الفصل السادس

4.7K 491 160
                                    

-
تجلسُ شاردة الذهن بينما صغيرها يضع رأسه بحجرها يشاهد التلفاز وهي تداعب خصلات شعره بلا وعي.افكارها تتلاعب بها طيلة الوقت،كـ الدُب الذي يلهو بفريسته قبل ان يلتهمها و يجعلها اشلاءاً فقط،حتي انها لا تستطيع النوم بسبب تلك الافكار التي تشعر بها تركُض بين تعرُجات عقلها وكأنها بسباق فُرسان،ومن ينتصر لن يجعلها تنام بسلام

اغلق شقيقها عيناه بنعاس بينما هي مُستمرة في مداعبته لانها تعلم انه يحب ان ينام وهي تعبث بخصلاته،لكنها لازالت شاردة..تُفكر فيما سيحدُث مُستقبلاً،اين ستجد عملاً يتكفّل براتبها لتُكمل علاج شقيقها؟ ومتي ستكُف المشاكل عن التضارُب فوق رأسها كرّة واحدة؟،والسؤال الذي يتصدّر قائمة تلك الاسئلة التي ليس لها نهاية،لماذا هاري يفعل بها كُل ما يُسيئ اليها و يجرحها؟ لطالما كان طيب القلب و يحب مُراضاتها،عندما تغضب عليه يركض لجعلها ترضي مجدداً،لكنه ماذا يفعل الان؟ فقط يُغضبها و يجرحها،حتي انها لم تُسيئ اليه او تخدش كرامته ولو لمرة واحدة،لكن تقريباً هو اصبح يقوم بجرحها يومياً،كالروتين الصباحي بالنسبة اليه

تنهيدة ارهاق غادرت شفتيها لتنظُر لشقيقها الذي ذهب في ثباتٍ عميق و تبتسم علي شكله اللطيف،كـ الملائكة التي تنام علي السُحُب في افلام الرسوم المُتحركة،ترقرقت عيناها بالدموع لتقبل رأسه مُتمتمة بـ'احبك'،لتنهض بروّية بينما ترفع رأسه لتضعها علي الوسادة بهدوء ثم تضع عليه الغطاء،ثم تذهب لترتدي هندامها استعداداً للخروج،بالرغم من انها قد تعدت مُنتصف الليل
.
.
تسير بهدوء بتلك الشوارع الخاوية بينما تضع كفيّها بجيوب معطفها الثقيل والهواء الدافئ يتسلل من بين شفتيها زفيراً ليتشكّل علي هيئة سُحُب صغيرة باللون الابيض نظراً للطقس البارد،جسدها هزيلاً كورقة شجر بفصل الخريف،عيناها مليئة بخيبة الامل و الهالات السوداء لم تُفارق اسفل عينيها،من يراها يظن انها مريضة بمرض نفسي،او هاربة من مصح علاج الادمان نظراً لمظهرها المُبعثر للغاية،حالها يُشفَق عليه

سمعَت رنين هاتفها ليرتجف جسدها فجأة وتتوقف عن السير،لربما لانها اصبحت تخاف النظر للمُتصل و تجد انه هاري الذي سيسُبها و يحطم قلبها،لكنها كالعادة،استسلمت لقلبها لترفع الهاتف من حوذتها و تجده هاري بالفعل.تنهدت و فتحت الخط لتصمت مُستمعة لما سوف يتفوه به من كلمات جارحة

"تايلين؟"
تحدث بخفوت ليردف:
"حتي انفاسك قد اشتقت اليها،حينما كنتِ تنامين بعناقي و اشعر بها ضد انفاسي،اتتذكرين؟"

رفعت نظرها للسماء بعينان تلمعان من الدموع لانه ثملاً كعادته،تنهدت للمرة الخامسة بعد السبعون لتتحدث ببرود

"ماذا تريد الان؟"

"انا اريدك،دائماً ما افكر بكِ صدقاً"
تحدث ليقهقه بثمالة مردفاً:

"واللعنة حتي تلك الفتاة التي عاشرتها كنت اتخيلكِ بها،حتي هي غضبت عندما كنت ائن بإسمك و سألتني من هي تايلين؟ لم استطع الحديث صدقاً"
صمت قليلاً بينما هي تركت دموعها تنساب كالعادة لتسمعه يردف:

"انا لا اعلم حقاً،ماذا نحن؟ تركتك بسبب انانيتي المُفرطة و حبي اللعين للتملُّك،ثم هاتفتك بعد ثمالتي التي هي بسببك ايضاً لاخبرك بما اريد ان اخبرك اياه،لان كبريائي يمنعني من التفوه بذلك الكلام وانا مُستفيق،ثم العن نفسي الف مرة عندما استيقظ لانني اعلم انني قد جرحتك قبلاً،لاعاود اصلاح الامر لكني بالنهاية افسده،افسده كما افسد اي شيئ بحياتي،انا لعين بلا قلب"

قهقه بشدة بينما هي فقط ابعدت الهاتف عن اذنها لتلتقط انفاسها التي انسحبت من رئتيها بسبب كتمها للشهقات،اعادت الهاتف لاذنها لتسمعه يعاود الحديث:

"انا لازلت احبك،انا..-"
شعرت هي بنفاذ صبرها لتصرخ به قائلة بقهر:

"انت تتحدث بكلماتٍ ليس لها دليل!"
عيناها تركُض في محجريهما بغضب و الدموع لازالت تملأها،تنهد ليردف:

"اعلم انكِ غاضبة عليّ لكن،اتعلمين؟ انا اشعر بالندم لتركك"

مشاعرها مُبعثرة!
-

ثَمِل » هاري ستايلزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن