7- مشاعر ......... اخوية!

4.4K 84 0
                                    

بعد بضع أمسيات ، أكملت روزالي عملها بوقت مبكر وقررت ان تقوم بغسل شعرها وقامت بحله ثم تجفيفه ونشره ناعما ومشرقا حول عنقها نازلا على كتفيها ، ثم لبست اقدم سراويلها وهو أحمر مشرق ذو رقعة على مكان الركبة ثم لبست قميصا اخضر زمردي ينقصه أحد الأزرار ، فاحست برغبة لصنع الملابس بيديها ، فتحت قطعة من قماش بدلة مزخرفة باشكال نباتية كانت قد إشترتها مؤخرا من أحدا لمخازن في موسم تخفيض الأسعار ن وقامت بنشر القماش على الأرض ووضعت عليه بترونا من الورق ثم بدأت تقص بمحاذاة البترون ، كانت تجلس على ركبتيها وهي تتحرك على طول البترون والقماش مستمرة في القص ، عندما سمعت وقع اقدام تصعد السلم ، تلتها دقة على الباب ، فنادت:
" إدخل يا بابا".
وإستمرت تقص حول البترون.
" أليس هناك نهاية لإنجازاتك يا آنسة بارهام؟".
" ادريان!".
إرتعشت على صوته وجلست على قدميها وقد قطبت وجهها:
" ماذا تريد".
" أنت تعرفين؟".
قال معلقا مع إبتسامة ملتوية: يجب ان تكتبي مرحبا على الحصير لأنها كلمة لا يبدو لها أثرا في قاموسك هذه الأيام".
" إنني متأسفة ".
تمنت أن تكون سخريتها قد اثبطت عزيمته ، لكنه بدا مستانسا منها:
" عندما تأتي مرة اخرى سأقوم لآداء التحية لك ، هل سيجعلك هذا أكثر سعادة ؟".
" نعم كثيرا".
قال ثم جثا على ركبتيه الى جانبها وتمنت لو أنه غادر الغرفة اشار الى المادة المستعملة في نسيج القماش والبترون الموجود فوقه وقال:
" هذا يدل ان لديك دماغا فنيا ، أوضحي لي ذلك !".
حاول ان يستهزىء قليلا من إجابتها :
" اوضح لك ؟ أنت بكل بساطة لا تدرك ذلك يا دكتور كرافورد ، لا يمكنني بعد الان تعليمك خفايا وفنون خياطة الملابس أكثر مما يمكنك تعليمي اسرار الرياضيات".
" ليس هناك أسرار في الرياضيات ، من الواضح أنك قد كرهت الموضوع في المدرسة بسبب سوء التدريس الذي كان يؤديه المعلمون، لم يستطيعوا ان يجعلوك تفهمين الموضوع ربما لأنهم أنفسهم لا يفهمونه ". كانت عيناه تتفحصان عينيها فنظرت الى الأسفل بإضطراب:
" ومع ذلك، فإنني أستطيع أن أدرسك الرياضيات حتى لو كنت مغمضة العينين".
" أوه ، وما الذي يجعلك متأكدا من هذا؟".
" في الموقع الأول لديك الذكاء المطلوب ،وثانيا".
نزلت عيناه من وجهها وراحت في رحلة من الإستكشاف حول بقية اجزائها :
" إنك مادة خصبة يمكن العمل عليها".
ثم عدل من نبرته مع إبتسامة:
" انت قابلة للتطعيم ، بضة كالساق الخضراء".
إحمر وجهها قليلا ووقفت على قدميها ، ثم إضطربت عندما رات أن قميصها كان قد افلت من حزام بنطلونها فكشف عن جانبها طوال الوقت ، قامت بإدخاله ثانية بصورة دقيقة وهي تشعر بقليل من الإحراج بينما كان أدريان يراقب ويبتسم فسالته ماذا يريد .
" لسوء الحظ ليس لدينا طابعة هذا المساء ، لم تتمكن جين من المجيء هذا اليوم والعمل كثير ينتظر الإنجاز ، قال لي والدك أن لديك هذه الكفاءة ، واحدة من كفاءاتك الكثيرة إذن هل يمكننا إقناعك بمساعدتنا؟".
قالت وهي مترددة:
" إنني لست طابعة جيدة".
" ذلك لا يهم ، كل ما نريده أن نجعل بعض الملاحظات المكتوبة باليد بشكل قابل للقراءة لكي يمكننا العمل عليها ، والطريقة الوحيدة لذلك هو ن نطبعها ، يمكنك ان تقومي بذلك بكل تاكيد ".
" ربما.....حسنا سآتي".
ربّت على ذراعها:
" ها هي فتاة طيبة حاضرة للمساعدة، تعالي إذن الى عرين الأسد".
" ولكن!".
نظرت الى نفسها.
" لا يمكنني أن آتي بهذه الملابس ، يجب أن أغيّرها".
" لماذا ! لا يوجد سوى والديك ، ولست سببا يستحق ان تغيري ملابسك من اجله ، اليس كذلك؟".
جلست الى الطابعة وغادر والدها بعد أن طلب من أدريان ان يشرف على الطبع ، لم تكن تود أن تبقى وحدها مع أدريان خصوصا وانه ينحني عليها بصورة قريبة جدا حتى أنها فكرت ما إذا كان يفعل ذلك متعمدا ، حاولت ان تنظم دقات قلبها بينما كان هو يدمدم:
" لديك رائحة عبقة حولك ، أي نوع من العطر تستعملين؟".
" ربما تكون رائحة الشامبو الذي غسلت به شعري".
" آه ....الان فهمت".
منتديات ليلاس
غيّرت الموضوع بسرعة ثم تركها اخيرا تستمر بالعمل ، جلس بهدوء على كرسي يكتب في دفتر الملاحظات ، وكلما إحتاجت الى مساعدة كان يأتي اليها فيقف الى جانبها ليعطي إيضاحا لها ، وعندما عاد والدها أكملت روزالي طبع جميع الملاحظات ، شكرها وقال أنه ذاهب لمساعدة سارة في تهيئة القهوة.
وفي اليوم التالي ذهبت لموعدها مع واليس وميلاني ، دقت على باب واليس ودخلت ، نهض من مكانه وفتح ذراعيه اليها وعانقها مثلما كان يفعل دائما ، واصبحت ترى رغبته في معانقتها أكثر مما تتحمل ، وكالعادة وجدت روزالي طريقها الى مطبخ واليس جلست الى المنضدة بينما راح واليس الى الجيران لجلب إبنته ، تناولوا شايهم معا وحاولت روزالي بكل جهد أن تبدو منشرحة لتقابل خفة الطفلة ميلاني".
" سأذهب للعب مع ميلاني لبرهة من الوقت حتى يحين موعد نومها".

بانتظار الكلام - ليليان بيك - روايات عبير القديمة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن