نصيب وزينب
روي عن عثمان الضحاك قال:خرجت أريد الحج فنزلت بخيمة بالآبواء
فإذا بجارية جالسة على باب الخيمة،فأععجبني حسنها فتمثلت بقول:
نصيب بزينب ألمم قبل قبل أن يرحل الركب وقل لا تملينا فما ملك القلب
فقالت:ياهذا آتعرف قائل هذا البيت؟
قلت:بلى هو نصيب،
فقالت:أتعرف زينبه؟
قلت:لا
قالت:أنا زينبه
قلت:حياك الله وحياك
فقالت:أما والله إن اليوم موعده،وعدني العام الأول بالاجتماع في هذا اليوم فلعلك أن لا تبرح حتى تراه
قال: فبينما هي تكلمني إذا براكب
قالت:ترى ذلك الراكب؟
قلت: نعم
قالت: إني لأحسبه إياه,فأقبل فإذا هو نصيب ،فنزل قريباَ من الخيمة ،ثم أقبل ثم جلس قريباً منها
فسألته أن ينشدها،فأنشدها،فقلت في نفسي محبان قد طال التنائي بينهما،فلابد أن يكون لآحدهما إلى صاحبه حاجة،
فقمت إلى بعيري لأشد عليه ،فقال:على رسلك إني معك ،
فجلست حتى نهض معي فسرنا وتسامرنا ،فقال لي:أقلت في نفسك محبان التقيا ...إلخ
قلت:نعم قد كان ذلك.
قال:ورب البيت منذ أحببتها ماجلست منها مجلسا هو أقرب من مجلسي هذا،
فتعجبت لذلك ،وقلت:والله هذه هي العفة في المحبة.
وعن محمد بن يحيى المدني قال:سمعت بعض المدنيين يقول:
كان الرجل إذا احب الفتاة يطوف حول دارها حولاَ يفرح أن يرى من يراها،فأن ظفر منها بمجلس
تشكيا وتناشدالأشعار،واليوم هو يشير إليها وتشير إليه ويعدها وتعده،
فإن التقيا لم يتشاكيا حبا ولم يتناشدا شعرا بل يقوم إليها ،ويجلس بين شعستيها كأنه أشهد على نكاحها
،وقال الاصمعي قلت لأعرابية: ماتعدون العشق فيكم ؟
قالت الضمة والغمزة والقبلة،ثم أنشأت تقول:
ما الحب إلا قبلة وغمز كف وعضد
ما الحب إلا هكذا إن نكح الحب فسد
ثم قالت: كيف تعدون أنتم العشق؟
قلت :نمسك بقرنيها ونفرق بين ساقيها
قالت:لست بعاشق أنت طالب ولد،
ثم أنشأت تقول:
قد فسد العشق وهان الهوى وصار من يعشق مستعجلا
يريد أن ينكح أحبابه من قبل أن يشهد أو ينحلا
وقيل لرجل ،وقد زفت عشيقته على ابن عم لها :أيسرك أن تظفر بها اليلة؟
قال:نعم والذي أمتعني بحبها وأشقاني بطلبها
قيل له :فما كنت صانعاَ بها ؟
قال:كنت أطبع الحب في لثمها وأعصي الشيطان في إثمها ،ولا أفسد عشق عشرين سنة
بما يبقى ذميم عاره وينشر قبيح أخباره إني إذن لئيم لم يلدني كريم.