ذَهب مَع الريح..

296 16 4
                                    






--

كانَ يَضع ذراعهُ على كَتفي بتَملُك،وقَدمانا تتَحرك في المَمر الذي يَعجُ بالطُلاب،أخبرتَني أثناء سَيرنا "رائحَتكِ مُسكرة..".
ضَحكتُ أنا بصَخب ونَظرت أنتَ لي مُبتسماً،رَفعت رأسي ناظِرة لعَيناك،كانت قَهوائية،مُرة،تَحمل أطنان الكَلمات،تَوغلت داخل عَيني البُنية بشرود،تَذكرتُ الهَدف الرَئيسي وسُرعان ماأبعدتُ عَيناي عَن خاصَتكَ..
وَقعت عَيناي عَلى أصدقائك كانو يَضحَكون بِصَخب كعادَتهم مُتَجَمهرين عَلى شابً كان يُعطيني ظَهره،كَتفاهُ العَريضان والقَسم الخَلفي من سترَتهُ الجلدية هوَ جَل ما أراه..

"وها هُم طيور الحُب!" قال أحدَهم وكانَ أشقَر.
غَمزَ في نِهاية كَلمته،أحمَق يَضن أني أجهَل ما يَرمي الَيه،وَددتُ لَحظتها أن أصرخ قائلة "أنا مَن أجعلكم حَمقى هُنا!".

أستَدار الأخَر،وَليتَه ولَم يَستَدر،كانَ وَسيماً،شَعرَهُ بُني ناعم وكانَ مُبعثراً،حاجِباه ثَخينان،عَيناهُ بلَون الأشجار في الرَبيع،كانت مَليئة بالحياة مَع بَعضِ الغموض والحِدة..
مَرر أصبعهُ الأبهام عَلى شَفتهُ الوَردية،وأبتَسم بخباثة إلى زَين بَعد أن رَمقني بنَظرة رُبما كان بِها يُقيمني..
"زَين عَزيزي،صَديقي الصَدوق كَيفَ حالك؟"
قالَها مَع بَعض المُبالغة فاتحاً ذراعاهُ الطَويلة،أما أنت كُنت تَضغَط على فَكك وضَغط باطن يَدك على كَتفي بتَوتر،تَركتَ كَتفي وبادَلتهُ العِناق من دونَ رغَبة كانَت واضحة في عَينيك..
"مَن هذهِ الفاتِنة؟" قال ماسِكاً يَدي وقَبلها بنُبل،قَلبتُ عَيني داخلياً كأنهُ لايَعرف مَن أنا،مَن الواضح أنهُ ضَمن أصدقائه إذاً كَيف لايَعرف أنهم تَراهنوا عَلي؟،أوغاد سأنتَقم..
"حَبيبَتي!" أرجَع ضراعه عَلى كَتفي كأنهُ يَقول هذهِ رَهينَتي لاتَقترب مِنها..
كانَ الجَميع يَكتم ضحكَته كأنهم يَستَهزئون،أجتاحَ داخلي نيرانً مِن الغَضب،ودَفعتهُ بَعيداً وسُرت مُبتعدة عَن قَوم الشَياطين،يَجب أن تَنتهي هذهِ المَهزَلة بأقرَب وَقت!

---

سارَت الأخرى مُبتَعدة بغَضب،نَظَر زَين لَها قاضماً شَفتهُ بتَوتر..
"يَبدو أنهم سَيتشاجَرون!" قالها الأشقر مُستهزئاً وأنجَرف الأخرون مَعه بضحكات صاخِبة..
عَدا ذو الشَعر البُني،كان يَلف ذراعاه حَول صَدره ناظراً لظَهر آستيلا المُبتعد..
"ماقِصتها؟" مُتسائلاً صَوته.
"لَقد فاتَك الكَثير بغيابك،هَذهِ آستيلا تَراهنا عَليها،زَين سَيوقع بها وأنها.." حَمحَم وأكمل كَلامه"قُبلة زَين قُبلتها الأولى،لذالك تَعَلم ماذا سَيحصل بَعد ذالك!" غَمز أخر وشَعره أسود ولَديه بَعض النَمش على أنفه الحاد وخَداه..
"رائع،سَنجري بَعض التَعديلات عَلى الصَفقة أذاً،التَحدي بَيني وبَين زَين،مَن يوقِعها في شباكِه هَو الفائز!"،قال ذو الشَعر البُني..
" نيكولاس! أنها خاصة زَين!" قال الأشقر..
"التَحدي مَرفوض!" قال زَين حازماً..
"لِما هَل تحبها؟" قال نيكولاس مُستَفزاً..
"أنها لا تَعني لي شَيء!" قال مُستهزئاً ولَكن داخله يَشعر بشَيء نَقيض.
"أذاً،لامُشكلة العَرض سارً مَن يَظفر بِها أولاً هوَ الفائز!".
خَتَم كَلامِه وبَدى مُتأكداً مَن أنهُ سَيربَح..وتَفرقو مُبتعدين تَحت أنظار زَين المُتَوترة..

كُل الطرق لاتؤدي الى رومـاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن