إغتصاب الروح تحت سقف نفاق أسري

111 3 0
                                    

#AmOoLaHmer
#النفاق_الأسري
هذا هو العنوان المناسب للموضوع الذي يجول بخاطري، و قبل التطرق لموضوعي هذا أختار رواية "لا تخبري ماما" أو بالأحرى حياة 'توني ماغواير' كهيكل خارجي لهذا الموضوع، تحدثت توني بكل جرآة و دون قيود عما حدث لها سابقا عندما كانت الطفلة أنطونيات، فلحظة حديثها كانت الكأس قد فاضت بالفعل و حتى أنه ما فاض منها قد جف بسبب تتالي السنين.. لكن الأثر ظل واضح و جلي، أثر يمزق القلب و يدميه، أثر ينغص على النفس أخذ نفسها، كان هذا الأثر الدامي بذاكرة توني تحرش والدها بها وصولًا إلى إغتصابها منذ أن كانت طفلة ذات عمر 6 سنوات إلي بلوغها سن المراهقة في الرابع عشر و قد أنتهى الأمر بحملها و إجهاظها و هي في هذه العمر و مِن مَن؟! من أبوها المريض.. مأساة توني ليست هنا فقط بل هي تجاوزت ذلك لتصل إلي البعد الروحي.. كانت نفسها هي المتضررة أكثر من جسمها، ففؤاد الصغيرة كان محطم ليس لأن الأب مغتصبها فحسب!! بل لأن أمها كانت تدري و لم تتكلم.. بلى أمها كانت تدري، ولم تنبس ساكنًا، أغمضت عينيها على الحقيقة رغم وضوحها.. كانت توني، أو بالأحرى أنطونيات الصغيرة ممزقة الروح و القلب، ليس عما يحدث له بسبب أبيها فحسب، بل لأن أمها تدري ولم تنقذها، لم تشبعها بحبها كما ينبغي، كان حبها كله ينصب إلي زوجها لذا كانت تغمض في عينيها على الحقيقة و تصب بالخطأ على إبنتها، حتى المجتمع حين علمو بالأمر و عائلتها لم يكونو منصفين لها!! بل إنحازو إلى والدها!! قمة الحقارة!!..
الأن فالأوقف إستدراكي الطويل الذي تحدثت فيه عن قصة توني بشكل موجز و أعد إلي لب موضوعي هذا و هو #النفاق_الأسري، الذي جعلني أختار حياة توني كهيكل خارجي لمضوعي هو مدى تشبع حياتها بهذا النفاق!!.. فرغم ما تعانيه عائلتها من خلل كبير إلا أن عائلتها و خصوصًا أمها كانت تهوى تمثيل دور 'العائلة السعيدة' كما أسمهتها .. كانو يظهرون للناس على أنهم عائلة محبة متماسكة بينما الوضع الحقيقي لم يكن كذلك أبدًا.. و هنا يضهر النفاق في عائلتها و في عديد العائلات في المجتمع.. فكم من طفل أو مراهق هو 'توني'  لكن لا يضهر ذلك.. ليس بالضرورة أن نكون توني أي نتعرض لإغتصاب جنسي.. لكن كم منا من طفل أو مراهق يتعرض لإغتصاب نفسي من قبل أهله!!.. الإجبار على فعل مالا ترغب به إغتصاب نفسي!!.. التحكم و السيطرة إغتصاب نفسي!!.. ملأ الروح بالجراح و ألام إغتصاب نفسي!!.. بث الرعب و الخوف في النفس الصغير إغتصاب نفسي!!.. وكم هو مثير للشفقة تواجد أمهات كأم توني! ينظرون لأبنائهم تتم إغتصابهم نفسيا و لا ينبسون بكلمة!.. ليس بسبب الحب كما حدث في قصتها.. لا بل في قصصنا الإجتماعية يتم السكوت للحفاظ على شتات الأسرة كما يزعمون، حتى لا تتفكك الأسرة!!.. و لكن أليست الأسر متفككة بالفعل؟!..
فلا الأب أو الأم يفهمون صغارهم و يحتوهم، بل يثقلوهم بالمشاكل منذ نعومة أظافرهم، لكنهم ينكرون الواقع، و يظلو يمارسون في دور العائلة السعيدة أمام الناس لدرجة أنهم صدقو هذه الكذبة.. و تناسوا أنهم عائلة تعيسة مشتتة.. المثير للشفقة أنه أغلب العائلات يشبهون بعض!!..
أوقفوا إغتصاب الروح لا نريد أن نكون مثل توني التي تحررت فقط عند موت أمها و شاخ أبيها فقط حينها توقفت مسرحية العائلة السعيدة.. إغتصاب الروح ليس بهين أنه قاتل لذا رجائًا أوقفوه!!...

جميع الحقوق محفوظة-
#AmOola_LaHmer
25-12-2017

خـــواطـــر مـــراهـــقـــة فـــي الـــتـــســـعـــيـــنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن