كُنت أستمع لـِصوت أمي وهي ترجوه أن يمهلها بعض الوقت لـِ سداد الدين ولكنهُ لم يقُل سوا" إن لم تُسددي دينك خلال يومين فقط سأرميك أنتي وأطفالك خارج المنزل "
تظاهرت بالنوم عند دخولها وكل ماكُنت أسمعه هو صوت بُكائها فـهي لاتعلم ماذا عليها أن تفعل لأمر كهذا. رحل أبي منذُ سنوات للقاء ربه تاركا والدتي مع أربعه أطفال بدون أي دخل يقينا شرور الحياه ومصائبها ولكن رُغم هذا لم تيأس والدتي من العمل في كل ساعات صحوتها وحتى وقت نومها الذي تأخذ منه الكثير لأجلنا فلا يتبقى لها سوا بضع ساعات لاتُمحي الأحتياج الذي تحتاجه .
رُغم كُل ماتفعله ولكن للأن نحن مُهددون بالتشرُد من منزلنا والموت جوعا في هذه الحياه البائسة .. كُنت الأكبر بين أخوتي فـ أنا فتاه في عُمْر الرابعة عشره سنه ولكن لم أشعر بذلك يوما.
في نفس الوقت الذي كانو الفتيات بنفس عُمري يهتمون بـِ شراء الملابس المُزخرفه والأقلام والكُتب لحياتهم التي تخلو من المشاكل والأحزان، كُنت بدوري أذهب يوميا للبحث عن عمل فيما تظُنني والدتي في طريقي إلى المدرسه.
المدرسه!
لقد تنازلت عنها طواعيه فـهي لاتُناسبني في هذا الوقت.
بالحقيقه.. أنا أعلم بأن أمي لاتستطيع سداد فواتير دراستنا ومُستلزماتنا الدراسيه واليوميه نَحْنُ الأربعه ولكن بالرغم من كُل ذلك لم تقُل شيئا.
أرأيتُم ذلك الذي يُطعن من جميع الجهات ويكسرون ظهره ويُقابلهم بإبتسامه !
هذه هي أمي.. ذهبت بـزيي الدراسي بعد وداعي لها ولإخوتي فـكل شخص منا لَهُ طريق مُختلف يؤدي به إلى مدرسته
قالت لي" روزانا خُذي بعض المال لِشراء ماتُحبين فأنتي لم تشتري شيئا منذُ زمن.. وأيضا حذائك هذه أصبحت تالفه بالكاد تستطيعين المشي فيها "
ضكت في وجهها وَقُلْت
" لا أُريد فأنا أُحِب كُل شيء أرتديه ولا أحتاج شيئا أخر.. فقط لاتُرهقي نفسك بالعمل "
إبتسمت لي وقالت" سأضع كُل جُهدي لأراك أنتي وإخوتك في أعلى المناصب التي تضمن حياتُكم بعد مماتي "
نظرت إليها وللحظه أردت البُكاء فـ قُلت" وداعا أراك عند عودتي "
ركضت مُسرعه وتلك الدموع تنهمر من عيناي كـ نهر جاري .
لماذا الحظ سيء معنا نحن من بين جميع البشر في هذا العالم !
لماذا أمي تُعاني لأجل نقود معدوده لاتقينا سوا بضع أيام لا أكثر فيما الكثير من الرجال بدون هموم ويعيشون حياه هانئه.
أفعل أي شيء لأجل أمي وعائلتي.. بل أفعل كُل شيء لأجلهم.ذهبت كـ عادتي بـِزيي المدرسي للبحث عن عمل فـ كُنت أُشاهد إعلان
( مطلوب بائع )في إحدى المحلات وعندما أدخُل بسعاده مُتسائله عن هذا العمل وشروطه يقولون
" أرحلي لمدرستك.. لا نُريد أطفال "

أنت تقرأ
داخل الأعماق .. هُنالك فتاة !
Aksiyonفتاه تتنكر لتكون فتى لأجل عائلتها وتوفير لقمه العيش لهم ولكن هُنالك شيء لم يخطر على البال قد حدث .. ماهو؟ حسابي بالإنستقرام @noona_stories