لُصُوْصُ اَلمَجَاْرِيْ

206 22 41
                                    

لصوص المجاري؟
إنّهم كالظلال بين الأبنية ينسابون.
ينهبون مجوهرات ونقود البشر.
يخرجون من كل مكان وأي مكان.
لا يسع للشرطة الإمساكَ بهم.
يختبئون في المجاري عادةً.
لكن لديهم الكثير من المخابئ،وأهمها المستودع الخشبي.
سمّي المستودع الخشبي بهذا الاسم لأنّه المستودع الوحيد المصنوع من الخشب بذاك المكان، لكنّ كومات القمامة الكبيرة التي حوله تخفيه بشكل جذري عن العالم الخارجي.
لاحَظَت الشرطة كثيراً من المرّات لصوصاً في المجاري،ولذلك تمت تسميتهم بلصوص المجاري.
وقائدهم الشاب ذو الشعر الأسود "بلاك"
ذكيّ متحايل،لا يهمّه أصدقائه.
لكنّ الجميع يتبعه لأنّه من يحوّل حياتهم البائسة إلى جنان.
وفي إحدى الليالي الممطرة داخل أنفاق المجاري،يركض خمسة شبّان ويترئسهم الشاب ذو الشعر الأسود"بلاك"،فيقول: زون،أعِق عمل الشرطة.

ينظر ذاك الشاب بريعان طفولته الذي لم يرى من الدنيا إللا القليل ينظر لظهر بلاك والبقية وهم يركضون مبتعدين ينظر بيأس وحزن،ويقول: حاضر سيدي.

فيستدير ويركض بالإتّجاه المعاكس حتى وصل أمام شرطيان ليقفز نحوهما جاعلاً من أحدهما على الأرض لكنّهما يمسكاه بقوّة ويقول أحدهما: أين بقيَّتكم.

الطفل بابتسامةٍ يائسة: أبحقّ الجحيم تتكلم؟
نحن جرذان المجاري، لا أحد يمسك بنا.

أما لصوص المجاري الأربعة الآخرين.فقد زال منهم الخطر.
فيُرفعُ غِطاء أشبه بسجادةٍ باهتة فوق أرضيّة ما ليتّضح أنه من كان يرفعها غطاء مجاري فيتجمع الكثير من الشبّان حول الغطاء.
شبّان ذابلين ليسوا بقادرين على فعل شيئ،يرتدون ملابس بالية وممزّقة.
يخرج من غطاء المجاري بلاك وهو ممسك بألماسةٍ زرقاء،ويخرج بعده الأشخاص الثالثة الآخدرين.

بلاك وهو يرفع الألماسة لأعلى: سنحيى بها لمدة شهرين على الأقل.

فيبتسم الجميع وعلامات الفرح بادية على وجوههم.

بلاك بعدم اكتراث: لقد فقدنا زون.
لقد ضحّى بنفسه لأجلنا وأجلكم.

فيبدأ طفلٌ صغير بالبكاء وهو يقول: أخي، لقد ذهبت.

ليرفع بلاك يده مرةً أخرى نحو الأعلى داخل ذاك المستودع الخشبي المهترئ ويقول:لا يُهِم إن كُنْتَ يتيماً أو محتاجاً.
لا يُهِمّ إن كنتَ لصّاً أو محتالاً.
الأهم أن لا تكترث لعقبات الحياة وتُبَرهِن للقدر أنّك تستطيع رغم الآلام.
نحن نستطيع رغم الآلام.

فيصيح الجميع بآن واحد: نستطيع رغم الآلام نستطيع رغم الآلام.
نستطيييع زغم الآلااااام.

اسمي بلاك وعمري عشرون عاماً.
أما هوايتي فهي العزف على الكمان،لدي كمان رخيص خفيف أحب العزف عليه كثيراً،فهو من يدوي بأحزاني لكل من حولي.
لا تكترثون لاسمي هذا فهو ليس حقيقيا.
تمت تسميتي من قبل ضحاياي.
لا تعلمون أليس كذلك؟
منذ صغري كنت بميتم فقير.
لكن بإحد الأيّام قدم رجُلٌ عجوز وتبنّاني.
لم أتوقّع أن تتدهور حياتي أكثر.
فقد جعلني أعمَل كقاتلٍ مأجور لديه مذ كنتُ بالخامسة عشر من عمري.
وكلما أقترب من قتل أحدهم يصيحون ب "بلاك"
حتى قتلت والدي التبني.
لا تسألونني لماذا قتلته،فقد كان يهينني ويذلني،ولم أستطع منع نفسي من رشق دمه بتلك الغرفة.
حتى آل الوضع لأجمع الكثير من الرفاق.
ليسوا رفاق،وإنّما أدوات،لا أستطيع مناداة أحد برفيق،فأنا قاتل وليس لدي مشاعر.
على كل حال،أنا حي.

لصوص المجاريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن