° 2 °

214 6 0
                                    






و ربما نحتاج الكثير لتفهم من حولنا
فـ البعض لا يمكنه الاحساس بذاك الذي ينعصر وجعاً ..

*

( مـاريـا )

عُدت إلى المنزل بخطوات متثاقله
أتجهت إلى قاعةِ التمرين ، لم يكن لدي ميول لممارسة أي نوع من الرياضات
أو الملاكمة .. على عكس براء التي تحب تلك الاشياء
و أيلا التي تفرغ غضبها في ممارسة المُلاكمة ..
ما معنى أفراغ الغضب بشيء أخر غير البكاء
ذات مرة أخبرتني والدتي ان البكاء لا يجلب سوى التعاسه
و هي محقه فلا أجد سوى التعاسه من البكاء و نفسيتي التي تنقلب
كل شيء من حولي مُترابط بأستثناء مشاعري
فهي كانت مُفككة تماماً
مُتفككة من أعمق نقطة حيثُ لا أستطيع أصلاحها بمفردي
أرتديت قُفازات المُلاكمة أمسكت بذلك الكيس أزرق اللون
كان صلب نوعاً ما ..
شعرت به ضخم أيضاً لم يكن بالشيء الذي كنتً احبذه
لكنه أفضل من الفراغ
اغمضت عينيَ قليلاً بعد أن لففتُ ذراعيَ حوله تخيلتهً بدل ذلك الكيس
ليزداد غضبي ، ليست رغبتي بالبكاء فحسب
لربما استياء من كل شيء
ضربت و ضربت .. حتى أرهقت و انهِكت تماماً
جلستُ مستنده على الحائط في تلك اللحظة دلفت براء
رمت سترتها فوق الاريكه لتقول بتعجب
: شعندج هنا ؟ مو ع اساس ترحين وي صديقتج
ماريا : رحت و اجيت .. وجنت ضايجه فـ جربت افرغ ضوجتي
جلست بجواري لتنظر إلى الفراغ ..
قالت بهدوء : مبينه السالفة انو صديقتج مو بنيه ..
و مبين ليش ضايجه لان بحياتج ما داخله هالمكان
شصاير ؟
ترددت في أخبارها لكنني فعلت فقد كُنت أحتاج إلى ذلك .. حتى وصلت إلى نهاية الحكايه المأساويه
صمتها لم يدم طويلاً حتى قالت بهدوء
براء : تدرين كلش زين أنو هيج راح يصير ماكو داعي تضوجين
وبالعكس يمكن هو يفكر بمصلحتج
علقت ساخره : ها هسه عرف مصلحتي بس قبل سنتين ماعرفها ؟
براء : مو شرط و بعدين  كل شي مدبر من الله
شنو يصير خلي يصير
: و النعم بـ الله " همستُ ببحه "
لم ابكِ في لحظتها فقد سئمت البُكاء
سئمت أن اكون الطرف المتألم وحدي بلا منازع
نهضت لآقوم بتجهيز حقيبتي لتلك الرحلة
حاولت اعادة حماسي لكن وخزات غريبه تعتريني
وكأنني سألتقي به وكأنني لن اتكمن من الراحه خلال تلك الرحلة
لكن مع ذلك لا أعلم قد يكون العكس و رُبما يكون صحيح
تركت الشكوك بعيداً و حاولت انهاء يومي بسلام ..
..

في المساء اجتمعنا حول طاوله الطعام
التي كان يجلس في مقدمتها والدي
و بجواره والدتي تُقابلها أيلا التي أجاورها
فتقابلني براء .. و ذلك الكُرسي الفارغ
في تلك الغُرفة البيضاء ذات النقوش السوداء ..
و قليل من الاغراض الاثريه بيضاء اللون
من سفرات والدي الكثيره
و بعضها هدايا قد قدمها والدي لوالدتي
و تلك الصورة الكبيرة التي تأخذ نصف الحائط تقريبا
يستقر بها جميعنا .. و تلك الضحكة التي لا تفارق أحد
أما الان فالصمت يُخيم على المكان دلالة على أستياء والدتي
والدة أيلا : كلش مو مرتاحه لهالسفرة من أساسها ليش تخليهن يرحن ؟
أوافقكِ الرأي هذه المرة لكنني صمتُ مبتلعه تلك الغصة
قلبتُ طعامي بلا أهتمام
بعد صمت قليل قال والدي
: خلي يتونسون .. شكو بيها مراح يصير شي
لا تخلين هالشكوك تدخل لعقلج وتخرب تفكيرج
أحترمت والدتي قرارنا و موافقة والدي فـ صمتت

بينَ عالمينِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن