9- البرقيات السعيدة

5.7K 181 19
                                    

مضت الأيام التالية كيفما اتفق ، فقد صممت روزالي ألا تخبر ماريون أي شيء عن أدريان ، لكن الجهد الذي بذلته لتبدو سعيدة ولتعرض إهتماما في ما يريانه اضاف مزيدا من الإنهاك على تفكيرها حتى أنها عندما عادت الى البيت مساء الإثنين كانت في غاية الإعياء وشعرت بالتوعك في صحتها عامة ، وفي اليوم التالي تلفنت الى واليس لتساله إذا كانت ميلاني بصحة جيدة فقال لها أنه ذاهب لجلبها من بيت جدتها دعاها لتأتي الى بيته فرفضت ولم يستطع إقناعها بكل ما قاله لتغيّر رايها ، ثم إقترح ان تاتي معه وميلاني يوم الخميس المقبل الى ساحل البحر فقبلت بالإقتراح:
" هل سنأخذ غداء للرحلة ؟ سأهيء وجبة خفيفة.
إتفقا أن يأتي اليها في الصباح الباكر فقد صمم أن يأخذهما الى هناك في كل الأحوال – كما قال – سواء كان الجو صحوا ام ممطرا ، ولقضاء الوقت حتى ذلك الحين ولتوقف تفكيرها بأدريان ، قامت بتهيئة عدة صفحات من الملاحظات لمحاضراتها في السنة الآتية ، تلفن نيكول في اليوم التالي وأخبرها أنه وجين مخطوبين بصورة غير رسمية.
منتديات ليلاس
" إنني مسرورة إذ اسمع ذلك ، يا نيكول ، اخبرني عندما تكون الخطوبة رسمية لكي أشتري لكما هدية الخطوبة".
كان النهار الذي قضته روزالي مع واليس وميلاني نهارا دافئا ومشمسا ،سبحت في البحر مع ميلاني وصنعتا قصورا من الرمال ونماذج للصدف وإستلقت تحت اشعة الشمس ، لم يتحرك واليس من مكانه قرب ملابسها ، لقد بدا أكثر إتزانا ومشغول الفكر.
" هل هناك ما يقلقك يا واليس؟".
سحب ركبتيه الى قرب ذقنه ووضع ذراعيه عليهما:
" لدي مشاكلي".
قال وعيناه تنظران الى جسمها وهي مستلقية ببدلة السباحة الى جانبه ، ثم ضحك:
" إن منظرك يبعث على الرغبة".
إعتدلت وجلست في مكانها وهي تشعر بالذنب ، ارادت ان تعتذر ، ثم قال لها:
" روزالي ، عندما نعود ، اريد أن اتحدث اليك ،ن هل توافقين على تناول كاس من الشراب معي عندما تكون ميلاني قد آوت الى فراشها؟".
" أنا....... لا اعرف يا واليس".
" أرجوك يا روزالي ، ليس هناك ما يخيفك مني بعد الآن ".
" حان الوقت أن نذهب الآن في أي حال".
نادت ميلاني لتعود وتجفف نفسها ، ثم ابدلتا ملابسهما معا بعد أن إختفتا خلف منشفتيهما الكبيرتين ، وفي الطريق الى البيت توقفوا لشرب الشاي ، وعندما وصلوا كانت الطفلة تعبة فحملتها فورا الى فراشها ثم راحت لتجلس مع واليس في بهو البيت ، اعطاها كاسا من الشراب وجلس الى جانبها على الاريكة ثم تحدث لها عن زوجته وعزمه على الإجتماع بها غدا من اجل إزالة الخلاف ، ورجاها ان تحتفظ بميلاني خلال نهار غد فوافقت وقالت أنها ستأخذها لقضاء النهار في لندن.
وبعد أن أوصلها واليس الى بيتها ، احست بالكآبة والحزن في كل زاوية من البيت ، جلست في كرسي وأطلقت العنان لحيرتها وتعاستها ، كان سكون البيت ضحلا ومتعبا ، الفراغ يكتنف كل شيء والفراغ في نفسها هو ما لا تستطيع علاجه ، وفجأة مزّق جرس التلفون السكون، إنتظرت لحظة قبل أن تمشي قاطعة القاعة لتجيب ،وكأنها لسبب ما تخاف الرد عليه : " لا بد ان يكون واليس حوّل موعد الغد" فكرت لنفسها ورفعت السماعة:
" روزالي؟".
كاد يقع جهاز التلفون بكامله الى الأرض ، أدريان؟ لا بد ان يكون خيالها قد خدعها ، أحست كانها ستبكي ، ثم جاء الصوت مرة اخرى:
" روزالي ! هل انت هناك؟".
" هل المتكلم أدريان؟".
تكلمت بهمس.
"نعم كنت خارج البيت طوال النهار مع......".
" روزالي إنني قادم نحو الجنوب لقضاء بضعة ايام لأقابل الناشرين ، وأريد أن أقابلك غدا".
ماذا؟ هل يجب ان يكون ذلك غدا؟
"أوه ، ادريان ، إنني متأسفة ، سأكون خارج البيت خلال النهار ، سآخذ ميلاني الى لندن".
إنهمرت دموع الإندحار على خديها.
" أها ، كان علي أن اعرف ذلك ، إذن فهذه هي المسألة ... هل انتم ذاهبون معا ، انتم الثلاثة / ام ...". نبرة امل رفعت من صوته :" فقط أنت وميلاني؟".
" نحن....... أبوها ذاهب ليحاول إعادة زوجته".
تبع ذلك برهة سكون : " إنني افكر ما إذا امكن ان آتي معك ؟".
" تاتي معنا؟".
كيف يمكنها ان تمنع الفرحة من صوتها ؟ إنها لم تحاول : " أوه أدريان ، سأكون في غاية السرور ، إنها مسؤولية كبيرة أن آخذ طفلة الآخرين بمفردي ، كل هذا الطريق".
" إذن فسآتي ، سآخذك بسيارتي ، الى المحطة ، ثم نأخذ القطار الى لندن ، هل أنت موافقة؟".
" "ذلك رائع يا أدريان".
إتفقا على موعد ثم سالته عن أمه ، اغلقت سماعة التلفون ، الان البيت برمته يرقص لها طربا ، أخذت آلامها بالتلاشي وران الفرح يحملها بفيض من السعادة الى لقاء الغد.

🎉 لقد انتهيت من قراءة بانتظار الكلام - ليليان بيك - روايات عبير القديمة 🎉
بانتظار الكلام - ليليان بيك - روايات عبير القديمة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن