الجزء السادس

2.4K 61 7
                                    


بعد مرور ثلاث أيام كانت كايت تمسح الشرفة في المنزل و كل ما يحيط بها كان يدور حول عمل فريق الآثار. أربعة من النساء اليونانيات كن يغسلن أوعية أثرية بالماء و الصابون, و فتاتان تضعان أوعية فخارية على الطاولة, بينما هناك شاب على سلم يحاول ربط المظلة . كانت كايت تلون زهرية كبيرة لكن أفكارها مشتتة. لقد انتهت الآن من التصوير و ليس هناك من سبب يدعوها للبقاء . عليها ببساطة أن تقرر أما ان تبحث عن عمل جديد أو أن تعود إلى بلدها استراليا . فيليب اندرونيكوس قد خرج من حياتها نهائياً و بسرعة تماماً كما دخل فيها و هي تعلم أنها لن تراه ثانية . إذاً لما لا تتوقف عن التفكير به؟

"كايت!"

"نعم؟"

نظرت إلى الأعلى بتكاسل و هي تنظر إلى أفراد الفريق . كانت نياومي تعبة من حمل الفخار و كانت تتلهى بتصفح مجلة أميركية .

"ماذا قلت أسم ذلك الشاب اليوناني الذي أنقذك في الجبل "

"فيليب, فيليب اندرو نيكوس "

غريب كيف أن مجرد لفظ أسمه يشعرها بالحماس و الفرح.

"هل هذا هو؟ انظري , يوجد صورة لثري يوناني يعمل في إنشاء الفنادق, و الاسم مطابق تماماً . أعتقد أن ذلك مجرد صدفة, لكن ألن يكون ذلك مسلياً لو كان ذات الشباب؟"

"دعينى أرى"

وضعت نياومي المجلة على الطاولة و للحظة بدا لها قد جمد مكانه. بصدمة نظرت كايت إلى عيني فيليب السوداوين و هما تحدقان بها من خلال الصورة. بعدها و كأن هذه الصورة سببت لها الضيق فقد كانت يد فيليب ترتاح على ذراع امرأة سوداء الشعر فاتنة الجمال و كتب تحت الصورة صاحب الفندق الشهير فيليب اندرو نيكوس و خطيبته الجميلة آرين مارمارا امضيا نهار الأحد في فندق الهيلتون في أثينا. وتقول الشائعات أن اندرو نيكوس قد أنهى مؤخراً فندق فخم جديد في مقاطعة و لديه رغبة في توسيع أعماله بعد الزواج في بناء مشروع متكامل يشمل حقولاً للعنب في مقاطعات زراعية و مركز سياحي في احد السهول......

للحظة وقفت كايت جامدة , كان هناك أزيز في أذنيها وحديث النساء على بعد مسافة منها. إذاً هذا هو السبب,لديه خطيبة. لا عجب في أنه اختفى حتى قبل أن تستيقظ, والآن لن اراه ثانية. أرادت ان تبكي , تصرخ, تغضب.لكن تعجبت عندما سمعت صوتها ناعماً و يدل على عدم الاهتمام و هي تجيب نياومي :"نعم, هذا هو . أمر مدهش . لم يكن لدي فكرة انني تعرفت على أحد المشاهير الأثرياء "

سألتها نياومي :"أتريدين الاحتفاظ بهذه المجلة للذكرى؟"

نظرت إلى المجلة و كأنها ترى عنكبوت . نهضت و سارت عبر الشرفة راغبة فقط في الهروب قبل أن تنفجر بالدموع.

قالت :"لا احتفظي بها أنت, ففي النهاية , فيليب أندرو نيكوس لا يعني لي شيئاً و أنا سأرحل عما قريب . و أريد أن أسافر من دون أي وزن أضافي"

زوجة لليلة واحدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن