وأنتـَـهى كُـل شَيء

244 17 1
                                    


---



"أتفاق بشأن مَاذا؟" تسألت مُبتعدة عنه جالسة عَلى المَقعد الخَشبي..
"كُل ما في الأمر أنني أُريد الأِنتقام مثلَك عَزيزتي!" قال ببساطة مُكتفاً ذراعيه..
اما هَي فأخذت بالأستِهزاء والضحك وقالت رافعة حاجبها "اليس صَديقك؟،أنطر أذا كُنت تَحيك شَيئاً مَع ذالك الأحمق فأعترف لأن الوضع أصبح غَريب! أنا فتاة عادية".
"أولاً نَحن لَسنا أصدقاء،لَيس بَعد أفعال الوَغد،ثانياً أنتِ لستِ فتاة عادية أنتِ مُميزة.."
"أصمُت وهات ماعِندَك" قالت مُكتفة يداها..
تَنهدَ قائلاً "كُنت أحب فتاة،لَم أحُب مِثلها قَبلاً،كانت كُل شيء لي،للأسف كانت سَطحية،رُبما ألتَقيتي بمِثلها يَوماً،زَين تَحدى أصدقائه أنه بأمكانه الإطاحة بِها وجَعلها تحبه،لَم أكن أعلم بأتفاقهم،زَين فاز بالتأكيد واصبحت تحبه،استَمر معها شَهراً،وتلك العاهرة كانت تُقابلني بِكل ود وهي تَخون،في النهاية عَرفتُ بكُل شَيء وأنفصلنا عُدت الأن للأنتقام.."..
كانت آستيلا تَنظر بتَمعن لَه مُركزة في كُل حَرف،كان عَقلها يَندفع لمعرفة زَين أكثر لتَعلم دَوافعه،كان الأثنان يجلسان عَلى المقعَد الخَشبي وكانت تَشم رائحة نيكولاس الزَكية،حَزنت لأجله،ولَعنت حَظها لإقحامها بهذه الدَوامة،كان سارحاً بالماضي مُراقباً الأشجار الأمامية التي تَدفع الرياح اغصانها بخِفة،كانت الشَمس مُنعدمة الدفىء..
"مالخُطة أذاً؟" قالت مُتنهدة وأضافت" أريده أن يَقع في حُبي وأكسر قَلبه!"..
ضَحك الأخر ودَمعت عَيناه مُمسكاً ببطنه وقال من بَين ضحكاته "الشَيطان لا يَحب؛لاتتأملي كَثيراً زَين لَيس لَديه قَلب،لَقد أنكَسر من سَنوات طَويلة.."..
"ماذا تَعني؟"..
"قصة طَويلة" اختَصر وأضاف "كوني حَبيبتي!"..
رَمشت عِدة مَرات وقالت " هل تَمزح؟"..
"زَين يَكره ان يَخسر رِهان،اذا خَسرك نَكون قد حققنا أنتقامنا،أنتقمي لكُل أمرأة كَسرها زَين،يَجب أن نضع لهُ حَداً،زَين دائما الفائز!"..
"سأفكر،رُبما أرفض،وداعاً" قالت مُشتتة مودعة الأخر..
رَسمت خُطاها إلى البَيت عَلى الرُغم من المَسافة الطَويلة التي قَطعتها،مُفكرة به،وبهذه المَتاهة..

-لَيلاً١٢:٠٩-

ضَوء القَمر المُكتمل يَنساب الى داخل الغُرفة، النافِذة مَفتوحة والرياح الباردة تُحرك السَتائر البَيضاء بخفة،أمسَكت بكوب الماء وأبتَلعت الدَواء لتُبعد الأرق كانت تَقف أمام النافدة تُشاهد الشارع الفارغ،عَدا قطة سَوداء كانت تَضع رأسها بالقُمامة مُحاولة إيجاد شَيء لتأكله،راحت تُفكر بجمال الأرصفة والشَوارع بِلا بَشر وكَم أن الهدوء الذي يُسيطر عَليه يَبعث الراحة،الغُرفة فارغة،أختها ليست في المَنزل الليلة لتُشاركها غُرفتها،وتساءلت لِما؟.
وأدركت أنها أصبحت لا تَقضي وَقتاً مَع عائلتها..
الجَميع نائم عَداها.
وكانت تَرتدي فُستانً حَريرياً يَنساب عَلى جسدها بخفة،لَونه أبيض وأبرَز تَقاسيم جَسدها المَنحوت،كانت طَويلة نسبياً..
أندَفع الباب بخفة وأنغلق،أستدارت لتَعرف مَن،وَوجدته..
بكنزته السَوداء وشَعره ولحيته المُهملة،عَلى الرغم من الإضاءة المُنعدمة سوا القَمر لكنه ساطع تَستطيع منه الرؤية..
تَوسعت عَيناها بِدَهشة،كَيف؟وهل رأته أمي؟ طَرحت عَلى نَفسها هذه الاسئلة وسارت بخطى مُسرعة لتقفل الباب،حتى لا تراه أمها وتَحدث جَلبة..
"مالذي تَفعلهُ هُنا!" قالت قاضمة شَفتيها خائفة من أستيقاظ أمها..
تَفحص الأقلام التي كانت عَلى الطاولة دون أهتمام وقال" أشتَقت!"..
تَلاشت أنفاسها وأحست بالضعف وصفعت نَفسها لهذا الأحساس..
"كَيف دَخلت؟" تجاهلت أشتياقه وأجاب هو "من الباب؟!" تسائل باستهزاء..
تَذكرت أمها أوصتها بغَلق الأبواب قَبل النَوم وكانت سَتفعل ولكنها لَم تتذكر حَتى الأن..
"عَليك الذَهاب" قالت وأدارت مفتاح الباب ماسكة بيده لأخراجه،ولَكنه أبعَد يَداها وراحَ يَضطجع عَلى سَريرها ذو المِلاءات البَيضاء،عاوَدَت إقفال الباب،وتَنهدت،كانَت تَعلم أنه يُريد الفَوز عَلى نيكولاس إبتداءً مِن هذه الحَركة،اضطجعت هِي عَلى سَرير أختها أما هو فعقدت حاجبَيه وكانَ واضعاً ذراعاه خَلف رأسه،تَقدم اليها واقفاً بجانب السَرير،نَظرت اليه ونَظر هو اليها..
"مَاذا؟" تسائلت.
دفعها قَليلاً ونام بجانبها،سَحب الغِطاء فوقهما،ضَخ قلبها الدِماء بقوة وتَوترت،هذا اول مَرة تنام بجانبه،وبجانب أي ذَكر..
راح يَضع ذراعاه عَلى جَسدها ودَفنت هَي رأسها بَين ذراعيه،أحست بشعور مُريح ورائع،كانَ يَدفعها شعوراً نَحوه،وقالت في نَفسها لَيلة واحدة أخيرة لاتَضُر.
"حَقاً زَين لِما أتيت؟" بدا صَوتها مُنخفضاً بَين ذراعيه.
"أردت النَوم بجانِبك آستيلا" مَسح على شعرها قليلاً..
لَم تسأل المَزيد،ولكن كانَ يغمُرها الحُزن أحست أن هذا وداعها الأخير،ولِم تَحزن؟ أندفعت مُقبلة شَفتيه بلا وَعي،ضغط عَلى جسدها قليلاً مقرباً لها..
لهثت مُنهية القُبلة وعادت لوضعها السابق،ودَمعت عَيناها مُتشبثة به أكثر..

كُل الطرق لاتؤدي الى رومـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن