الفصل الخامس

4.6K 488 318
                                    

-
"هل ستجلبين لي حلوي الخُطمي بعدها؟"
تحدث نايل بطفولية لتومئ له تايلين مبتسمة ثم اخذت يده و عزمت للذهاب خارجاً

نظر لملامحها الخاوية من اية مشاعر و الباهتة ليعاود الحديث مُتسائِلاً:
"لما انتِ ح-حزينة؟ه-هل نايل ازعجكِ؟ ا-اقصد انا،اعتذر"

التفتت له بسرعة لتضع يدها علي لوح كتفيه ثم تقبل رأسه ضامةً ايّاه بلطفٍ لعناقها ثم تحدثت قائلة بإبتسامة

"انت افضل شيئٍ قد حدث لي نايل!"
.
.
"اريده بمفرده رجاءاً"
اومأت تايلين للطبيب ثم نظرت لنايل لتجده عيناه تشعّان خوفاً،لتجثو علي رُكبتيها امامه لتمسك بيده و تُمسد عليها بلطفٍ قائلة:

"لا تقلق يا صغيري،انا بالخارج ولن اذهب بعيداً"

اومأ نايل بتردد لتُقبل يده و تنهض لتترجل من الغرفة تاركةً اياه بمفرده مع الطبيب حتي يعلم ان كان قد تحسنت حالته ام لا،هي تريد ان يتحسن لان فعلياً بالكاد تستطيع تحمُّل تكاليف علاجه،تريده بصحة جيدة ليس إلاّ

مر الوقت و هي قابعةً علي المقعد امام غُرفة الطبيب تبحث بهاتفها عبر المواقع عن اي مِهنة نظيفة تستطيع ان تجعلها تحيا برفقة شقيقها بسلام دون الحاجة لاحد،هي حتي لم تكن تأخذ من هاري سوي راتبها،هي لم ترضي بأخذ راتبٍ اكثر من حقها لرعاية نايل رغم انه عرض عليها ذلك،لكنها كانت تشعُر بالامان لوجود من يساندها ان سقطت،لكنه تركها لتسقط،ولم يُبالي ليدها المُمتدّة لمساعدتها للنهوض

تركت هاتفها علي المقعد بخيبة لتتنهد بينما تضع رأسها بين يديها بتعب،كل شيئ انقلب كرّة واحدة ضدها ولا تعلم السبب،الهموم كالاطنان تُثقِل كاهلها،لكنها تعلم ان بعد كل ضييقٍ فرج،وان رحمة الاله قد وسعت كل شيئ ولن يتركها بمفردها،ذلك السبب الذي يجعلها حتي الان صلبة و قوية،و تتحلي بالجلَد و الصبر لابعد الحدود

رأت هاتفها الماكث علي المقعد بجانبها يُضيئ مُعلناً عن وصول اشعاراً جديداً لتلتقطه بهدوء وتقرأ ما تحويه تلك الرسالة المبعوثة اليها

قام هاري💖 بإرفاق صورة لتلك المحادثة

نقرت هي علي الصورة بقلبٍ يكاد يغادر قفصها الصدري من كثرة اندفاع نبضاته،هي تعلم ان هاري ليس ثملاً بذلك الوقت،وان ما سيقوله الان ما هو الا الحقيقة

ظهرت الصورة لتشهق لا ارادياً من الصدمة و الالم،دموعها لم تصمُد واخذت تسير علي وجنتاها من الالم الذي اجتاح صدرها بعدما شاهدته،مظهرٍ من ابشع المظاهر التي تخيلت ان تراها يوماً،هاري يضع رأسه فوق صدر فتاة مُغلق العينان بينما هي تعبث بشعره،كلاهما عاريان تماماً و لا يستُرهم سوي ذلك الشرشف الابيض الرقيق

التقطت عيناها تلك الرسالة التي وصلت تباعاً للصورة ليزداد المِها و يسقط منها الهاتف ارضاً

٣:١٨ مساءاً
من هاري💖
'إشبعِ نظرك بتلك الصورة،انظري كيف تهتم؟،هي افضل منكِ علي اي حال'

قسوة مؤلِمة!
-
حد عايز يشتم؟ 😂

ثَمِل » هاري ستايلزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن