4- لا مستقبل للحب معي!

4.5K 79 1
                                    


لكن كلماته التالية جعلت الأرض تهتز تحت قدميها:
" كيف تمتّعين نفسك هذه الأيام مع ذلك الرجل المتزوج؟".
" أي رجل متزوج؟".
" واليس ماسون ، بالطبع".
" واليس متزوج؟".
وجهها الذي إختلف لونه أخبره بالجواب الذي كان يريده :
" لا بد ان تكون مخطئا لو كان متزوجا لأخبرني"
" إذن فانت فعلا لا تعرفين ذلك، قد يكون من الحسن ل كان لا تعلمي ، لقد اصبحت معروفة في الكلية كما تعلمين بسبب مرافقتك له".
إذن لهذا السبب كان الناس يحملقون بهما وتذكرت الشكوك التي دبّت في افكارها في البداية حول واليس، عرفت الان أن لتلك الشكوك ما يبررها.
" لكن لماذا لم يخبرني؟".
" إما ان يكون قد ظنك تعرفين ولا تهتمين لذلك ،او انه ظنك لا تعرفين فقرر أن لا يخبرك حتى لا تتركيه ".
"ولكن اين زوجته؟".
" تركته قبل تسعة اشهر ، أتريدين ان تعرفي لماذا ؟ لانه لا يستطيع أن يترك النساء بدون مضايقة".
" لكنه مهذّب وتصرف تصرفا لائقا عندما كنا معا ، إنني لا أصدق ذلك".
" إنه يعرف كيف يتصرف ، بإعتناء معك إنه حاذق في ذلك".
نظر اليها ووضع العمل جانبا :
" لديه طفلة ، عمرها حوالي سبع سنوات ، طفلة صغيرة لطيفة ".
فغرت فاها بإستغراب:
" تعني ان الأم تركتهما بهذه الطريقة؟".
" نعم بهذه الطريقة ، هناك امهات اسوأ مما لديك ، اليس كذلك؟".
مدت يدها الى حقيبتها وأخرجت سيكارة ووضعتها بين شفتيها :
" اتسمح لي ان أدخن؟".
نظر الى العلى نحوها بسرعة وقال :
" نعم ، لا مانع".
تجاهلته وراحت تبحث عن علبة الكبريت ووجدتها ، أشعلت عود كبريت وكان هو في وسط الغرفة ثم سحبت نفسا طويلا ، إحتطف السيكارة من بين شفتيها ورماها بعيدا ، شددت على قبضة يدها لكنها كانت الخاسرة ، امسكت بحقيبتها واخرجت العلبة وقبل ان تسحب سيكارة أخرى أطبق يده على يدها.
لمعت عيناه:
" كم كلفة هذه السكائر؟".
أخبرته ، وهي تفكر لماذا يريد أن يعرف ؟ بحث في جيبه بين النقود وحسب المبلغ بالضبط ووضعه في حقيبتها ، وقبل ان تفهم قصده إختطف العلبة من بين اصابعها ووضعها في جيب بنطلونه.
" إنها سكائري ". إعترضت بعصبية : " أعدها إلي !".
" متاسف ". كانت إبتسامته قد خذلتها : " إنها ملكي الآن لقد دفعت ثمنها".
" ولكنك لا تدخن".
" وكذلك انت رغم محاولات ماسون لأفسادك".
شعرت بإهانة شديدة بسبب عمله هذا قامت االى جانبه ومدت يدها بعصبية فجرح أصبعه جلدها ، ظهرت دموع الأندحار في مقلتيها:
" لا يمكنك أن تفرض إرادتك علي هكذا".
" لا يمكنني ؟ سافرض إرادتي عليك بطريقة أخرى بعد دقيقة إن لم تحسني تصرفك".
" إنك فظيع ". قالت بسرعة : " وكأنني بدات أكرهك !".
مشى الى مسافة في الغرفة وهز كتفيه العريضتين بعدم إكتراث :
" ليكن ما يكن ، كنت اعلم منذ وقت طويل إما أن تكرهيني اوتحبيني ، إنها كارثة فعلا لو بدأت تحبينني إذ ليس لذلك مستقبل ، لا مستقبل لمثل هذا الحب ابدا".
" الآن هل تاخذني الى البيت؟".
نظر االى ساعته :
" آخذك الى البيت ؟ لا , لا زال الوقت مبكرا ، ثم إنني مشغول الان ".
رمت حقيبتها الى الأرض وراحت تمشي في الغرفة.
" بحق السماء ! هلا جلست".
منتديات ليلاس
جلست ، لكنها تحتاج الى شيء ما لأشغال فكرها القلق ، وقفت على قدميها وسارت نحو رف الكتب وأمسكت بكتاب وجلست وظهرها نحوه ، فتحت الكتاب وبدأت تبكي ، لم تستطع أن ترى الكلمات بسبب دموعها وبحثت في حقيبتها عن منديل ، نظر اليها ثم قرأ عنوان الكتاب ثم إبتسم:
" لا بد انك أصبحت شاطرة إذا كنت تفهمين هذا ، هل لديك دراسات خاصة تريدين بها التوافق معنا نحن المتخصصين بالرياضيات ؟". وبعد ان صفت عيناها رات أن الكتاب الذي إختارته هو كتاب دراسي متخصص بالرياضيات ، فإبتسمت من بين دموعها .
" إمسحي عينيك الآن " اعطاها منديله.
" وإلا فإنني سأضطر الى أن أغلق الكتاب هذا على حبل نشر الغسيل لكي يجف ، وستظن صاحبة البيت أنني جننت".
ثم وقف على قدميه وقدّم يده لها:
" هل يمكن أن نكون أصدقاء مرة أخرى".
وضعت يدها في يده وهزت راسها بالموافقة.
" حسنا ، الآن ساعمل بعض القهوة".
شربا بصمت ودي ثم أخذها الى بيتها لكنه لم يدخل البيت .
" هل تمتعت بهذا المساء يا روزالي؟ دعي جانبا بعض إختلافات الراي؟".
هزت رأسها بالتأييد.
" تصبحين على خير الان".
راقبته حتى دخل الى سيارته منطلقا.

بانتظار الكلام - ليليان بيك - روايات عبير القديمة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن