4

8.2K 177 6
                                    




لم يتوقع سلطان أن يحدث مالك هذا التغير الملحوظ في البيت. بوجوده لم يعد خاطره مثقلا بالقلق على ابنته. لطالما كانت تعتمد على نفسها، رافضة كل الرفض من أن يهتم بها أحد، مما أدى إلى استنزاف طاقاتها مرات عدة.

لكن مالك كان وريث خالته حقا باحتياله لمكان في جانب طيف و إقناعها بإلقاء جزء من الحمل عليه، وهذا كان عندما كان بالكاد متواجدا في البيت.

بمجيء رمضان سنحت لمالك الفرصة بالبقاء في البيت أكثر، وهاهو الآن يساعد طيف في إعداد مائدة الإفطار رغم رفضها وجدالها معه.

بالكاد استطاع سلطان كبت ابتسامته. كم كانت مراقبتهما تسره.

:

لاحظت طيف قلة امتداد يد مالك إلى الإفطار الموضوع أمامه.. ملاحظتها هذه جعلتها تدرك أن مالك كان يأكل وجبة الفطور فقط معهم والباقي في الخارج قبيل رمضان. "يمكن ماكان عاجبه الأكل طول الوقت.."

انتظرت حتى عاد من صلاة التروايح لتسأل بتردد: ما عجبك الفطور؟

نظر إليها باعتراض: لا، لا.. بس يبغالي أتعود عليه.

لم تكن مقتنعة البتة: وش اللي كنت متعود عليه أجل؟

تنهد: مو لازم تتعبي نفسك.. طبعي شين مع الأكل بس مصيري أتعود.

إدعت البراءة: ما قلت بسوي شي. جاني فضول أعرف وبس..

الريبة كانت واضحة على ملامحه، لكنه أجاب على سؤالها في النهاية، معددا لأطباق لم تسمع بمعظمها من قبل.

أول ما أصبحت لوحدها، اتصلت بمي التي ردت بفرح: حي الله من اتصل! والله كنت بشك إنك كنتي تكذبين لما قلتي إنك تعرفي تتصلي على الناس.

ابتسمت بسخرية: ماله داعي وانتي تتصلين في كل ساعة، كأنك ما صدقتي.

أيدتها: إيه والله ما صدقت. صدقيني راح أدعي لزوجك في ذا الرمضان. سوى لي معروفا عظيما.

لم تستطع منع ضحكة من الإفلات: طيب ردي ذا المعروف وقوليلي كيف أسوي لقمة القاضي.

كانت نبرة الاستغراب واضحة في صوت مي: وش جاب الحب المفاجئ هذا؟ أذكرك ما تطيقيه..

ردت ببرود مصطنع مخفية حرجها: حبيت أغير جو.

لم تصدقها: تغيير جو هاه؟ والله ماغير جوك إلا بعض النا—

قاطعتها وهي تحمر بشدة من الحرج: المهم تعرفينله وإلا أروح أسأل أحد ثاني..

تمتمت مي معتقدة بأن طيف لم تسمعها: موب سهل الأخ.. خلى البنت تتشطر في المطبخ./ قبل أن ترد بصوت أعلى: أفا! أنا ما أعرف لشي بسيط مثل هذا؟ راح أعلمك لقمة قاضي من طعامتها وحلاوتها زوجك بيرقصك سالسا.

عكــس الرحيــل ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن