نداء السماء " أكسنورتاينا "

89 13 0
                                    

ليلٍ أسدلت السماء ستائرها السوداء فوق بلدة أمنيا، حيث أطلقت نيران التحذير ألسنتها من المراقبة، تبعث رسائل الإنذار إلى القرى والبلدان المجاورة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ليلٍ أسدلت السماء ستائرها السوداء فوق بلدة أمنيا، حيث أطلقت نيران التحذير ألسنتها من المراقبة، تبعث رسائل الإنذار إلى القرى والبلدان المجاورة. إيحاء ذو معنى جلل: إن الشر المستأنف قد برز من جديد، مخترقًا تحصينات الإيمان في القلوب. تمسكوا بالصبر، تمترسوا بالثبات، فلكل أمرٍ تقلباته ولكل نهاية معقباتها. لن يدوم القلق والوجل، فالأمل سيزهر حتمًا من تراب الألم والظلم، وسينبت السلام عدلاً يعمُّ الأرض.

مع زوال شعاع الشعلة بالتدريج من الفضاء، تحولت النظرات المترقبة في القرى والمدن إلى عيون يغشاها اليأس وتكللها ملامح الهلع والإحباط، مدركة أن الدور يقترب منهم بخطى ثابتة. لا ملجأ يتسنى لهم سوى دروب الرحيل. تلك الأسوار التي كانت مصدر الأمان، تحولت الآن إلى لعنة تقضي على آخر آمالهم. هكذا هي الحياة، تقلب موازيننا: ما نظنه صوابًا يتبدل إلى خطأ، وما نظنه خطأ قد يتجلى حكمة. في تلك الأثناء، تتخاطف الدعوات والصلوات مكانها في الفضاء، تتسابق في العلو مستجيرةً بالرحمة الإلهية.

إنها صلوات محملة بالرجاء والالتماس، تخترق ثريا السماء معتليةً همسات أهل أمنيا: "يا جبار، زد في ثبات أهل أمنيا وارفع عنهم البلاء، وأنعم عليهم بالسلام والأمان."،في الزمن الذي اختلط فيه الخوف بالأمل، وحيث الشر يستشري كما النار في الهشيم، وقفت بلدة أمنيا الساحلية على حافة الدمار. الجيوش الغادرة، أبناء الظلام، بدأوا بفرض سطوتهم وتمددهم، يخترقون الصفوف بلا مقاومة تُذكر. كان لهم مهلة سبعة أيام، أمر حتمي من زعيمهم الرهيب للحكيم أرثر ليسلم "فتى أجنحة السماء".

وسط الذعر الذي يعتصر قلوب السكان، كانت الصلوات ترتفع في صمتٍ مخفي، نداءً خفيًا يشق السكون، يلتمس تفادي مصير مأساوي آخر، يلتمس النجاة من حرب الفناء التي تطل برأسها من جديد. الألسن تخرس، والعقول تتوه في بحر من الحيرة والتساؤلات، ما الذي يمكن أن يكون الحكيم أرثر قد خطط له؟ ومن هو ذلك الفتى الغامض؟ وما حقيقة الأكذوبة التي نسجها زيناس بينهم؟

أسئلة تدور في رؤوس الأمنيين كسرب من الطيور الضائعة، بينما الزمن ينفد بالتساوي مع غروب كل يوم.، في اللحظات التي تسبق منتصف الليل، حيث الخوف يكثف الظلال والوقت يسيل كقطرات عرق تحت وطأة القلق، كان زيناس يقف عند حافة الحتمية. تتوجس البلدة خيفة، مع تبقي نصف ساعة فقط قبل أن ينقضي الوقت المسموح وتبدأ المهلة التي تنذر بدخولهم في زمن مجهول، فيما تحتشد اللحظات كجنود على خط النار، جاهزة للإعلان عن بداية العد العكسي للموعد المشؤوم.

إلياذة فناءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن