الجزء 02

1.2K 34 3
                                    


هرول "حاج عثمان" نحو غرفة "مايا" ... لحقته "حاجة سكينة " ... تسمرت ارجلهم عندما رأوا ذلك المنظر الرهيب والمخيف ...كانت "مايا" ترفس كالدجاجة المذبوحة ... والزبد يخرج من فمها ... وسواد عينيها اختفى تماماً ... غطت "حاجة سكينة" وجهها بيديها ... وانخرطت في بكاء هستيري ... دلف "حاج عثمان" داخل الغرفة محاولاً تهدئة "مايا" ... وأخذ يؤذن بأعلى صوته ... وقف "احمد بعيداً جاحظاً عينيه ... تملكه الرعب والخوف .. (يا أحمد اتصل علي دكتور "ايهاب" جارنا سريع ) ... اخرج "احمد" جواله وهو يرجف بقوة ... (ألو ... دكتور "إيهاب" .. معاك احمد عثمان .. ممكن تجينا البيت هسه ) ... "حاجة سكينة" مازالت منخرطة في نوبة بكاءها ... "حاج عثمان" مازال يؤذن ويقرأ آية الكرسي واجزاء من سورة (البقرة) ... "احمد" ظل حبيس الخوف والرعب ... "مايا" هدأت قليلاً ... اسرع "حاج عثمان" بإحضار ملاءة ليغطي بها جسد "مايا" المكشوف ... دقائق ووصل دكتور "ايهاب" فوجد "مايا" قد هدأت تماماً ...

- الحاصل شنو ياجماعة

- والله يادكتور دخلنا لقيناها مزبدة وبترفس بطريقة غريبة

- اها

- حاولت اهدأها بس ماقدرت .. قمت قريت ليها قرآن وأذنت ليها ..

اقترب دكتور "ايهاب" من "مايا" مبتسماً ... وضع سماعته علي صدرها ... نظر إليها ومازال محتفظاً بابتسامته المشرقة ( اسمك منو يا اختي )

نظرت "مايا" الي الدكتور لبرهة .. ثم نظرت الي الملاءة التي كانت تغطيها ... وانخرطت في بكاء هستيري ... حاولوا جميعاً تهدئتها لكنهم لم يستطيعوا ... فاعطاها الدكتور حقنة مهدئة .. فاستغرقت في سبات عميق ...

- اها يادكتور طمنّا ..

- والله يا "حاج عثمان" ماعارف اقول ليك شنو ..

- قول يادكتور

- البت دي عندها بالعربي كده صرعى ...

علا صوت "حاجة سكينة" بالبكاء عند سماعها هذا الخبر ... تمتم "حاج عثمان" قائلاً (لا حولا ولا قوة الا بالله ) ... استغرب دكتور "ايهاب" لهذا الحزن الشديد الذي بدا علي اهل البيت لانه كان يدري انهم لم ينجبوا سوى "سعاد" و "احمد" .. الاولى توفيت .. لكن هذه البت من قبيلة وهم من قبيلة اخري مختلفة في كل شي حتي في الوان جلودهم ... وحتي الوقت القريب لم تكن هذه الفتاة الابنوسية معهم ... لكن تمتم في داخله قائلاً ( "حاج عثمان" ده زول خير .. اكيد البت وراها ثواب ) ... استأذنهم وأخبرهم بضرورة ان يحضروا الفتاة الي عيادته كي يعالجها وحتي يعرف مرحلة المرض ... وخرج تاركاً وراءه آلام واحزان ...

اسدل الليل ستائره الداكنة علي المكان ... استيقظت "مايا" ... (هاجة سكينة .. هاجة سكينة) .. اسرعت "حاجة سكينة" ملبية نداء "مايا" ... ( أي ياحبيبتي .. عايزة شنو ياجناي) قالت هذه الجملة وهي تقبل رأس "مايا" في حنان ..

الأبنوسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن