قُبلة؟

653 28 3
                                    



---

"خذي حقيبتك انا لن احتمل مَشقة حملها!" تمتمت صديقتي الواقفة بجانبي وهيَ تخرج لسانها لي،قَلبتُ عيني على تصرفاتها.
كان الجميع في الحديقة الواسعة للفندق مُستعدين للعَودة الى الوَطن،الأسماء تُذاع للتأكد من وجود الجميع هنا.
لَمحتكَ مع حقيبة الظهر الصغيرة وملابسك السوداء،كنت تقهقه مع أصدقائك الجامعيين،لم المَحك لمرة واحدة في جامعتي ولكن ها نحن ذا نَرتاد نفس الجامعة،نظرت لي وابتسمت ولوحتَ بيدك وفعلت انا المَثل بأبتسامة.

-

-

-
قدمي تتحرك بكسل وانا ابحث عن مَقعدي في الطيارة،وكان بجانبك،كنت تتفحص هاتفك شارد الذهن حَمحمتُ انا لأجذب انتباهك،وجلست نظرت لي والأبتسامة تَعلو وجهك.
"كيف حالكِ؟" تسألت انتَ واغلقت هاتفك.
"بخير،أنت؟" أومئت انت بأيجابية وربطنا كلانا حزام الأمان.
"اسمكِ غريب!" قلت انت وأردفتُ انا "وكذالك اسمك!" ضحكنا سَوية.
"آستيلا،اسم اصله يوناني ويعني النَجم المتألق" قلت لك موضحة.
"هل أنتِ من اليونان؟" قلت رافعاً احدى حاجبيك الكثيفين.
"لا لكن ابي كان يُحب الاساطير اليونانية"قلت وانا ارفع شعري المنسدل على كتفي للأعلى.
"زين،اسم عربي اليس كذالك" تسألت انا وانت كنت شارداً بي، مررت يدي امام وَجهك وخَرجت انت من دَوامتكَ.
"اجل هو كذالك" قال هو بينما يُمرر اصابعه الطويلة بشعره الفَحمي.
"هل انت عربي؟اذا لماذا لَهجتك بريطانية؟"
"أجل انا عربي وولدت في لندن وأتيت لكاليفورنيا لأدرس واعيش وحدي بأستقرار".
اخرجت شَفتي السفلى وهززت رأسي بتفهم.
نُمت أنت وشَردت انا بك،كانت رموشك طويلة جداً وكثيفة عاقداً يداك الى صدرك،بَدوتَ كالملاك،ومن ثم تثاقل جفناي وكنت انت اخر شيء ارآه قبل ان اغرق في النوم.

-

-

|ولاية كاليفورنيا الأمريكية|
وصلنا الى الوطن ودَعتكَ بعد ان قلت "نلتقي في الجامعة".
فَتحت باب المنزل وصرخت بأنني هنا ووجدت الجميع في غرفة المعيشة،أخواتي الأربع وأمي.
تَهالت عَلي الأحضان والقُبل،جلست أقص ما حدث هناك بالتفصيل.
تناولت الطعام وسارت قدماي الى غرفتي انا وأختي،نمت لعدة ساعات متواصلة مستمتعة بهذه الأيام الأخيرة من الأجازة...

-

-

-
|بَعدَ مُرور أسبوعانّ|
ها قد بدأت أبواب الخَريف تَنفَتح،كانت الجامعة غَداً كنت مُتحمسة نوعاً ما.
اتى الصَباح ارتَديت فُستاني الرَبيعي ورفعت شَعري للأعلى،وصلت بسيارة اُمي دَلفت الى داخل الجامعة،ضَحكات الطلاب تَعج في المَكان مع أحاديثهم،ذَهبت الى مَكاني المُعتاد خلف الجامعة،الطُلاب اعدادهم قليلة هُنا والمكان يَسود به الهدوء، أسندت ضَهري على الشَجرة واستَمعت لبعض الأغاني،أنتَزعت السَماعات فجأة وكُدت أصفع الفاعل.

كُل الطرق لاتؤدي الى رومـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن