3

8.8K 180 13
                                    


رجعت طيف إلى غرفتها لتراها متغيرة بشكل جذري. أغراضها لم تكن موجودة، بينما أثاث المجلس كان موضوعا بكل ترتيب. على الفور عرفت من الفاعل. بخطى يقودها الاستنكار، بحثت عن زوجة أبيها حتى وجدتها تقطع الخضار في المطبخ: وش سويتي بغرفتي؟

ببرود أجابتها: مالك رتب أغراضه خلاص. ما عادت ذيك غرفتك.

انلجم لسانها، فهي اتخذت حالة الملحق كعذر. لكن ذلك العذر كان مؤقتا.. حتى ولو، لم تعتقد طيف أن زوجة أبيها ستتحرك بهذه السرعة. "يا ذي الورطة اللحين.."

ظلت تحاول البحث عن حل بلا جدوى، دافعة النعاس الذي بدأت تشعر به في الليل. استفزها إقفال زوجة أبيها لما كان سابقا غرفتها. منظر المفاتيح تتأرجح أمام نظرها كان مغضبا.

لم يبق لها خيار آخر..

كلص، تسللت داخل الملحق، متنفسة الصعداء عندما رأت مالك غارقا في النوم. افترشت لها مكانا جانب الباب، متجاهلة عدم راحتها.

:

تشكر الله كل يوم على مقدرتها على الاستيقاظ عند أذان الفجر. كانت تعرف أن نومها ثقيل وأكثر المنبهات إصرارا ستعلن استسلامها أمام عمق نومها.

لكن غريب، كيف كانت تشعر بهذا الدفء، هذه الراحة، فمن نحف الفراش الذي كانت تنام عليه كان باستطاعتها الشعور ببرودة الأرض وقساوتها. غريب أنها لم تتذكر أنها تلحفت بهكذا لحاف. وغريب.. هذه الآثار لعطر رجالي..

لحظة.. "هذا مو الفراش اللي فرشته".

بسرعة خاطفة جلست لتؤكد استنتاجها. كانت نائمة في سرير مالك. "أجل هو.." نظرت جانبها، لكنها لم تره. كانت وحدها.

حركة آخر الملحق لفتت انتباهها، لترى مالك يتقلب في فراشها. عرفت حينها أنه هو من حملها إلى سريره ليأخذ مكانها.

بجسد محموم من الخجل والاحراج، اقتربت منه ناوية إيقاظه، لكنها توقفت لحظات لتتأمل وجهه، كيف أن امتعاض ملامحه بعدم راحة لم تنقص من جاذبيته. كبتت رغبة غير مفهومة من أن تمد يدها لترخي انقباض عضلات وجهه بأطراف أصابعها. صحت من غفلتها لتناديه: مالك.. قم الفجر أذن.

همهم بشيء لم تفهمه وابتسم حالما. رجعت تناديه مرة أخرى، وفقط حينها استيقظ.

كانت تريد أن تسأله عن سبب تكليفه لنفسه، فهي من دخل الملحق عنوة واخذت ركنا منه، لكنها لم تفعل.

ستكون أكثر حذرا المرة القادمة.

:

خمس أيام مضت وطيف تجد نفسها في سرير مالك فجر كل يوم.

لاتدري ماذا تفعل، فقد استنفذت كل أفكارها محاولة أن تكون أكثر حذرا، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.

عكــس الرحيــل ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن