الفصل السادس.

1.7K 146 80
                                    

وجهة نظر هانا

نهضت عند السادسة صباحا ، لم أنهض بل استيقظت ، أشعر أنني لست بمزاج جيد للذهاب للجامعة ، كل شئ يذكرني به ، حتى السائق !

هه ديلان ، مراقبته لي طوال تلك المدة كانت غريبة ، و كأنه يريد التقرب لي و لكنه متردد ، و في الغالب سيكون إيثن السبب ، في الغالب أحد الحراس أخبره عن الطريقة التي يعامل إيثن بها أصدقائي..

إيثن يكون اخي الذي يكبرني بعام ،و لكن رغم ذالك لقد كرهته ، كرهت أبي ، كرهت الجميع ، لقد وُلدت و لم أرى امي ، نشأت وسط منزل كبير لم يملأه سوي الخدم و لم أرى والدي سوى أوقات قليلة تكاد تنعدم ، يخاف علي .. و لكنه لا يُقدر أنه يجب أن يقضي وقتاً معي لأنه حقي كابنته .

كان يترك إيثن ليفرض أوامره علي ، يظن أنه لكونه أخي الأكبر فعلي الاستماع له مهما حدث ، و لكن فاليذهب إيثن للجحيم ، لقد تسبب بابعاد الجميع عني ، اصبح كل من يتعامل معي بات يتعامل لأجل مصلحته و يبتعد لخوفه من شره .

حاولت إبعاد كل هذا عن تفكيري حتى لا أعود للبكاء مجدداً ، نهضت و بدلت ملابسي بعدما أخذتُ حماماً سريعا ، جلستُ أعبث بهاتفي و عقلي منشغل بأمر آخر ، هناك رسائل غريبة تُرسل لهاتفي منذ فترة ، معظمها تتكون من رموز ، كنت أتجاهلها و أمحيها و لكنها كانت تُرسل مجدداً ، حتى الرقم لا يظهر ..

لم أُرِد اخبار أبي لأنه بالطبع سيأخذ الهاتف بمحتواه و يعطيني غيره ، و ذاكرة هاتفي ممتلئة بصوري مع زين ، لن أفرط بتلك الصور ..

نظرت للنافذة بشرود ، كنت أرى ذالك السائق يصف السيارة أمام باب المنزل ثم يترجل منها ، كان يرتدي الزي الرسمي ، شعره مصفف ، ليس بعناية و لكنه جيد ، استند على مقدمة السيارة منتظراً و أُرجح أنه ينتظر إيثن ..

تنهدت بينما أنظر له ، أتساءل ما الذي يدور بباله ؟ ما الذي يجعله يراقبني ؟ أو ما نيته تجاهي ؟ هل لأنني ابنة صاحب شركة مشهورة و ناجحة ، و لأنني ثرية ، أم .. لأنني هانا ؟..

للحظة خطرت لرأسي فكرة عندما ارتبط كرهي لإيثن و رغبتي في تدمير غروره .. بـ ديلان ..

أفكار كثيرة تندفع لرأسي و لكن فكرة متهورة واحدة بقيت وحوم حول أفكاري ، سيكون هذا اختبار له ، و انتقام منه ..
إيثن تلك المرة لن تكون له فرصة ليتدخل في حياتي ، و بيدي فرصة لتلقينه درساً لن ينساه .

و الآن أعلم كييف سأبدأ.

_____________

يسند ظهره لباب السيارة عاقداً ذراعاه أمام صدره ، عيناه مثبتتان بانتظار نحو باب المنزل ، ينظر لساعته بين الفينة و الأُخرى و يراقب عقاربها بينما تتجه نحو الساعة السابعة صباحاً و خمس دقائق ..

ثالِـث خَـطيـئة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن