هواجس

72 13 15
                                        


“بوابة العشق” كان الاسم الكتاب الذي اختره كبديل للكتاب الذي أخذته ”سوزي”
“سوزي” هو اسم تلك الفتاة التي قابلتها في هذه المكتبة ..
كل ما أعرفه عنها هو أنها محبوبة جدا عند جميع طلاب و طالبات الجامعة..

شعرها البني الطويل و عيونها الخضراء اللامعة كالسحر و قصر قامتها ..
جعلتها تبدو كالجنيات التي نراها في الأفلام الخيالية..
تلك الجنية غُرست كشتلة من الورود في زاوية تلك المكتبة ..
كانت منهمكة بقراءة ذلك الكتاب، لدرجة أني اكاد أجزم أنه لو حدث زلزال هنا ما كانت لتشعر به..

حاولت التركيز على الكتاب الذي بين يدي ..

“بوابة العشق” كيف لكتاب كهذا ان يوجد في مكتبة الجامعة..
هذا الأمر جعلني مهتما لقرائته..

فتحت صفحاته متأملا المقدمة..

“إن كنت عاشقاً، فستفهم كل كلمة فيهذا الكتاب ،و إن لم تكن كذلك ،فإني أؤكد لك أنك ستفهم هذه الكلمات و ستعود إليها يوماً”

عندما قرأت هذه الكلمات تذكرت قول صديقي جورج :”يا صديقي، قد لا تفهم معنى كلامي الآن لأنك لم تمر  بأي تجارب سابقة في الحب.. لربما في يوم من الأيام أجدك تنهل من سعادة هذا الشعور يا أخي”..

بعد انتهائي من المقدمة تابعت القراءة..

“العشق يا صديقي بحر مترامي الأطراف ،أزرق ،جميل ،عميق ،و مجهول .. فاحذر عندما تبحر فيه”
“الأشخاص الذين يبحثون عن السعادة ،يبحثون عن العشق”
“على الأقل هذا ما يفكر فيه الكثيرين”
“العشق.. أي نوع من العشق ذلك الذي يجلب السعادة!!؟”
“هل طرحت هذا السؤال على نفسك من قبل!!؟”

توقفت عند هذه الأسطر .. ”نوع العشق!!؟” و هل له أنواع !!؟
كانت هذه الكلمات مبهمة بالنسبة لي..

تابعت بشغف القراءة كلمة بعد كلمة و حرفا بعد حرف..

"قبل أن تدخل في العشق .. عليك أن تختار إحدى بواباته التي لا تعد ولا تُحصى"
"أتتسائل أنه كيف يكون  للعشق أبواب"
"نعم.. هناك أبواب للعشق"
"تتجلى في القلوب.. كشيءٍ من السّحر يتملكك و يسيطر على مشاعرك و حواسك الخمس و السادسة إن وُجِدَت"
"قبل أن تطلع على هذه الأبواب، عليك أن تعلم أنّك بقدر ما ستنتظرك السعادة، بقدر ما سينتظرك ألمٌ و غضب ،و لا تستغرب أبدً إن ترتّب عليك يوماً كرهاً شديداً لشخص -قد لا تعرفه حتى- فقط لأنه أقترب مما تعشق"

شردتُ طويلاً أجتزئ هذه الكلمات مستخرجا عمق المعنى الذي تحمله..

قاطع صوت اهتزاز هاتفي النقال شرود ذهني ..

"جورج" إنه يتصل بي !!!

وضعت علامة بين صفحات الكتاب ..و أعدته إلى مكانه..  بنية ان أُكمله لاحقاً..
كان جورج قد أغلق الخط..

خرجت من المكتبة و انا أنظر إلى تلك الفتاة التي لم تتحرك حتى قيد أُنملة..

خرجت متوجهاً نحو غرفتي .. حاولت الاتصال مراراً  بجورج ،، لكن أحدا لم يجيب على اتصالاتي..

قلقتُ كثيراً ..  أموراً كثيرة مروعة سارعت لذهني -لم أدري ما السبب- لمجرد تخيلها  تسارعت دقات قلبي و بدأت اتصبب عرقاً ..

وصلتُ إلى مدخل مسكن الطلّاب الذي نعيش فيه أنا و جورج..
أسرعتُ على الدرجات قافزاً إياها الواحدة تلو الأخرى..
و صلت إلى الباب الخشبي الذي ملأته الشقوق معلنة قدمه..

فتحت باب الغرفة مسرعاً .. و إذا بي أرى جورج فاتحا النافذة و كان قد أخرج رأسه منها..
بدى لي كما لو أنه طيرٌ مستعدٌ للطيران .. تاركاً ذلك القفص الذي لطالما أسر حريته....
 

.يتبع…

حُب، سعادة، حياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن