..انتبه عندما وجدها تتهاوى بين ذراعيه..انتفض بسرعه وهمس باسمها بقلق وكاد ان يلمسها..جعل الدماء تحتقن بوجه طارق الذي زجره بغضب:ابعد ايدك عنها
بادله غسان نظرة حادة عندما وجده يحملها بين ذراعيه ثم يضعها على المقعد..وضعها طارق برفق والقلق ينهشه..ربت على وجهها برفق وهو يهمس باسمها وهو يحاول ايقاظها ولكن دون جدوى..زفر غسان بصوت مسموع جعله ينظر اليه بغضب..هتف غسان بضيق عندما وجده ينظر اليه بتلك الطريقة:بعد اذنك ممكن تبعد عشان اشوفها
هتف طارق بحدة:ملكش دعوه
غسان بنفاذ صبر:يا استاذ انا دكتور ودكتورة ايمي حامل ممكن تسبني اطمن عليها بقى
ابتعد طارق على مضض وهو يبادله نظرة حارقه وهمس:من غير نا تلمسها
نظر له بحقد ثم اقترب من ايمي وامسك يدها ليقيس النبض..ثم فتح زجاجة الماء ونثر منها القليل على وجهها..كاد طارق ان يحطم يده لكنها تحلى بالصبر..كان قلفا بشده عليها كل ما كان يفكر به الان..ايمي تحمل طفله وهي مريضه ولا يستطيع ان يفعل لها شيئا..ظل يراقب وجهها الشاحب ببرود عكس ما بداخله..اقترب منها بسرعه عندما وجدها تحرك جفنيها..جلس على ركبتيه امامها بعدما دفع غسان برفق ليبعده عن مرئى عينيها..فتحت عيناها ببطء وهي تعلم انها كانت تحلم وهو لم يأتي كادت الدموع ان تنساب من عينيها..لكن لا لم يكن حلم..التقت عيناها بظلام عيناه وكفها تستكين بين راحتيه..شعرت بدفئهما..خفق قلبها بقوه ارتجفت شفتيها وهي تهمس:طارق
همس مطمئنا كما كان يفعل:انا هنا
ظلت عيناها اسيرة عيناه لفترة لا تعلم كم مرة من الوقت وهي تنظر في عيناه..حبست الدموع في عينيها حتى لا تنساب امامه..لم تتذكر غسان الذي كان ينظر اليها بمشاعر مضطربة لا يعرف ما سببها ولكنه..تنحنح بصوت مسموع ليجذب انتباههم..تذكرت هي وجود غسان فسحبت كفها من بين راحتيه ونهضت بسرعة جعلتها تفقد توازنها..اسندها طارق ولكنها ابعدت يده بحده وهمست ببرود:ابعد
اتسعت عينا طارق بدهشه..هو لم يتوقع منها هذا الرد..رأها تقف بجانب ذلك الرجل ورافعه رأسها بكبرياء وقوه لا يعرف متى اكتسبتها..تلك هي نفسها التي تهوات بين احضانه منذ قليل مجرد انها رأته!!! ابتلع ريقه واقترب منها ببرود..نقل بصره بينهما لتلك التي تنظر له ببرود والاخر الذي يبادله النظرات بتحدي واضح..هتف بصوت خافت لكنها يحمل كل طيات غضبه:مش تعرفينا
ابتسمت ايمي بمكر وهي تفكر كيف تنتقم منه وقالت:طبعا ،اشارت لغسان قائلة:غسان صديق عزيز جدااا عليا ،اشارت لطارق وهي تنظر في عينيه بتحدي:باشمهندس طارق..طليقي
شعت عينا طارق بغضب خفي وهو يسمعها تلفظ اسم ذاك المدعو غسان..لفت نظره وسامة ذلك الرجل..وسيم للغاية يفوقه وسامة حتى انه كان يظن شقيقه وسيم ويخطف انظار الجميع ولكن مقارنة بغسان هو اقل من عادي..كانت يتفحصه بطريقة لفتت انتباهها وعلمت انها صوبت في المكان الصحيح..انتبه على صوت غسان قائلا:تشرفنا يا باشمهندس
طارق ببرود:شكرا ،ثم قبض على معصمها قائلا وهو يجذبها بعيد:بعد اذنك عايز الدكتورة على انفراد
ابتعد بها عن غسان حتى وقف تحت الشجرة التي رأها عندها اول مره..ران الصمت بينهم وهو ينظر اليها ليشبع اشتياقه لها اما هي اشاحت بوجهها بعيدا عنه وظلت صامته قليلت ثم همست:جيت ليه؟!
عقد حاجبيه وقرر جملتها بشرود:جيت ليه
كاد ان يقول انه جاء لاجلها ولكنه تذكر ذلك الرجل فهتف بغضب:انا ممكن افهم مين الزفت ده وبيعمل ايه هنا
هزت كتفيها بلامبالاة قائلة:قولتلك احنا صحاب
صاح طارق بحدة:نعم ياختي!!! صحاب!!!
كانت تنظر له ببرود وهي ترى غضبه يتصاعد وهو يقول بغضب:وكمان خبيتي عني انك حامل في ايه تاني مخبياها
ابتلهت ريقها بتوتر..هي تعلم انها اخطأت ولكن ما كل هذا الغضب..همست بارتباك:ك..كنت هقولك
قاطعها بغضب:امتى!!! كنتي هتقوليلي امتى لما تولدي
اغمضت عيناها تحاول تهدأت نفسها..تحدثت بصوت منخفض:مردتش عليا جيت ليه
صمت قليلا ثم قال:تعالي نروح اي مكان نتكلم
هزت راسها نافية وقالت:لا هنتكلم في مكتبي
تركته وذهبت لغسان واخبرته انها ستذهب لمكتبها لبعض الوقت..اشارت لطارق ان يتباعها..ذهب وراءها بعدما رمق غسان بنظرة حارقه والثاني يراقبهم بوجوم حتى اختفوا من امامه..
****

حكايه عشق 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن