1

10.5K 205 9
                                    



لم تصدق ما سمعته، ظلت محدقة إلى صديقتها، منتظرة متى ستنفجر بالضحك وتقول انها كانت تمزح.. لكن ملامح صديقتها طيف بقت على ما هي عليه من الجدية التامة: انتي من جدك؟ من بين كل الناس اللي يتزوجون.. إنتي؟


لم تستطع مي إدخال الفكرة في رأسها.

منذ اليوم الذي تعرفت فيه على طيف، كانت طبيعتها وشخصيتها ثابتة.. لا تغير سوى ازدياد همومها. التفكير بالأعراس و الأفراح كان آخر ما تفكر به. جل تفكيرها كان ابوها وعلاجه، دراستها، شغلتها. بقلق سألت: انتي مغصوبة؟ ترى اقدر اكلمـــ...

قاطعتها: لاء، خالتي عرضت علي الفكرة وانا وافقت.

لم يفاجئها أكثر من خبر زواج طيف إلا معرفة من اقترح الفكرة. منذ متى كانت زوجة ابو طيف تهتم بمستقبلها؟: ليه؟

تنهدت طيف باستسلام: ابوي. ما تقدري تتخيلي كيف هو فرحان بموافقتي./ تمتمت: ما كنت ادري انه كان شايل همي هالكثر..

طبعا، طبعا. نقطة ضعف طيف الوحيدة، ابوها. حتى لو كان الشيء على حساب راحتها وسعادتها، فأبوها فوق نفسها دوما. ابتسمت مي محاولة تلطيف الجو: طيب وعريس الغفلة ذا كيفه؟ من وين جاي؟ وسيم وسامة مليون فولت ولا مشي حالك يا جدار بيج..

رمقتها طيف بنظرة مستغربة: عليك مصطلحات.. مدري كيف تجيبينها..

استعجلتها مي بالكلام، فوقت الفسحة قرب على الانتهاء وعليهما حضور حصصهما بفصول متفرقة. "فرقوا شملنا الله يفرق شملهم". هذا ما قالته عندما عرفت ان طيف كتبت في فصل مختلف. ما زالت تفاوض المشرفة على نقلها إليها: عرفتي قصدي يختي. يلا انطقي..

هزت طيف كتفيها بلا مبالاة: مدري.

لم تعجبها هذه الإجابة على الاطلاق: ايش اللي مدري؟

كررت طيف اجابتها: مدري عنه شي، بس اسمه وعمره وانو تحليلاتنا تتطابق.

استحثتها، ربما يكون هنالك امل..: ما جاك فضول؟

جاوبتها تلك بأريحية: مصيري بعرف.

كانت تعتبر طيف أختها التي لم تلدها امها، لكن بعض المرات، برود صديقتها كان كفيلا باستفزازها إلى درجة فظيعة. "الله يعينك يا عريس، راح تتزوج بالقارة المتجمدة الشمالية وانت ما تدري": عسى تنحرقي بنار حبه وبعدين نشوف مين اللي يهتم.

امتعضت ملامح طيف، غير مستسيغة للفكرة: يالدراما اللي عندك، وبعدين مو المفروض تتمني هو يصير له كذا بدالي؟

رفعت مي يديها الى السماء: عسى ربي يخيلكم ذايبين بعشق بعض./ التفتت اليها: ارتحتي؟

عكــس الرحيــل ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن