عندما تفقد الإيمان بشيء كنت مخلصاً له أشد الإخلاص و يختفي فجأة كأنه لم يكن موجودا يوماً، يخرج من قلبك ساحقا إياه كصاعقة مدمرة..
عندما تفقد الإيمان الذي في قلبك ستكون خاوياً، وعاءاً من دون روح ..
.........
سمعتُ كثيراً عن أناس ألقو أنفسهم لتبتلعهم الدوامة التي تسمى انتحار..و كنت أتسائل دوماً ماذا سيحدث بي إن فقدت الإيمان بشيء ما!!؟..
و هل حقاً أنا أؤمن بشيء أساساً!!؟..
فكرة أن أحدهم سينهي حياته ببساطة -لأي سببٍ كان- كانت تؤرق نفسي و تشعرني بالإختناق ..
إنَّ الفرصة التي أعطانا إياها الله للعيش، كيف لنا أن نهدرها هكذا و من دون جدوى.
إنَّ الأشخاص الذين يقدمون على الإنتحار ماهم إلا جبناء، و فعلهم ما هو إلا هروب بائس و خوف من مواجهة الحياة.
.............ّركضت مسرعا و أمسكت بطرف قميص جورج الأرجواني بقوة و شددته إلى الخلف مانعا إياه من القفز من تلك النافذة.
أرجعته إلى الخلف و سقطتُ أنا و إياه على الأرض ، و بدأتُ أنهال عليه بالضرب.
أيها الأحمق ما اللذي كنت تحاول فعله!!؟..
أتريد الرحيل!؟
خذ هذا إذا ..
و أكملت ضربي له و عيناي أغرقهم الدمع ..ابتعدتُ عنه و جلستُ إلى جانبه واضعاً رأسي بين قدمي ..
كيف تريد تركي هنا؟
ألا أعني لك شيئاً أيها الأحمق!؟
ستذهب بعيداً و تتركني وحيدا كما كنت؟؟رفعتُ بصري إلى وجهه الذي تعتليه نظرة الدهشة و استغراب.
ساد الصمتُ لثوانٍ ينما كنا ننظر إلى بعض، ثم أنفجر ضاحكاً ساقطاً على ظهره.أيها الأحمق ما اللذي تتحدث عنه!؟..
هل ظننت أني أحاول الإنتحار!؟؟..
هاهاهاهاهاها يا إلهي لا أستطيع التوقف عن الضحك...صرختُ بوجهه: إذاً ما اللذي كنت تفعله على النافذة!!؟
و لما اتصلتَ بي!؟يا لك من أحمق آدم..
لقد كنت أعيدُ هذا الطائر الصغير إلى عُشّه الموجود أعلى تلك النافذة من الخارج..فتح يداه و إذا بطائر صغير بين راحة كفّيه ،على مقدمة رأسه زغبٌ أصفرُ خفيف و يمتلك جناحين ضعيفين مع القليل من الريش، على ما يبدو أنّه في أسابيعه الأولى.
قاطع جورج تفكيري قائلاً: اتصلتُ بك لتجلب بعض حاجيات سلطة الخضار اللتي أردت أن أُعِدها، لكن عندما رأيت هذا الطائر الصغير واقعا على الشرفة أغلقت الخط فوراً و فتحتُ النافذة بحذر كي لا يسقط.. أمسكتُ به و أخذت أتأملُّ فيه ملياً، لقد بدا لي و كأني أنظر إلى نفسي في المرآة.
ضعيفٌ و هَش، كما هي حالي.تنهد بحزنٍ و قال: حاولت أن أفعل مثلك، لطالما كنتَ من يأخذ بيدي و يساعدني في الوقوف على قدمي مرة أخرى، لطالما كنت النور الذي يضيء طريقي المُعتم.
ساد الصمت للحظات ...
قاطعت هذا الصمت بقهقهةٍ منخفضة.. يبدو أنني أبالغ دائماً في التفكير بالأمور السيئة.
نظرنا إلى بعضنا، و انفجرنا بالضحك.
من الجيد أنك عُدْت”جورج”...
نهاية الفصل ......
أنت تقرأ
حُب، سعادة، حياة
Lãng mạnبين أيديكم قصتي.. بين حبٍّ، سعادة و حياة.. سهم حبٍّ أصاب غير مكانه .. سعادة تملأ الدنيا و تلونها... تختصر بينهما معنى الحياة..