عندما رفعت حنين وجهها وتأكدت أن الذى يتحدث هو يوسف فرحت لأنه لم يتخلى عنها واحست بالغضب الشديد منه فقررت أن تنتقم وبدأت تفكر وتخطط حتى تنفذ انتقامها افاقت على قيام الجميع ليتروكها هى ويوسف معا
قال يوسف : ما رأيك في تلك المفاجأة؟
قررت حنين أن تبدأ انتقامها فقالت : ما الذى تقصده عندما يقوم أحد بعمل مفاجأة يقوم بها مع أحد يعرفه لكن أنا وأنت لا نعرف بعضنا
دهش يوسف وقال بعدم فهم: ماذا تقصدين بأننا لا نعرف بعضنا أنا يوسف حبيبك
حنين : هذا مجرد تشابه فى الأسماء لأن حبيبي لم يخبرنى أنه سيأتي إلى هنا اليوم
يوسف فهم ما كانت تقوم به حنين فقام من مكانه وجلس بجانبها وقال : حنين حبيبتي أنا أعرف انك غاضبة لأنى لم أخبرك لكن أردت أن أقوم بعمل مفاجأة من أجلك
ثم أمسك يدها وقبلها برقة فخجلت حنين واطرقت رأسها لأسفل فنادى يوسف على والدها
وقال : عمى لقد اتفقنا على أن نقوم بعمل الزفاف مباشرة بعد عودة آسر و ملاك من شهر العسل
فنظر والدها إليها فوجدها تكاد تنصهر من الخجل فابتسم على صغيرته التى صارت عروسا وقال : إن كان هذا ما تريدون أنا موافق لكن متى يعودان؟
يوسف : أعتقد بعد أسبوعين
والدها : لكن لن نستطيع أن نقوم بتجهيز كل ما يلزمها
يوسف : لا تقلق يا عمى لن تحتاجو إلى إحضار أى شئ فى منزلنا فأنا أعيش فى فيلا مع والدتى فقط ولا ينقصها شئ وسوف أقوم بتجهيز الجناح الذى سنعيش فيه وتغيير ديكوراته لأنه لم يفتح منذ مدة
والدها : حسنا كما تريدان
قام يوسف من مكانه وقال : سوف نذهب الآن وغداً سأتى لأخذ حنين لتختار الديكورات التى تريدها ونخبر المهندس
والدها : حسنا يا بنى
وقامو بتوديعهم واحتضنت حنين والدة يوسف و همست فى أذنها ببضعة كلمات لم يسمعها أحد غيرها فابتسمت والدة يوسف وبادلتها حنين الابتسامة وانتهت المقابلة وغادر يوسف المنزل
وفي طريقه إلى المنزل مع والدته قال: ماذا قالت لكى حنين عندما كانت تحتضنك
ابتسم عندما تذكرت كلام تلك الفتاة المرحة
وقالت : هذا ليس من شأنك هذا سر بيننا
التفت إليها يوسف وقال : أسرار بينك انتى وحنين هذا لا يبشر بالخير أبدا فحنين مجنونة فكيف ستكون أسرارها؟!
وضحك يوسف ووالدته معا
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
عند آسر و ملاك كانو يقضون وقتهم بمتعة بعد أن قرر آسر أن يعيش كما يخبره قلبه حتى يعود إلى بلاده وكانت ملاك سعيدة جدا مع آسر و تشعر بالأمان والسعادة لكن كلما رأت تلك الحراسة تتذكر أن آسر له أعداء فتخاف عليه بشدة وتدعو ربها أن يحميه دائماً من أجلها فهو أمانها وحمايتها وكان كلما اقترب منها تشعر بالعديد من المشاعر الجديدة عليها والتي لا تعرف لها اسما وكان آسر كلما اقترب منها وجدها ملاك على هيئة بشر فكانت تزداد شكوكه حول أنه كيف يمكن لتلك الملاك أن يكون عمها هو سالم عمران وازداد إصراره على معرفة الحقيقة كاملة عند العودة
كانت ملاك تنام على صدر آسر وهو يمسح على شعرها وقال : لقد ذهب يوسف إلى والد حنين وقرروا أن يكون حفل زفافهم بعد عودتنا
قالت ملاك بدهشة : لكن حنين لم تخبرني تلك الفتاة ستصيبنى فى أحد الأيام بالجنون
ضحك آسر على تعابير وجهها الرقيقة فهى دائماً عندما تتحدث معه عن حنين وجنونها تتغير تعابير وجهها على حسب الموقف وعندما أخبرته عن حب حنين ليوسف أخبرها أن يوسف صديقه ففرحت بشدة وأخبرته أنها كانت دائماً تتمنى أن يكون زوجها هى وحنين أصدقاء حتى لا تفترق عنها قال لها : أعتقد أنها سوف تتصل بك لتخبرك لا تقلقى
فقالت : حسنا لكن متى سنعود؟
آسر غمز لها بعينه وقال : هل مللت منى بهذه السرعة ملاكى؟
أحمرت ملاك خجلا و ضربته فكتفه فقال:لقد قمت بضرب القناص الذى يهابه الجميع هل تعرفين عقاب ما فعلتيه الآن؟
فهزت ملاك رأسها نافيه بدلال فقام آسر بدغدغتها فكانت ملاك تضحك بشدة وتقول له أن يتوقف عما يفعل ولكنه لم يتوقف حتى أحمر وجهها من الضحك وقال وهو يبتسم:أتمنى أن أكون سر هذه الضحكة الجميلة
فامسكت يده وقبلتها وقالت : أنا لم اضحك منذ وفاة والداى مثلما اضحك معك
فتذكرت ملاك يوم وفاة والديها وقسوة عمها و زوجته فتجمعت الدموع فى عينيها فامسك آسر يدها وقبلها برقة وقال : لا تحزنى ملاكى هم بمكان أفضل الآن وأنا سوف اعوضك عن كل الناس سوف أكون زوجك ووالدك وصديقك ووالدتك وكل شيء بالنسبة لكى احتضنته ملاك وقالت : انت سندى فى هذه الحياة وأول من أشعر معه بالأمان بعد والداى أنا لا أريد شئ غير أن تكون بجانبى دائماً
آسر : لا تقلقى انا سأظل بجانبك دائماً ولن ابتعد عنك أبدا حسنا ملاكى
ابتسمت ملاك و اومئت بخفة فقام آسر بتقبيلها وأخذها معه إلى عالمهم الخاص حيث لا يوجد أحد غيرهم