مَعركة المَلائكة.

244 14 1
                                    


---

في الحانّة كان الجَميع يَتراقص،وكانت آستيلا ونيكولاس جالسان عند الساقي يُثرثران..
"أذن الأختبارات الأسبوع القادم! أنا لَست مُستعداً البَتة،لنَنظر الى الجانب المُشرق،بعدها الأجازة الرَبيعية،وبعدها بقليل أنا ساأتخرج من الجامعة بشهادة إدارة الأعمال،يبدو أنهُ مُــ...".
ظَل صاحبُ الشَعر البُني يتحدث كعادتهِ بلا تَوقف،أحياناً تَمنت آستيلا لو تَخيط لَهُ فَمه حتى لا يَتحدث مُجدداً،كانَت الأخرى تَنظر لَه واضعة باطن يدها على وجنتها بملل وتتكئ بذراعها على الطاولة وترتشف من مَشروبها بَين الحينة والأخرى..
"أذن هكذا أختَرتُ أدارة الأعمال لأنها تَعـ.." قاطعت ثرثرتهُ آستيلا بقَولها "زَين!".
كان زَين يَرسمُ خُطاه الى داخل الحانة بمعطَف أسود طَويل نسبياً وبنطال أسود،والذي صَدم أستيلا الذِراع الأنثَوية الَتي كانت تتأبط بخاصته..
قَلصت آستيلا عَيناها،فهذهِ العَينين الخَضراء،وبشرتها البَيضاء،وشَعرها البُني لَيس بغَريبً عَليها..
"أنها الفَتاة التي شاهدتها في رَوما،كان الأثنان أمام ناظري و..وخَلعَ الأثنان خاتم الخطوبة،وبَعدها التَقيتُ بزَين!" قالت كَلماتها محاولة كَبت غَضبها،فكُل شَيء رَسمته هي ونيكولاس قَد ذَهب مع الريح،يالسُخرية القَدر..
قَضم الأخر شَفتاهُ قائلاً "أجل أنها اوليفيا،حُب حَياته،كانا يَتواعدان في الثانوية وعَرض زَين الزواج لَها في المَرحَلة الأولى مِن الجامعة،بَعد ثَلاث سَنوات من الخطوبة أنفَصلت عَنهُ،أنها عاهرة لَم تَحبهُ قَط بِسببها تَحول زَين مُحَطم القلوب،أنَهم ثُنائي الشَيطان،لا أعلم لِمـ.."
"أصمت!" صرخت بأنفعال والتَقطت حَقيبتها وذَهبت للخارجِ مُسرعة..

---

لا يُمكن أن يَنقَلب السحر على الساحر!
كانت نيراني تَحرُق كُل خَلية من جَسدي لَيلتها زَين..
كُنت أتخَبطُ في الطَريق،ودموعي تَنسَكب،رَفضتُ كَوني هامش،فتاة عابرة التَقيتها بِروما،كُنتُ لاشَيء لَك قَضيت وَقتً مَعي مُقبلاً لي بَينما كُنتَ تَنتظر أمرأة أُخرى تُلوح لَك من جَديد تَلعن عن فُرصة أُخرى لكليكُما..
لَم أشعر قَط بشعورً كهذا مِن قَبل،ضَننتهُ فَقط في روايةً رومانسية ما قابعة على أحد الرفوف مُنتظرة أحداً أن يُقلب صَفحاتها،كان الشعور مؤلماً قلبي كانَ يشتَعل بنيرانً هائجة الى أن أتى الأخر وفَجر الشَياطينَ بداخلي..
"آستيلا أنتَظري!" قال نيكولاس وكان يَركُض مُحاول اللحاقَ بخطواتي المُسرعة..
كان يَلهَث بقوة مُحاولاً التقاط الهَواء لتتشَبع رئتاه..
"أنا أسف!" قال مُمرراً أصابعهُ بشَعرهِ البُني،دموعي تَرقرقت في عَيناي عِندما أكمل
"أنهما..الـ..زَفافهُما في العُطلة الرَبيعية".
أحسستُ لَيلتها وكأن كُل شَيء حَولي يتَحركُ ببطئ لَم أسمع ما قالهُ نيكولاس بَعدها؛كان الطَنين يَصلُ الى أذناي بَدل الأصوات،لَم أعلم وَقتها كَيف وقعتُ بحبكَ بشدة! ومَتى؟ ولما الغيرة؟ولِما أنت؟..
رَمشتُ عِدة مَرات مُحاولة الأستيعاب "هَل أنتِ بخَير أيلا؟" قال مُلوحاً أمامَ وَجهي،ومَلامحهُ قَلقة..
"الجَميع أستغلني،حَتى أنت" قُلت بهدوء وكان ذالكَ قَبل عاصِفة هائجة ظَلت مَكتومة لزَمنً طَويل..
"كانت أمامي فرصة الهروب وإلقاء كُلَ شَيء،كُل شيء..زَين..أصدقائه،قَذارته،رهانهُ!"
صَرختُ مُكملة " مُنذ اللحظة التي رأيتُك بها عَلمتُ أنني عَلي أنهاء كُل شَيء مَع زين،كان الحُب يَتفتح ولَكن كانَ بأمكاني السَيطرة عَليه لأن زَين مؤذي..كُنت أفكر في المَكتبة بقَراري وكان نهائي! مُتجَنبة مشاعري قَدر الأمكان،أنا آستيلا! كَيف أقع لزَين،وأنت أتيت،أقنعتني وقُمت بالتَضحية بحُبي كَي أُصلح زَين،قُمت بكُل شَيء لزَين كَي يَجد الطَريق الصَحيح ويَعود لي،أخبرني هَل كُنت تَعلم أنني أحُبه عندما عَرضتَ أتفاقك عَلي؟"
تَوتر وقَضم شفتاه ودارت عَيناه حَول الشارع،صَرخت بـ"أجبني!".
"أجل ولَكنـ.." قاطعتهُ مُجدداً وأنا أضع كف يداي على رأسي مُحاولة كَبح جماح غَضبي،وكأن أحدهم وخَزني من سُباتي العَميق..
"كُنت تَعلم،وعَلمت أيضاً أني لن أرفض! لأني أحُبه،لَم تُحذرني لأسيرُ مُبتعدة! أستَعملتني كطُعم لتُشبع غَليل أنتقامك السَوداوي بأستغلال فتاة مثلي،أعلم أنَ لدي خِيار،ولكن لا خِيار في الحُب وأنت تَعلم ذالكَ نيكولاس!" أنخَفض صَوتي في النهاية،وتساقطت دموعي بصَمت ناظرة للاشيء..
كانت عيناهُ عَلى وَشك الهروب من محجرها من القَلق،لقد كان صَديقً جَيداً في الشهران الماضيان،مُمثلين للجَميع أننا عَشيقان للأطاحة بزَين..ولكن هوَ شَيطانً مثلهُ تماماً لو أنهُ حَذرني بالأبتعاد..
"أقسم بكُل شَيء،سأنتقم،هذا وَقت مَعركتي! ومعركتي شَرسة ووحشية فعندما ينتقم الملاك يَرتَجف الشَيطان خَوفاً،سأُدنسكم جَميعا كما جَلبتموني الى هذه القَذارة،ضَننتم أنكم أسياد الأنتقام؟ أنتم لاتَدركون مَعنى الإنتقام.." قُلت كَلماتي ضاغِطة على كُلِ حَرف بصوتً خالي مِن المشاعر،ستبدأ مَعركتي،فكَيدُ النساءِ عَظيم سُرتُ مُبتعدة وفراغُ ألتَف حَولي،وكأني وُلدت مِن جَديد بصورةً وحشية..

كُل الطرق لاتؤدي الى رومـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن