5- لا أريدك في بيتي

4.4K 87 1
                                    

في المساء الذي جاء به نيكول ، جلب أدريان جين معه ، كانت روزالي في غرفتها تعمل وتنتظر قدوم نيكول عندما سمعت والدها يرحب بهما ، كان صوت جين العالي وضحكتها السريعة تغطيان تماما على نبرات أدريان الرقيقة الهادئة ، لقد ضحك من شيء قالته جين وهم ينتقلون ليجلسوا في غرفة الدراسة ، وعندما رن جرس الباب مرة أخرى سارعت روزالي الى الباب ورحبت بنيكول بحرارة أثارت الإستغراب حتى لدى نفسها ، إنها تعرف أن هذه الحرارة هي رد فعل ، لكن نيكول تصورها صحيحة ، أمسك بها ورفعها قليلا حتى غرقت بالضحك وهي ترجوه ان يضعها على الأرض ، ثم عانقها.
مد والدها رأسه من باب غرفة الدراسة :
" ما هذه الضوضاء؟".
سال بمزاج مرح ثم رآهما ينفصلان ، ثم المح بشيء جعلهما يضحكان.
عرفت روزالي أنه يقول لها ما كان قد رآه ، فأحست بشعور لذيذ في الإنتقام ، اخذت يد نيكول وسارا نحوالبهو ، حيث عانقها هناك مرة أخرى.
" اتعرفين أنك فتاة عجيبة ، مرة تجعلينني أظن انك متيمة بحبي ومرة أخرى تجعليني أشك ولا تحسين حتى بوجودي ".
إنسحبت قليلا:
" متاسفة يا نيكول لا استطيع حتى انا أن افسر ذلك".
تحدثا بعد ذلك عن عمله ونقل الأحاديث عن مختلف اعضاء الهيئة التدريسية في مدرستها السابقة، وبعد فترة من الوقت فتحت الباب واطل والدها منه.
" هل نسبب لكما أي إزعاج ؟ لا أظن ذلك؟".
قال وهو يبتسم اليهما.
" لدي آنسة شابة يا نيكول ، تود التعرف عليك ". تقدم نيكول اليها.
" هذه يا نيكول سكرتيرتي الماهرة ، جين هيلوود ، أقدم يا جين السيد دينتن الذي كنا نتحدث عنه قبل قليل".
ثم نظر الى نيكول:
" سمعناك وانت تدخل الى البيت قبل قليل ، وعندما ذكرنا إسمك لجين ظنت أنها سمعت بالإسم من قبل".
كان نيكول مشغولا ينظر بالعينين الواسعتين الصافيتين البريئتين كبراءة الأطفال ، وينظر الى شعرها الطويل المنساب على كتفيها والى جسمها.
إبتسمت له ببراءة.
" أعتقد سيد دينتن أن والدي أحد تلامذتك ، إذا كنت السيد دينتن الذي يأخذ الصفوف الخاصة بتعليم اللغة الألمانية والفرنسية في مركز تعليم الكبار في المدينة".
لا زال نيكول يمسك يدها منذ أن تصافحا ، فارخى يده وتركها مع قليل من الإضطراب.
" نعم أنا بالضبط، إنني أذكر السيد هيلوود ، رجل قصير نوعا ما ، ويبس النظارات وشعره اسود".
" نعم ذلك هو والدي ، سوف يسره ان يعرف انني قابلتك ".
أشار نيكول الى الأريكة الوثيرة في البهو وقال لها أن تتفضل بالجلوس وسألها عن والدها ، راحت روزالي الى المطبخ لتعد القهوة فمرت قرب أدريان الذي لم يتحرك من مكانه رغم أنه رآها ذاهبة ، فإضطرت ان تحتك به ، رمته بنظرة جافة لكنه كتمثال لا يجيب او حتى يتحرك ، وبينما هي تهييء القهوة إبتسمت بحنق.
جاء أدريان الى باب المطبخ.
" سوف أساعدك".
" كلا ، شكرا".
تمنت أن تكون البرودة في صوتها كافية لن تثنيه عما يريده.
" استطيع أن أتدبر الأمور عد الى صديقتك".
ألقى عليها نظرة خشنة :
" في الوقت الحاضر ، ابدو زائدا عن الحاجة كما تبدين انت الآن في ذلك البهو ، لذلك فانني امد لك يد العون".
كانت نبرته لا تسمح باي نقاش ، وضع أواني الشاي على الصينية وهيّا السكر والبسكويت .
" أدريان!".
قالت لكنه رفض أن ينظر الى عينيها.
" أرجوك هل تسمع ما اريد قوله لك؟".
" يمكنك التكلم ولكن هذا لا يعني انني أنصت لما تقولينه".
وبعد ان أدارت إنتباهه وضعت يدها على يده فوقف هادئا متسمرا:
" هل تصدقني إذا قلت أنني إستأنفت صداقتي مع واليس فقط من أجل طفلته ؟ إنها طفلة غير سعيدة تتحرق شوقا لأمها ، واعرف كيف تعاني".
سحب نفسه من ملامستها وكانها تلسعه:
" أنت تعرفين بشعورها ؟ تظنين انك تعرفين مع والديك الرائعين اللذين لديك؟ إنك تتحدثين بهراء لا يصدق !".
كانت نبرته عنيفة جدا بحيث إرتدت بشدة وأغلقت عينيها لأنها لم تعد تتحمل شدة الغضب الذي بدا على وجهه:منتديات ليلاس
" دعيني اقول لك شيئا روزالي ، إنك تجرحين مشاعري بقساوة واشعر انني لا يمكنني ان أثق بك مرة أخرى ، لا أعرف لماذا تظنين أنني أهتم بكل ما تعملينه ، ليس هناك أي إلزام منك أن تفسري لي اعمالك ، ن قصصك واعني بهذه الكلمة كل معناها ، اشياء من شانك وليس من شأني ، من الان فصاعدا حياتنا كخطين متوازيين يمتدان الى ما لا نهاية ولكن لن يلتقيا ، هل هذا واضح؟".
أصبح غضبها على مستواه:
" وما الذي يجعلك تظن أنني أردت لحياتينا ان تلتقيا في يوم ما ؟ ما فائدة صديق تكون ثقته بهذا الضعف بحيث إذا قام واحد بعمل طيب لأجل طفلة صغيرة ، تنهدم ثقة ذلك الصديق كقطعة من الثلج".
لم يتاثر بكلماتها حتى أنها لم تتمكن من السيطرة على دموعها .
" إن ضميري صاف وذلك كل ما يهمني ، فإذا حكمت عليّ بدون دليل حقيقي كغيرك".
قالت وهي تبكي......
" فإن صداقتك لا تستحق الحفاظ عليها بغض النظر عن أي شيء آخر". 

بانتظار الكلام - ليليان بيك - روايات عبير القديمة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن