-
تسير في الشارع بخطواتٍ ثابتة وهي تُدندن بإحدي اغانيها المُفضلة،نفسٌ تغمُرها الراحة،وابتسامة ذات ايقاعٍ هادئ تجذب كل سائرٍ يلاحظها،عينان تلمعان من السعادة و خصلات شعرٍ يتطاير ليجعل مظهرها جذاباً،ناهيك عن هندامها المُهمل بعض الشيئ،لكن وجهها المُشرق بعد عتمة جعلها آيةٌ في الجمالالجليد القابع علي الارض جعلها تتعثر اكثر من مرة و من عادتها ان تتذمر،لكن خرجت قهقهة من شفتيها علي غير عادة ثم تمتمت بـ'غبية تايلين'!
وصلت امام المسكَن خاصتها لتصعد الدرج سريعاً للوصول للمنزل بأقصر وقتٍ ممكن،حتي تخبر شقيقها عن ما حدث،وان الامل قد باغت روحها من جديد،وتخبره انه سيتعافي بمرور الوقت و يصبح افضل شاب جامعي علي الاطلاق! بعد اختلاطه بالبشر و العالم الخارجياخرجت المفتاح من حوذتها لتضعه بالباب سريعاً و تفتحه لتذلف للداخل بينما رأسها تلتفت يميناً و يساراً بحثاً عنه،لتجده يترجل من المطبخ وهو يتناول الطعام لتصرخ بسعادة:
"نايل!!"
صرخ هو فزعاً ليسقط الطبق من بين يداه و يتحطم لاشلاءٍ ليشهق بصدمة و خوف،علمت انه انزعج و انتابه الخوف من الصوت العالي كالعادة وانه علي وشك البكاء بهستيرية لتركض و تأخذه بعناقها مُتحدثة
"يالهي! انا اسفة يا صغيري! اسفة حقاً لم اقصد ذلك"
قبّلت رأسه مراراً و تكراراً حتي يهدأ لكنه بدأ في البكاء بالفعل،لتلعن نفسها الف مرة،ربتت علي ظهره لتردف بحزن:"نايل،اسفة ارجوك،فقط اهدأ حبيبي انت،لم اقصد اخافتك اقسم"شعرت انها علي وشك البكاء،مظهر نايل الباكي دائماً ما يؤلم قلبها و يجعلها تريد قتل نفسها ان كانت هي المُتسببة بذلك
"س-سيئة"
تمتم نايل ثم شهق بخفوت لتتنهد بتعب مردفة:"اجل انا سيئة،سيئة و اسفة للغاية"قامت بتهدأته وهو تشبث بها لتأخذه و تجعله يجلس علي الاريكة الصغيرة ريثما تعد له الطعام مجدداً بدل الذي لطخ الارض،لتعود له ثم تجلس بجانبه متحدثة بإبتسامة و حماس
"لقد وجدت عملاً!!"
.
.
*عدة ايام*
"تفضلي سيدتي،تشرفنا بزيارتك"
تحدث تايلين بإبتسامة علي محياها لتتناول السيدة صندوق الكعك مبتسمة ثم تتمتم بـ'شكراً'اقترب عيدُ الميلاد و توافد الزبائن لا يهدأ،العُملات تخرج و تدلف للخزانة كل دقيقة تقريباً،مئات الكعكات تم اعدادها و بيعها خلال ساعاتٍ قليلة و الطاولات مُكتظّة بالبشر،المتجر يملؤه الدفئ و روح عيد الميلاد و الاجواء العائلية،وسط قهقهة الفئات العُمرية المخُتلفة التي تغمُر كل من يقبَع بالمتجر بالراحة النفسية ،حتي العاملين به
انتهَت مناوبة تايلين لتنهض بإرهاق بادي علي ملامحها لتقوم بخلع ملابس العمل و ارتداء هندامها لتترجل بعدما اخذت راتبها اليومي،ثم اخذت تسير بروّية و خطواتٍ بطيئة خوفاً من ان تسقط نتيجة الدوار الذي تشعر به منذ فترة،
سمعت رنين هاتفها المُعتاد بذلك الوقت لتقهقه بسخرية ثم تخرجه من حوذتها كعادتها لتستمع لما سيقوله من كلامٍ معسولٍ لا يمُتُّ للواقع بأي صِلة"تايلين!"
همس ليردف
"اشعر بالفراغ داخلي"
فركت عيناها الناعسة بلطف لتتنهد بتعب متحدثة:"و؟"
"و..وماذا؟ لا اعلم!"
قهقه بثمالة كعادته ليتحدث مجدداً:"اقترب عيد الميلاد،يالهي! انتِ لن تكوني برفقتي،صحيح؟"
"لن اكون،لقد سئمت منك علي كل حال!"
تحدثت بإنزعاج ثم تأوهت بخفة نتيجة ذلك الصداع الذي داهم رأسها فجأة،سمعته يعاود الحديث:"اللعنة!! لقد اصبحتِ تكرهيني"
قهقه مجدداً بشدة بينما هي توقفت عن السير لتجلس علي احد المقاعد العامة عندما شعرت ان قدماها لم تعد تتحملها لتستمع له مجدداً"اتعلمين؟انا اتألم ايضاً،لربما اكثر من كونك تفعلين"
اردف بخفوت:"اتعلمين ذلك الشعور عندما تتحرك يدكِ بعشوائية مُغلقة العينان مُستشعرة السرير بحثاً عن حبيبك بجوارك؟ شعور الخوف الذي ينتابك بعد ذلك عندما لا تجدينه بجانبك..او عندما تحلمين انكِ تعانقينه و احلامك تتحطم الف جزءاً و شظية عندما تجدين نفسك تعانقين الهواء؟،انا اشعر بذلك،كل يوم،لربما كل ساعة و دقيقة،كل وهلة تمُر وانتِ لستِ برفقتي،احبك ولازلت بحاجتك قُربي"
قهقهت هي لتردف بسخرية:
"مجرد ثمل لعين!"
شعرت بالعالم يدور من حولها لتضع يدها علي رأسها مُغمضة العينان بألم،تنهد هو ليعاود الحديث:"لقد احببتك بالفعل،لكن اخبرتك انني ثمل،اتفوه بأشياء لا اتذكرها،لم اخبركِ انني عندما اثمل اصبح كاذباً!"
تحدث بإنزعاج ثم صمت ليردف:"لكني صدقاً بحاجة اليكِ،وبحاجة لحُبك لي من جديد!"
سقطت فاقدة للوعي!
-
أنت تقرأ
ثَمِل » هاري ستايلز
Fanfictionوكأنَّكَ حَطَمْتُ تِلكْ القَارُورةِ التي تُذْهِبُ بِها عَقْلُك لتَلتقِطُ إحَديٰ شَظَاياهَا،وتَخْدِشُ بِها قَلْبيِ.