أيطاليــا|رومــا .
الحادية عشر صباحاً.كُنت أتناول الفطور المُتأخر في ذلك اليوم الصيفي الحار،أرتشفت عَدة رَشفات من قَهوتي الحُلوة،طالعت المارة..من يمسك هاتفه ومن يسير بخُطى سَريعة.
كان ذالك صباحي الأول بلقياني بكّ.
أتيتَ جالساً على الطاولة القابعة أمام ناظري؛القيت انتَ نظرة لساعة الرولكس التي تَحتضن معصمكَ القَمحي،بَدوت متوتراً ناظراً الى المارة منتظراً أحدهم،وأخيراً أتت تلك المرأة لَمحتها كانت في جامعتي.
هي كانت غير جدية لعلاقات عاطفية رَجحتُ أنها خَطيبتك من الخاتم المتماثل الذي يلتف على اصبعكما.
دار بعض الحوار بَينك وبينها لمدة عَشر دقائق خَمس تناظران بعضكما صامتَين.
خلعت الأُخرى الخاتم وفعَلت انتَ المَثل؛لم تنظر اليها بعد ذالك وهي قامت من مقعدها بعدم اهتمام.
وضعت انت باطن يَدك بتعب على جَبهتك رُبما تذكرت كل شيء بينكما؟
طَلبت بعدها القهوة وشربتها بهدوء مُصاحب له شرودً تام،رَن هاتفك وخرجت من الفندق راقبتك من زجاج النافذة الى ان تهاويتَ عن ناظري.
اتت صديقتي بعد ذالك لنجوب شوارع روما المُشبعة بنسيم الصَيف الحار.-
-
-
وقت الغروب،الغيوم بدأت تتلون بألوان وردية والهواء الذي كان يتراقص مع خصلات شَعري السوداء،دخلنا وصديقتي الفندق بضحكاتنا الصاخبة؛كانت تلك الرحلة الجامعية لاتُنسى.
رَسمت خطواتي لأغير ملابسي وصادفتكَ مرة اخرى كان ذالك في المَصعد،دَلفت انت الى الداخل وفعلت انا المثل؛كان داخل المصعد هادئاً يضمنا نحن الاثنان؛كان عطرك الرجولي يعبث بالأجواء بصخب.
كُنت ترتدي قميص أبيض شفاف وبنطال كُحلي؛مع شعرك الفَحمي.
كم خطفت انفاسي لحظتها؟
توقف المصعد في الطابق العاشر وتحركنا سوياً كان الوضع مُخجلاً ابتسمت بخفة ومددت يدك كأنك تقول "السيدات اولاً".
تبسمت شفتاي الملطخة بأحمر الشفاه ذو رائحة الفاكهة كما تحبها!
تقدمت قبلك كنا بنفس الطابق يفصل غرفتينا غرفتان.
نزلت بعد ساعة لتناول العشاء،والتقطتك عيناي وانت تقلب البازلاء بضجر.
كانت المقاعِد واحدة بجانب الاخرى،كان يفصلنا مقعد اتى النادل وسَلمني قائمة الطعام،كان الطعام رديء عندما تناولته البارحة جلست اختار وملامح الحيرة بادية على وجهي.
" لاتتناولي الطعام هنا انه رديء!" كانت تلك المرة الاولى التي اسمع بها صوتك كان ذو بحة مميزة.
صوتك غير قابل للنسيان مها حاولت انتزاعه عن ذاكرتي التي غزوتها؛كنت كفايروس تفشى في عقلي حتى اصبح تحت طواعيتك.
"انه كذالك ولكن ليس لدي خيار اخر" قلت بابتسامة.
"هل انتِ من الرحلة الجامعية؟" تسأل وذقنه الملتحي مستند على يده.
"أجل." قلت وانا اضع القائمة جانباً.
"لم ارك من قبل هل انتِ من المرحلة الرابعة؟".
"لا من الثالثة" كنت اجد صعوبة بالتحدث معك.
اومئت لحظتها انت بتفهم وعرضت علي تناول الطعام خارجاً،وافقت انا بعرضك لقلة معرفتي بالمطاعم هنا.
نظرت الى المطعم الذي جلبتني له دلفنا داخله وطلبت انت البيتزا.
تحدثنا كثيراً ولم نشعر بشي نسينا الوقت ونسينا انفسنا وانجرفنا متحدثين لساعات حتى اتى النادل وطردنا،ضحكنا بصخب عندما ادركنا كم الساعة كانت الواحدة بعد منتصف الليل.
"هل تريدين الذهاب لمكان اخر؟" قال وجلس على رصيف الشارع جلست بجانبك واحسست انني اعرفك منذ سنوات.
"ممم،لا دعنا نعود أدراجنا" قلتها وانا ابعد غرتي عن وجهي،هززت رأسك بالمواقفة وقمت وانت تمد يدك لي،لمستها وكانت تلك اول لمسة لنا..
وصلنا للفندق وصعدنا للطابق العاشر،قبل ان تودعني ادركت انني لَم أذكر أسمي..
"لم تقول/ي اسمك" انسجمت اصواتنا وضحكنا.
تقدم ومد يده مردفاً "زين".
"آستيلا".
أنت تقرأ
كُل الطرق لاتؤدي الى رومـا
Romanceأُشاهدُ قاتِلي يَطعن خِنجره في قَلبي ونَشر سمومَ حُبهُ في فؤادي،و بَدوتُ فَرحة فَرحة بأحتلالهُ لقَلبي فمَتى تُرفع راياتُ السلامِ ياوَجعي؟ أتَيتُ لروما باحِثة عَن أثرً لَك في طَيات شَوارعها ولكَن لاأثر ولا طَريقً يؤدي اليك كُل الطُرق لاتؤدي الى روم...