لحظة نزاع " أكسير أستاليا "

107 15 0
                                    

وقف أرثر خارجاً من كوخه، وهو يحمل ثقل مسؤولية التهدئة وإعادة الأمل لقلوب أهالي بلدة أمنيا القلقين

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

وقف أرثر خارجاً من كوخه، وهو يحمل ثقل مسؤولية التهدئة وإعادة الأمل لقلوب أهالي بلدة أمنيا القلقين. تجاوز الأبواب الخشبية العتيقة، وعيون الأهالي تلاحق خطاه، وهو يتجه صوب المنارة الشمالية التي تقف شامخة كحارس أبدي للبلدة.

كانت المنارة تقع على رأس هضبة تطل مباشرةً على محيط بوروس، وكانت النظرة من أعلاها تسمح للعين بالإمتداد لأميال، تتخطى الأفق حيث يلتقي السماء بالبحر. كان يدرك أرثر أن الوضع ليس مجرد محنة عابرة، بل تحدياً كبيراً قد يحدد مصير أمنيا وأقاليم ميريانا بأكملها.

أضاءت شعلة التحذير التي أطلقها كإشارة للجميع بأن الوقت ليس وقت الراحة والاستكانة، بل اليقظة والاستعداد. لكنه لم يكن ليسمح لليأس أن ينخر عزيمة الأهالي. بينما كان يتسلق مسار الهضبة، تتبعه الأنظار المترقبة، يشعر بثقل القيادة على عاتقه.

عند وصوله إلى القمة، نظر أرثر حوله، مستشعراً مسؤولية الحكيم الذي يقود شعبه من خلال الحكمة والحنكة. كان لابد أن يظل قوياً وثابتاً، فهو الصخرة التي يتكئ عليها الجميع. لم يكن يعلم كيف ستتكشف الأحداث في الأيام القادمة، لكنه كان على ثقة بأن الإرادة القوية والتحلي بالصبر يمكن أن تحدث تغييراً.

مع نفخة النسيم الباردة التي تلامس وجهه، تشددت قبضته على السياج الحديدي للمنارة، وهو يرقب المحيط بنظرة تتخللها إصرار القائد وتصميمه. كانت كلماته الأخيرة التي ألقاها للأهالي تتردد في ذهنه كأنشودة قوة: "سوف ننتصر حتى وإن هوينا في الأولى والثانية" ، ولج أرثر إلى القبو المحفوف برائحة العفن والقِدم، أيقن أرثر أن الحل يكمن في مكان ما بين جنبات هذا الصندوق العتيق الذي يرقد في الرف الأعلى. تذكر موضعه تمامًا، فقد كان على يقين أنه أودعه هناك. بتحركات تشي بالعزيمة، تناول الكتاب بيمينه مسحوبًا عنه تراكمات الزمن، وأراح نظراته الشاخصة في فهرس العناوين بحثًا عن مبتغاه.

في الفصل المعنون بـ"الهيلاس والنبوءات"، وجد سطورًا تحكي عن نداءات تتوالى كحلقات سلسلة متصلة. "إن النداء الأول يتبعه الثاني للظهور، ومن ثم يأتي الثالث ليكمل الدائرة، ينسجون ما يعرف بـ 'مثلث النداءات' لمرة واحدة فحسب بعد مرحلة يسمونها 'السبات'، تلك المرحلة العصية على الفك والتي تحيط بأسرارها حصانة سحرة الهايلاس".

إلياذة فناءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن