جلس "احمد" يفكر في طريقة مقبولة لاخبار "تغريد" عن ماهية مشاعره تجاهها .. اخذ يفكر بعمق .. "تغريد" انسانة جميلة .. ومشاعرها تجاهي بريئة .. كيف سأخبرها ؟ .. لكن لابد من اخبارها؟ .. لا اريدها ان تتعلق بي اكثر من ذلك ... سأخبرها اليوم ... عقد "احمد" عزمه واتجه نحو "تغريد" المنهمكة وسط اوراقها ..
- السلام عليكم ..
رفعت تغريد رأسها .. ابتسمت بفرح عارم :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. "احمد" بي نفسو ؟؟ .. يا سلاااااام
ضحك "احمد" ولكن سرعان ما تمالك نفسه ورسم على وجهه الجدية :
- انا عايزك في موضوع مهم يا تغريد ..
- اتفضل قول ..
- انا امس مارديت عليك لانو عزام قاطعنا وكدة ..
- أي صاح .. واتصلت عليك وما رديت برضو ..
- المهم .. بصراحة انا فكرت كتير .. وراجعت نفسي كتير .. وبي كل صدق وامانة لقيت مشاعري تجاهك مشاعر اخوية فقط .. انا اسف ..
نزلت دموع "تغريد" دون ان تشعر .. احست برأسها سينفجر .. تسارعت دقات قلبها بصورة مخيفة .. اظلمت الدنيا فجأة .. تاهت .. ضاعت .. ارتجف جسدها كله .. كاد ان يغمى عليها .. حاول "احمد" مواساتها .. قالت بصوت مبحوح متحشرج :
- ف ف في بت في حياتك يا "احمد" ؟
- لا ماف .. وانا اساساً مابفكر في الموضوع ده حالياً ..
ابتسمت "تغريد" بالرغم من دموعها المتناثرة حول وجهها .. وقالت :
- مادام ماف بت في حياتك خلينا كده مع بعض ومع مرور الايام ح تحبني ..
نظر اليها "احمد" نظرات استنكار واستعجاب في آن واحد :
- كلامك غير منطقي بالمرة يا تغريد .. علي العموم انا العنديقلتو وبتأسف ليك للمرة التانية .. انتي زولة حلوة .. ومثقفة .. وطموحة .. يعني في الف من يتمناك ..
- بس انا اتمنيتك انت يا "احمد" ..
- معليش يا تغريد بس انا ماممكن اكذب عليك ..
- والله انا كان قلبي حاسس بي انك ح ترفضني .. بس كذبت احساسي .. ياخي حرام عليك والله انا مامتخيلة حياتي من غيرك .. يا احمد انا بحبك .. عارف يعني شنو بحبك ؟
- تغريد بالله عليك الله ماتصعبي الموضوع وتعقديهو اكتر .. وانا اسف بالجد .. واتمني انك تعيشي حياتك ..
وادار "احمد" ظهره لها .. وذهب الى مكتبه .. ارتاح كثيراً لانه اخبرها .. وفي نفس الوقت حزن كثيراً وتألم .. كان "عزام" يراقبها من بعيد .. من خلال ردود الافعال فهم ان "احمد" اخبرها بما كان ينوي .. فرح كثيراً .. اخيراً سنحت له الفرصة ليفوز بقلب "تغريد" ..
# # # #
- الليلة ووووووووب علي يا "مايا" ..
صرخت "حاجة سكينة" وهي تمسك بمقبض الباب لفتحه .. فتحت الباب .. دماء ملأت الشارع .... تجمهر الناس .. لا اله الا الله .. رددها الجمع .. تثاقلت حركة "حاجة سكينة" .. لم تستطع التحرك قيد انملة .. تسمرت .. نظرت اليها "بتول" .. اسندتها علي حائط منزلها .. اتجهت نحو مكان الجثة .. اخترقت الجمع .. وقفت امام الجثة المغطاة .. حاولت ان تزيح الغطاء عنها .. لكن الناس منعوها .. أصرت .. وازاحت الغطاء .. أرجعت الغطاء مكانه بعد ان اشاحت بوجهها بعيداً .. رجعت الي "حاجة سكينة" .. والدموع في خديها .. اثار هول المنظر بادِ علي محياها .. نظرت "حاجة سكينة" الي "بتول" .. حاولت ان تتكلم .. لكنها لم تستطع .. قال "بتول" بصوت حزين :
- ده ود ناس إلهام .. علي ..
اغمضت "حاجة سكينة" عيناها في ارتياح بالغ .. سرعان مانظرت حول الجمع .. تفتش "مايا" .. كانت "مايا" تقف بعيداً .. وهي ترتجف بقوة .. رأت لتوها شاباً لم يتجاوز العشرين ميتاً .. صدمته سيارة وهربت بعيداً .. لكنها رأت السائق .. هرولت "حاجة سكينة " الي "مايا" .. احتضنتها .. بكيا بحرقة .. وفجأة أُغميَت "مايا" .. حملوها .. أوصلوها الي المنزل .. وفي طريقهما الي المنزل .. جاءت سيارة اسعاف .. وخلفها سيارة شرطة ..
# # # #
- تغريد ...
صوت "عزام" وهو ينادي "تغريد" .. "تغريد" وضعت وجهها علي طاولتها وغطته بيديها .. مصدومة .. وصل إليها "عزام" .. ربت علي ظهرها وقال :
- مالك يابت ؟؟
لم تجب "تغريد" .. زاد نحيبها ..
- يابت مالك الحاصل شنو ؟؟
لم تجب ...
- في زول من اهلك مات ؟
لم تجب ...
- كدي قومي ووريني ...
ومسك ذراعها .. حاول ان يراها .. ولماذا يريد ان يرى وجهها وهو يعلم انها تبكي ؟؟!! .. لماذا يريد ان يراها وهو يعلم جرحها ؟؟ .. ربما يريد ان يتأكد بأن "احمد" غادر قلبها ..
رفعت "تغريد" رأسها .. تغيرت ملامحها بالكامل .. تورم وجهها .. الدموع تملأ وجهها بالكامل .. عضت شفتيها بشكل مرير وقالت :
- احمد يا عزام .. قال لي انا مابحبك ..
انخرطت مرة أخري في نوبة بكاء عارمة ..
- تغريد انتي عارفة من زمان انو مابحبك .. وانتي الفارضة نفسك عليهو ..
- لالا ماتقول انو ما بحبني .. بحبني بس ماعارف نفسو ..
- ماعارف نفسو كيف ؟؟ .. انتي ماعايزة تطلعي من الوهم الانتي عايشة فيهو ده ..
- ما وهم .. ماوهم ..
- وهم والله .. احمد عماك .. بقيتي مابتشوفي زول غيرو .. وهو أساسا ماشغال بيك .. ولا بحبك .. انتي لو عاينتي حولك ح تلاقي الزول البحبك ..
- انا ماعايزة زول يحبني غيرو ... ياخي انتو مابتفهمو؟ .. انا بحبوووووووو
- وانا برضو بحبك ....
عبارة "عزام" كانت كفيلة بإيقاف نحيب "تغريد" .. نظرت إليه باستغراب .. هزت رأسها بشكل افقي وكأنها لا تصدق ما سمعته ... واصل "عزام" وقال :
- أي بحبك .. ماتستغربي .. من اول يوم دخلتي فيهو الشركة دي وانا حبيتك .. حبيت ضحكتك .. نظرتك .. دلعك .. انوثتك .. انا حبيتك بكل جوارحي .. لكن .. جريتي ورا احمد .. كل يوم بشوفك فيهو وانتي بتتزلي لي احمد قلبي بتقطع .. وكل ما احمد يصدك وانتي مصرة تتزلي بحس بأني عايز اصرخ .. ما سألتي نفسك ليه كل مرة اشوفكم فيها مع بعض بجي بقعد معاكم ؟ .. ما حصل مرة سألتي نفسك ليه "عزام" ده بعاملني كده ؟ .. ليه دايماً بسألني عن حالي ويطمن علي ؟ ..
حاولت "تغريد" سد اذنيها .. ولكن كلام "عزام" تسرب من بين اصابعها واخترق مسامعها .. بل اخترق قلبها .. وصلت الي ذروة الاندهاش والمرارة معاً .. اكتفت بالنظر الي طاولتها .. لم ترفع رأسها قط .. ادار "عزام" ظهره لها .. وابتعد .. تاركاً "تغريد" تغرق في بحر الحيرة والضياع ...
# # # #
- يا سحر ... سحر
نادى "حاج مأمون" ... سرعان ما أتت "سحر" ملبية النداء ..
- أي يابا ..
- نضفي البيت ده .. وكلمي امك تجهز الزلابية .. والكيك .. والشاي .. الليلة عمك "عثمان" جاي يشرب معانا شاي المغرب ..
نظرت "سحر" الي ابيها .. قالت :
- عمو عثمان براهو ولا معاهو منو ؟
- لا مابراهو .. معاهو خالتك سكينة واحمد .. و "مايا" ..
- مايا دي منو كمان ؟ .
- يابت بطلي أسئلة كتيرة وامشي سوي القلت ليك عليهو .. الزمن ماشي ما جاي ..
ذهبت "سحر" لتخبر أمها بما قاله ابوها ... دخل "حاج مأمون" غرفته ... غيّر ملابسه .. دخلت عليه "حاجة التومة" .. زوجته ..
- انت ياحاج الكلام القالتو سحر ده بالصح ؟..
- آي بالصح .. عثمان ومرتو وولدو جايين يشربو شاي المغرب معانا .. مستغربة مالك كده ؟
- لا ابداً مامستغربة .. بس مبسوطة شديييييد لاني بالجد مشتاقة لي سكينة ..
- خلاص تمام .. يلا امشي سوي الحاجات الزمن قرب ..
- حاضر يا حاج ..
اتجهت "حاجة التومة" الي المطبخ ......
# # # #
طرق باب منزل "حاج عثمان" بقوة ... هرعت "حاجة سكينة" .. وسألت من في الباب .. أتاها صوت من الخارج قائلاً :
- البوليس ياحاجة افتحي الباب ..
(سجمي .. بوليس شنو كمان ) قالت في سرها .. فتحت الباب .. ضابط وعسكري ..
- ازيك ياحاجة ..
- حبابك ابوي ..
- انا النقيب " عبد الله" .. داير اسألك اذا شوفتي الزول الضرب الولد ده وجرى .. اكيد طبعا عارفة الموضوع .. لانك كنتي هناك ..
- آي ياولدي صاح .. بس لما الحادث ده حصل ان كنت جوة بيت ناس بتول ..
- بتول دي منو يا حاجة ؟
- بتول دي جارتنا بي جاي ..
- اهاااااا .. يعني ماشوفتي أي شي انتي
- يخربني ياولدي ..
- طيب ماف واحد من ناس بيتكم هنا شاف الزول ده ..
- لالا .. حاج عثمان واحمد في الشغل .. طلعو من الصباح ولسه ماجو ..
- طيب ياحاجة اذا سمعتي أي زول قال شاف الزول الضرب الولد ده كلميني طوالي ..
- حاضر يا ابوي ..
- يلا مع السلامة .
- مع السلامة ياجناي ..
أقفلت "حاجة سكينة" الباب .. ما زالت ترجف .. خوفها علي "مايا" جعلها تفقد اعصابها ..
قال الضابط "عبد الله" مخاطباً "بتول" بعد ان استدعاها الي قسم الشرطة :
- يا حاجة وقت الحادث ده انتي كنتي وين ؟
- انا كنت في البيت يا ولدي ومعاي جارتي ..
- جارتك منو ؟
- حاجة سكينة ..
- اها والحصل ؟
- كنا قاعدين بندور نشرب لنا فنجان جبنة .. فجأة سمعنا صوت فرامل عربية وصرخة .. اها قمنا جرينا علي الباب نشوف الحاصل شنو ؟ .. كنا فاكرنها "مايا" البت الجابتا حاجة سكينة ....
قاطعها النقيب "عبد الله" قائلاً :
- دقيقة ..دقيقة ... "مايا" دي منو ؟
- مايا دي بت جنوبية قاعدة من ناس حاجة سكينة ....
- من متين معاها ؟
- والله ياولدي ماعارفة ... لكن مابتكون طولت معاها .. اصلو راجلها حاج عثمان زول تجارة .. وبمشي الجنوب كتير .. بكون لاقاها هناك وجابا معاهو .. حاج عثمان رجل خير ياولدي ..
- طيب .. البت الجنوبية دي جات مع حاجة سكينة عشان يشربو القهوة .. الخلاها تطلع شنو ؟
- والله ياولدي الكضب خيبة .. انا قلت ليها كلام مافي محلو .. البت زعلت وطلعت ..
- طيب اها وبعد ماطلعتي الشارع ماشوفتي الضرب الولد منو ؟
- لا والله يا ولدي ..
- ولا حاجة سكينة ماشافتو ؟
- لالا والله ... حاجة سكينة كانت خايفة علي بتها .. المسكينة من الخوف ماقدرت تتحرك من مكانا ...
- طيب ياحاجة لو اتذكرتي أي شي .. او سمعتي أي شي بخص القضية دي تعالي وريني ... ممكن تتفضلي ..
- حاضر ياولدي ..
خرجت "بتول" .. وفي رأسها ألف سؤال ..
# # # #
- والله الليلة ياحاج عثمان قلبي وقع في ركبي ..
- مالك ؟
- بتول عزمتني جبنة .. سقتا معاي مايا .. المهم بتول زعلت مايا بي كلاما الزي الدراب داك .. البت زعلت وطلعت ..
- اها ..
- بعد شوية اسمع ليك صوت فرامل وصوت مابا بتصرخ ..
- اها ..
- قلبي ده طار مني .. قلت دي مايا .. جرينا انا وبتول .. لقيناهو دي ود ناس متوكل .. ضربتو عربية وجرت ..
- لا حولا ولا قوة الا بالله .. الناس بقى ماعندها ضمير .. تلقيهو ده هسه شافع بالع ليهو حاجة ... انا لازم امشي اعزي حاج متوكل ..
- أي لازم ..
- وهسه مايا وين ؟
- البت شافت الدم اتخلعت ..غمرت .. جبناها البيت .. هسه نايمة في غرفتا ..
- والله البت دي مسكينة ربنا يكون في عونا ..
- غايتو الليلة كان يوم صعب خلاص ..
اعتدل "حاج عثمان" في جلسته وقال :
- جهزي نفسك المغرب طالعين ماشين بيت حاج مأمون .. عازمنا شاي ..
- يا سلااااااام والله انا مشتاقة للتومة دي كيف ..
- تمام .. وبعدين انا عايز اقرب بين احمد وسحر ..
- والله يا حاج سحر دي ما بتتفات صراحة .. والكلام ده قلتو لي احمد .. بس احمد راسو ناشف .. قال البت دي زي اختو ..
- عشان كده اتفقنا انا وحاج مأمون نخليهم يقعدو مع بعض ونشوف البحصل شنو ..
( هاجة سكينة .. سهر ده منو ؟)
باغتتهم "مايا" بهذا السؤال .. إلتفت "حاجة سكينة" الي "مايا" وقالت :
- مايا حبيبتي .. كيف بقيتي ياعشاي ..
- سهر ده منو ؟
- سحر دي بت عمك مأمون ..
- دايرين تأرسو اهمد لي سهر ؟
- يابتي لسة مامعروف ..
ضحك "عثمان " وقال :
- مايا ازيك ..
لم تجب "مايا" وهرولت الي غرفتها .. نظر "حاج عثمان" الي "حاجة سكينة" باستغراب وقال :
- البت دي مالا ؟
- الله اعلم .. كدي النمشي عليها ..
لحقت "حاجة سكينة" "مايا" الي غرفتها .. كانت "مايا" تبكي .. سألتها "حاجة سكينة" :
- مالك حبيبتي بتبكي ؟
لم ترد "مايا" .. وزادت في البكاء .. قالت "حاجة سكينة" وهي تقترب منها :
- في شنو ياجناي مالك ؟
رفعت "مايا" رأسها وقالت :
- مافي هاجة ..
- كيف ماف حاجة وانتي بتبكي ..
- قلت ليك ماف هاجة ..
- خلاص يابتي .. اجيب ليك عصير ؟
- ماداير أي سي انا .. هليني براي ..
- سمح يابتي ..
خرجت "سكينة" تاركة "مايا" تغرق في دموعها ..
# # # #
- الو ..
- "تغريد" ؟
- أي تغريد ..
- ازيك ؟
- كويسة ..
- تمام يعني ؟
- آي تمام ...
صمتت "تغريد" لبرهة ثم استطردت قائلة :
- انا موافقة ..
- موافقة علي شنو ؟
- يعني انا عايزاك ..
- مافهمتك ؟
- ياخ خلاص ..
- لا لا لا ماخلاص .. وريني موافقة علي شنو ؟
- علي كلام قبيل ..
- بالجد ؟! ..
- ايوة .. بصراحة انت انسان مابتتعيب ..
- انا حاسي انك وافقتي عشان تنتهي من قصة احمد ..
- شوف يا عزام .. احمد ده خلاص بقى مجرد ذكرى وعدت ..
- معقول بالسرعة دي ..
- ايوة .. زي ماقلت اني كنت عميانة .. وهسي بقيت اشوف خلاص ..
- متأكدة ؟
- انت لو ماعايزني خلاص ..
- لا لا لا كيف ماعايزك يعني .. انا بحبك .. ومستني اليوم ده من زمان ..
- طيب خلاص انا هسه بقيت ليك ..
اغمض "عزام" عينيه بنشوة .. وقال :
- انا حاسي نفسي بحلم .. أخيرا لقيت حب حياتي ..
- بس ان شاء الله تحافظ عليهو ..
- يا عيوني والله انا لايمكن في يوم من الأيام اجرحك .. ولا احرمك من شي .. انتي حياتي ..
- اوكي تمام .. معليش انا ح استأذنك لأني ياداب دخلت البيت .. يلا لي بعدين ..
- حاضر حبيبتي .. وخلي بالك من نفسك ..- وانت كمان ..
نظرت "تغريد" بعيداً والدمع في عينيها .. ألقت بصورة كانت تحتفظ بها .. "احمد" وبجانبه "عزام" وتتوسطهما "تغريد" .. كان ذلك قبل عام .. عيد ميلاد "عزام" .. ألقت بجسدها المتهالك علي السرير .. بكت بحرقة .. خيال "احمد" مازال يطاردها .. ضحكاته العالية .. ابتسامة الوقورة .. كلماته الهادئة المثيرة .. طلته البهية .. نظراته التي قتلتها .. بكت بطريقة هستيرية .. اخذت الصورة .. مزقتها .. وواصلت نحيبها ..
# # # #
طرق الباب بقوة .. اسرع "حاج عثمان" الي الباب .. فتح الباب ..
- ازيك ياحاج ..
- مرحب ..
- انا النقيب عبد الله ..
- اتفضل سيادتك ..
- انت عارف بحكاية الولد الضربتو عربية ..
- ايوة عرفتا هسه والله ..
- الشهود قالو انو الشاف الزول السايق العربية بتكم الجنوبية ..
- قصدك مايا ..
- ايوة مايا ..
- طيب المطلوب شنو يعني ؟
- عايزين بس نسألها اذا شافتو ولا لا ؟
- والله ياسيادتك انا ماعندي مانع بس البت لسة مصدومة من منظر الدم ..
- مامشكلة بس هو سؤالين وخلاص ..
- خير .. اتفضل ..
نادى "حاج عثمان " زوجته لتحضر "مايا" .. سرعان ما أتت "مايا" .. نظرت "مايا" الي الضابط برعب .. بادرها الضابط قائلا :
- ازيك ياما ..
اجابت بتوتر وخوف :
- كويس ..
- انا ح اسألك طوالي وارجو انك تجاوبي بصراحة .. عشان تمشي ترتاحي .. انا عارف نفسياتك تعبانة من الشوفتيهو الليلة ..
- كويس ..
- انتي شوفتي الزول الضرب الولد ؟
صمتت "مايا" .. نظرت الي "حاج عثمان" .. ومن ثَم الي "حاجة سكينة" .. قال "حاج عثمان" محاولاً تطمينها :
- قولي يامايا .. الضابط عايز يعرف بس .. ماتخافي ..
قالت "مايا" بصوت خافت :
- أي شوفتو ..
قال الضابط :
- ماسمعتك ارفعي صوتك ..
ردت "مايا" بصوت عالي :
- آي شوفتو ..
- طيب متذكرا شكلو ؟
- أي ..
- طيب اذا قلت ليك وصفيهو لينا بتقدري ..
أومأت "مايا" برأسها (نعم) ... قال الضابط موجهاً كلامه لـ"حاج عثمان" :
- معليش ياحاج ح نسوق "مايا" قسم الشرطة عشان توصف لينا السواق ده .. ونخلي رسام الشرطة يرسمو ..
قال "حاج عثمان" :
- مامشكلة بس خليني اغيير هدومي وأجي معاكم ..
ذهب "حاج عثمان" لغرفته ..يتبع.....