الفصل الثامن

4.3K 474 227
                                    

-
'السقطة لم تؤثر بالجنين،لا تقلقي هو بصحة جيدة'

كانت تِلك اخر جُملة قد استمعت لها تايلين قبل ان تركض سريعاً لخارج المشفي،لكنها لم تستطع الاكمال لتخور قواها و تسقط ارضاً باكية بقهر و شهقاتها عكّرت صفو الليل،تشعر بالضعف و الخذلان ينتابوها بشدة،لا تعلم هل هي تكره ذلك الجنين لانه فعلياً حملاً علي عاتقها،ام تحبه كونه طفل هاري؟

"ياربي،خذ تلك الاحمال من فوق كاهلي ف هي تُثقله و ترهقني"
شهقت مُردفة:
"هو طفله انا اعلم،لم يمسّني سواه!"
همست بإرتجاف بينما تتحسس معدتها لتعتصرها فجأة بألم بينما تتأوه بصوتٍ مرتفع و تبكي.

بينما ذلك الشاب الذي يسير عائداً للتو من مقبرة حبيبته،لفت نظره تايلين المُلقاة علي الارض بإهمال،انقبض قلبه من مظهرها ليركض جهتها بقلق و يرفعها لعناقه متحدثاًي

"يالهي! ماذا بكِ؟"
تشبثت به رغم انها لا تعلم هويته ليربت علي ظهرها متنهداً ثم سأل مجدداً:
"اخبريني! ما الذي جعلك تبكين بتلك الطريقة؟"

"انا اريد الموت،فقط الموت،لا..-"
قاطعها:
"لا،لا تفعلِ،فقط اخبريني ما حدث،لربما لن تريني مجدداً و ستكوني اخرجتِ مكنون صدرك فقط"
همس بلطف لترفع رأسها ثم تنظر له عن كثب لتجد نظراته دافئة و لطيفة لتتحدث:

"سأخبرك"
ابتسم هو لتردف بينما تعتدل بجلستها
"لكن من انت؟"

"اُدعي زين"
.
.
'تُدعي مايلي،كانت تحمِل طفلي بداخِلها ايضاً،لكنّي كُنت انانيّاً كفاية لاجعلها تتحمّل مسؤليتهُ وحدها كوني اخبرتها انني لستُ مُستعِداً لتحمّل نتيجة اخطائي،لم استطع ان اُثبت لها انني رجُلاً بين قوسين،ذلِك ما جعلها تذهب و تقوم بإجهاضهُ،توفّت حينها ولازلتُ لا استطيعُ النوم بأراحيّة من ألم الندم بداخلي'

كلمات زين تتردد بعقلها جعلتها تفكر فيما يجب ان تفعله مراراً و تكراراً،وكأن الاله قد بعث زين كي يُرشدها و يُنهيها عن فكرة اجهاضه،لكنها لازالت تائهة و لا تعلم ماذا تفعل بتلك المصائب التي تزداد كل يومٍ و تجعل شعور الحسرة يتضخم داخلها،كلما حاولت النجاة تستمر المصائب في سحبها للاسفل،حتي اصبحت في دائرة المجهول،تشعر بأنها ان ظلت بتلك الطريقة ستموت داخلياً،لا تعلم هل بقائها في اللاوعي و الهدوء قد خلق لها حاجزاً يعزل بينها وبين طيف الفرح في تلك الحياة؟ ام انها تشعر بأن روحها خامدة و منتظرة من احدهم انقاذها؟

يقول البعض ان الحُب هو وجهتين لعُملة واحدة،إما ان يكون نِعمة و يرفعك الي السماء السابعة،او يكون نُقمة ليسحبك لاسفل السافلين،لكن البعض الاخر يقول ان الحب يخلط بين النِعمة و النُقمة،فهو نِعمة لمن احسن الاختيار فيمن يُحب،ونُقمة لكُل من اختار بعشوائية لقلبه،ولم يُفكر ان كان ذلك هو الشخص الذي سيرفعه للسماء ام سيبطحه ارضاً،وهاري قد بطحها ارضاً فجأة دون اي سبب مُقنِع،تركها و بداخلها جزءاً صغيراً منه

جلست علي الاريكة بإهمال لتعاود البكاء مجدداً بينما تضم كلتا قدميها القصيرتان لصدرها و تعانقهم بقوة دافنةً وجهها لتغادر شهقة شفتيها،استشعرت نبض قلب صغيرها بداخلها ليقشعر بدنها و تبكي اكثر،ماذا ستفعل به؟

منذُ ان وُلدت وهي تعاني،فتاة نشأت بالميتم برفقة اخيها الصغير،ثم انتهوا من عذاب الميتم ليقابلوا عذاب العالم الخارجي،عملها،هاري،مرض اخيها،كل شيئ يجعلها تريد انهاء حياتها بأي طريقة مُمكنة

لكنها دائماً ما تتسائل،ان ماتت من سيعتني بنايل و يجعله يستكمل علاجه؟ من سيعانقه عندما يشعُر بالذعر من الصوت العالي؟من سيحضر له الذُرة بالسُكَّر التي يُفضلها؟.نايل هو محور حياتها،وهو من يجعلها تُبعد تلك الافكار التي تنهش بعقلها

"تايلين!"
همس نايل بدهشة عندما وجدها متكوّمة حول نفسها وترتجف لترفع رأسها له سريعاً،حاولت التوقف عن البكاء و مسح دموعها المتساقطة لكن غيرها يستمر بالسقوط،حتي استسلمت و عاودت البكاء مجدداً،ليقترب منها و بهدوء يعانقها لصدره الدافئ لتتمسك بملابسه بقوة،ولاول مرة نايل هو من يعانقها و يواسيها لتشعر بالامان بحُضن اخيها الصغير

تحدث نايل بقلق:
"يالهي! ل-لمَ تبكين؟"
اردف:
"س-ستجعلين نايل يبكي برفقتكِ،لا ت-تبكين!"

همس لتبتسم علي لطافته و تربت علي صدره مردفة:
"انا بخير"

"ل-لستِ كذلك،نايل لا يحب رؤيتك تبكين،نايل يتألم عندما تبكين"
رفعت رأسها لتقبل وجنته ثم تحدثت:

"ليس لديّ سواك نايل،لا تتركني"
همست بخيبة ليقبل رأسها متمتماً'لا استطيع'

"نايل،اريد اخبارك شيئاً،اعلم انك لن تتركني بهذا وحدي،صحيح؟"
تحدثت هي ببعض الامل ليبتسم نايل مُجيباً:
"نايل هُنا من اجلك،من اجل تايلين فقط"

ابتسمت مجدداً لتنظر له وتتحدث فجأة:
"انا حامل!"

مُشكلة!
-
حاسة الفصل مُمل و بايخ 😒😒
امسحه طيب؟
بس انتوا عاملين اية يا شراشيبي😌
القصة هتخلص علي ١١ فصل بقي :( ٣ فصول بس يعني اللي تبقّوا
هتوحشونييي :(❤️

ثَمِل » هاري ستايلزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن