2

8.7K 182 9
                                    



صوت غير مألوف ناداه، أفاقه من النوم: اصحى.. لا يفوتك الفجر..

فتح عيونه على طيف واقفة جانب السرير. جلس ليمرر يده على وجهه، ماسحا النوم منه. كان بالعادة خفيف النوم، لكن التفكير سرق الراحة منه إلى وقت متأخر من الليل. التفت لطيف التي لم تظهر عليها علامات النعاس: صباح الخير..

ردت دون النظر إليه: صباح النور.

رآها تشمر عن ساعديها، ناوية ترتيب الملحق الذي أفسده. أوقفها: خليك، أنا برتبه..

كان واضحا عليها عدم الاقتناع والإصرار فأكمل: فيه أغراض أبغى أحطها فمكانها بنفسي.

عندها فقط انسحبت: طيب.. أبوي ينتظرك..

ابتسم بسخرية وهو يراها تخرج بدون أي كلمة أخرى "شكل اللي قال إن الحريم كلامهم كثير ما التقى بوحدة مثل طيف".

:

على الرغم من صغر حجم المسجد وقدمه، إلى أن الحضور من المصلين كانوا كثرى. أعجبه شيء غير ملموس في ذلك.

توقع العودة إلى البيت بعد الصلاة، لكن حماه انخرط في الكلام وتقبل التهاني، معرفا مالك بكل من حيَاه.

بفرحة عرف للكل: هذا ولدي مالك!

يالله.. كم افتقد هذه الكلمة! وما أنقى قلب هذا الرجل ليحتفي به بهذه الشدة، كأنه اعتبره ولده من اللحظة الذي دخل فيها بيته.

:

عند رجوعه وحماه البيت، رأى مالك خالته وطيف مستيقظتان. دعته خالته إلى الجلوس على الطاولة، فطيف كانت تحضر الفطور.

تتبع مالك طيف بعيونه وهو يحدث خالته. بنشاط تحركت، تضع أطباق وأباريق وأكواب دون الجلوس، تدخل وتخرج من المطبخ بصمت بينما هم بدأوا بالأكل.

عندما وضعت كوب ماء أمامه، أمسك بيدها ليمنعها من الذهاب: اجلسي..

تعابير وجهها حكت عن تفاجئ. ردت عليه بارتباك خفيف، مرجعة خصلة شعر افلتت من جديلتها وراء أذنها: وراي شغل..

أحكم من إمساكه بيدها: افطري بعدين اشتغلي زي ما تبغين..

بطرف عينه رأى خالته وزوجها يراقبان المشهد برضى.

بخبث أيدته خالته: إيه والله، تراك عروس..

جلست باستسلام دون أن تمد يدها، فقرر مالك أن يضع لها الفطور في صحنها بنفسه: كلي..

بانحراج بدأت بالأكل. ترددها وارتباكها جعله يبتسم.

صوت خالته نبهه: كل انت بعد، ما أظن القعدة والتمقل فوجه زوجتك بتشبع بطنك.

عكــس الرحيــل ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن