بعد أسبوعين
يتوقَف الفتى عندما رأى عددت فتية يضربون طفل صغير
ينظُر بتمعن حَول الطفل لقد شعر بأنهُ قد رآهـ من
قبل ، يتقدم بنظراته الحادهـ و المتعجرفة نحوهم رُغم إنه
يعاني من رهاب اجتماعي لكن الطفل يتألم ، يتحدث بصوتٍ
مخيف كاللعنة و عالي جداً جعل من الفتية يَتوقفون عن
ضرب الطفل ملتفتين حولَ الصوت .
: ألن تتوقفون يا عاهرين .
يُجيب أحد الفتية بصوت مقزز بنسبة للفتى القابع أمامهم .
: ألن تهتم بشؤنك الخاصة ؟
يحاول تهدأت أفكاره التي تُخبرهـ بأن يذهب إلى منزله راكضاً .
: لقد أبلغتُ عنكم انتظروا قليلاً .
لم يَينتهي من جملتهُ حتى فرو ذاهبين ينظر للطفل الذي قد
غاب عن الوعي مع جروحه و وجهَهُ الشاحب يشعر بالشفقة
نحو هذا الطفل الذي شعر و كأنه رَآه ، يحمله كالأطفال و يمد
شفتيه للخارج متسائلاً لما تم ضربه انه حتى بنيته صغيره
جداً يتوجه مشياً على الأقدام نحو المستوصف القريب من
الحي الذي لطالما زارهـ بسبب أدويته لعالج مرضه .
يدخل إلى المستوصف و عيناه تبحث عن الفتاة التي تُساعدهـ
دائماً لكن ليست هنا و يعبس يتوجه بسرعه عند أحد الأطبه
الذين يُثرثرون حولَ حياتهم الممله مُقاطعهم الفتى الذي لم
يَستطع أن يتحدث بسبب خوفه . لكن بسرعه يتوجه طبيب
نحوه و يأخذُ الطفلُ من يَدَاهـ ، يضعه على أحد الأسرة
الفارغة و يبدأ بفحصه يُنادي أحد الممرضات لكي تعالج
الكدمات التي حول الطفل ثم ينتهي مرمياً قفازاته في سلة
المهملات متوجهاً لمكتبه .
الطبيب : ألحقني .
يذهب بطواعية نحوه شاعراً بتوتر و اضطرابات بالتنفس :
"إناس كثيرة ، تحديقات كثيرة ، أعين كثيرة ،أصوات كثيرة"
يجلس الطبيب نحو مكتبه منشغلاً نحو الورقة التي يكتب بها
مسكّن للألم يناسب الطفلُ الصغير ، يرفعْ بنظره نحو الفتى
الواقف أمامه الذي يبدوا و كأنهُ متوتر حتى قطراتُ العرق
واضحة .
الطبيب : تستطيع الجلوس .
يجلسُ الفتى دون تردد و ينظر نحو الطبيب جاعلاً من نفسه
قوياً يُرِيد أن يسأل نحو الطفل لكن فمه يُخيبه .
حكَّه الطبيب أسفل رأُسه جعلاً منه يتوتر أيضاً .
الطبيب : هل أنت بخير ؟
يوميء الفتى و يبتلع ريقه بصعوبة منتظراً أن يتحدث
الطبيب أكثر .
الطبيب : أمم حسناً سوف أُخبرك عن حالت الطفل سوف
يحتاج لبعض من العناية و كتبت هنا دواء خذ الوصفة عند
الصيدلي سوف يُعطيك الدواء انه مرةً واحدهـ في الصباح .
يقف بسرعه و ينحني له متوجهاً للخارج لكن يستوقفه صوتاً.
الطبيب : أيها الفتى .
يلتلفتُ الفتى بِخوف ماذا يريد هذا الغريب .
الطبيب : لقد نسيت الوصفة الطبية .
ملامحُ البرود عادت له يأخذ الوصفة متجهاً نحو الصيدلية
لا يُرِيد التحدث أبداً فقط يريد العودة للمنزل ، حسناً إنه شاكراً
للممرضة أخبرت الصيدلي بأنه لا يتحدث فقط بالعادة يَأْخُذ
الوصفة و يعطيه الدواء ، بعد أن إنتهى من أخذ الدواء يتوجه
نحو المستوصف مرة أُخرى نحو الطفل ليأخذه لمنزله .
ينظر له بتمعن يشعر و كأنه رأهـ للمرة الألف لكنه لا
يستطيع التذكر يشتم نفسه و يحمل الطفل بعدما أن تكفل بأمر
المال متوجهاً للمنزل مشياً على الأقدام إِنَّه لا يبعد الكثير عنه
حتى هناك إبتسامه صغيرهـ في زاويةُ فمه بسبب حب العميق
لمنزله .