وصل "احمد" الي المنزل .. رن الجرس عدة مرات .. طرق الباب بقوة .. لم يأتي أحد .. اخرج جواله واتصل علي ابيه ..
- الو ..
- ايوة يا احمد ..
- وين انتو يا ابوي ..
- نحن ماشين علي القسم ..
قال احمد باستغراب وتوتر :
- قسم شنو ؟
- قسم الشرطة ..
- ليه ؟ في شنو ؟
- ماف شي .. بجي بحكي ليك بعدين .. المهم انت خش وغير هدومك .. وامشي طوالي علي بيت ناس عمك مأمون ..
- كدي وريني انتو هسه ماشين علي ياتو قسم ؟
- يا احمد .. كلها نص ساعه بس وبنجي علي بيت عمك مأمون .. ماتقلق ماف شي ..
- حاضر يابا .. انا بجهز وبمشي ..
- تمام .. يﻻ مع السﻻمة ..
- مع السﻻمة ..
دخل "احمد" المنزل بعد ان فتح الباب بمفتاحه .. انتابه القلق .. ياترى ما الذي حدث؟ .. لماذا ذهبوا الي قسم الشرطة ؟ .. لكنه تذكر صوت ابيه الواثق والهادئ .. اطمأن قليلا .. اخذ مﻻبسه ودخل الي الحمام .. دقائق وخرج من الحمام .. ارتدى "جﻻبيته" .. واعتمر قبعته .. وخرج مسرعا .. ركب سيارته وانطلق نحو منزل "حاج مأمون" ..
# # # # # # # # # # # # # # # # # #
- اول حاجة يا مايا عايزك تحكي لي كل الحصل بالتفصيل .. وما تخافي ..
قالها الضابط .. تلفتت "مايا" بتوتر بالغ .. طقطقت اصابعها .. نظر اليها الضابط .. عرف انها متوترة .. أمر العسكري ان يحضر عصير "ليمون" .. دقائق وكان العصير امام "مايا" .. شربت "مايا" العصير دفعة واحدة .. امام دهشة الضابط .. ثم سرحت لبرهة وقالت:
- انا جيت تالئ من البيت بتاع المرة ده .. اسمو بتول .. جات أربية ودربت الولد دي ..
- طيب ممكن توريني شكل السواق عامل كيف ؟
- السواق دي لونو كده ابيض .. ايونو كبار ...
اخذت "مايا" توصف شكل السائق بطريقة جعلت رسام الشرطة مندهشا .. كان وصف دقيق .. مما سهل عليه الرسم .. أومأ الرسام برأسه معلنا أنه انتهى من رسمه ... وقف الضابط امام اللوحة .. تأمل الصورة .. كانت واضحة جدا .. ابتسم لبراعة الرسام ووصف "مايا" الدقيق ... قال :
- خﻻص بعد كده ممكن تمشي يا مايا ..
خرجت "مايا" من مكتب الضابط وهي ترتجف .. احتضنتها "حاجة سكينة" بحنان .. دخل " حاج عثمان" مكتب الضابط ..
- ان شاء الله خير يا سعادة..
رفع الضابط رأسه وقال :
- خير ياحاج .. البت ماشاء الله عندها زاكرة تحسد عليها .. ادتنا اﻻوصاف بطريقة مدهشة ..