الخاتّمة

149 15 2
                                    




---

جَلست السيدة جوزيت هاربر على الأريكة الجلدية،وحَولها بَناتها الأربع يَنظُرن لَها في قلق،فعندما تُجهد أعصابها لا يَنتهي الأمرُ على خَير..
وجَلبت اليزابيث الأبنة الثانية بشَعرها الأسود الطويل وبَشرتها البيضاء وحاجباها الكثيفان شراب الليمون البارد ليُهدئ السيدة هاربر،وتَحدثت الأبنة الكُبرى بنبرتها العالية المُعتادة " اللعنة عَليها لطالما كانت تَجلب لَنا المَتاعب"..
في حين دافعت اليزابيث عن أختها آستيلا قائلة "لَيس ذنبها لقد أعمى الرَجل بَصرها! كُلنا نَفقد الحِكمة والبصيرة في الحُب ونقوم بأفعال خارِجة عَن المَنطق!" واضافت بطيبتها المُعتادة "ومن ثُم أن آستيلا لم تَجلب لنا المَشاكل قَط لطالما كانت هادئة..".
دَحرجت ستيفاني الأخت الكُبرى عيناها الواسعة وكانت تُحرك خاتم خطوبتها بشَكل يَدلُ على التَوتر..
"أن آستيلا لم تُعصيني يوماً في شيء،ولم تَفعل شيئاً كهذا قَط! لقَد أختارته على عائلتها! اي حُبً هذا! أن العائلة كُل شَيء"..أضافت قائلة "يجب أن أفعل شَيء حيالها فأن هذا الشيطان سيَكسر قلبها وَلن أدع أحداً يَكسر قَلب أبنتي!" قالتها بِنبرة أشبه بعَزيمة آستيلا عندما تُريد فِعل شيء،ونَظرن الأخوات لبَعضهن بقَلق فتَفكير الأم مُشابه لتَفكير الأبنة آستيلا،عِندما يُردن شَيئاً يبدأن العَمل كَالشياطين..

________

كَلماتي أكتبُها لَك يا زَين كالسيوف،فوَحدها الأحرف تَستطيع مُساعدتي لأشفاء غَليلي وأعلانُ الحَربِ عَليكَ..
هَل يَستطيع أنساناً أن ينسى بسهولة؟
أم أنّ أطيافُ الأشخاص يُلاحقهم طول الدَهر؟ كَيف أستَطيع أن أنساكَ وقَد وَهبتَني حُباً؟

وَحدها الكَلمات تواسيني تَبكي لبُكائي،وتَزيل عَني ثُقل حُبكَ المُميت.

رأسي في حِجرك مُغمضة العَينين،وكنت تُمرر أصبعك على وجنتي والأخرى تَعبث في شَعري،كانت النافذة عارية السَتائر وضوء القمر الخافت يَنعكس على وجهي،والأضاءة خافتة سوى من ضَوء أصفر على الجانب الأيمن..
قلت بصوتك الهادئ مُتسائلاً "الم تُخبريني ما اللذي حَدث؟"
فَتحت عيني والتقت بخاصتك القلقة قلت معاودة إغلاقَها "أريد أن أنسى".
"أعلم كَيف سأجعلكِ سَعيدة" أنتصبت بقامتك الطَويلة وقمت بتشغيل جهاز الموسيقى القديم على أحدى المقطوعات الكلاسيكية..
وفي ساعة مُتأخرة من الليل وعلى ضوء القمر عرضت علي الرقص وحدنا..
تراقصنا ونسيتُ همومي وأحسستُ بيدك الموضوعة على خصري والأخرى ماسكة يدي وانت تُراقصني ليلاً كأني أحلق في السماء تاركة الحرائق على الأرض.
"أُجبرت على الأختيار بَينَك وبَين عائلتي وأخترتك".
قلت وأنا أتكئ برأسي على صَدرك وأنا أدعو أنني قُمتُ باالاختيار الأمثل..
تَجمعت الدموع في عيني وأنا خائفة من اللاشيء،كورت يداك وجنتاي وقلت ناظراً في عيني قائلاً بصدق "لَن أجعلكِ تَندمين على خياركِ آستيلا أُقسم!" أحسست بالأمان وقتها فكّم كانت كلماتك صادقة.

كُل الطرق لاتؤدي الى رومـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن