9

7.9K 174 8
                                    



رن هاتف مكتبها مرة أخرى. ردت طيف على المكالمة بنفس الطريقة، لكن بدل أن تلاقي الصمت، لاقت ردا هذه المرة.. صوت رجل: السلام عليكم..

هذا الصوت.. كان مألوفا، مألوفا جدا. وجدت نفسها تتوتر، قلبها يخفق مسرعا، مترقبا: وعليكم السلام..

عرفت لحظة نطقه مرة أخرى سبب إحساسها ذاك: كيف حالك يا طيف؟

تلك الطريقة في نطق اسمها، كأنه يستمتع بنطقه، كأنه يرتاح به.. فقط تنتمي لشخص واحد، شخص لم تظن أنها ستسمع منه خبرا: مالك..؟

تستطيع الشعور بالابتسامة التي ارتسمت على شفتيه من رده: إيه.. حبيت أسلم عليك. ما ينفع أتولى أمور ذي الشركة بدون ما أمر على زوجتي اللي تشتغل فيها، صح؟

يتكلم بكل أريحية، كأن فراقهما دام أسبوعا بدل سنوات. لا تستطيع تشكيل أي رد، الصدمة ألجمتها تماما.

لم يبد أنه لاحظ صمتها المذهول.. أو ربما تجاهله: بأية حال، كويس إننا تلاقينا. بتصل فيك قريب إن شاء الله. انتبهي على نفسك.

وبكل بساطة، أقفل الخط.

:

كيف كانت غافلة هكذا؟

منذ سماعها بشراء مجموعة السامي لهذه الشركة، كان من المفترض أن ترن أجراس الإنذار في عقلها. لكنها بررت لنفسها أن تلك المجموعة ضخمة ومجالاتها واسعة الأفق ولا يمكن أن يكون لها علاقة بها.

لكن.. تبين أنها كانت مخطئة، وبشكل لم تتوقعه حتى في أكثر السيناريوهات جموحا.

:

رنين هاتف مكتبها أصبح يبعث فيها التوجس منذ الأمس، ظلت طيلة ذلك اليوم تتوقع اتصالا، لكنها لم تتلقاه.

هل كان يلعب معها ألعابا عقلية أم ماذا؟

ردت من الرنة الأولى على هاتف مكتبها، منزعجة، فهي لم تخطو خطوة واحدة، لم تخلع عباءتها حتى، إلا وهاتف مكتبها يصدح بالرنين: نعم؟

اتسعت عيونها عندما أتاها صوته: ليه تأخذي أوفر تايم؟

قطبت حاجبيها: مو واضح؟

رد: سجلك مكتوب فيه إنك إنتي الوحيده اللي تأخذه في قسمك.. ليه؟

لم تجب وسألت بدورها: إنت اللحين اتصلت علي.. عشان الأوفر تايم؟

هناك أشياء أولى بنقاشها، بقولها..

ألم.. ألم يؤثر به فراقهما..؟

سأل هو الآخر: في شي ثاني تبغي تتكلمي عنه؟

تسلل إلى صوتها الجمود: لاء.. مافي شي أقدر أفكر فيه اللحين.

عكــس الرحيــل ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن