---حانة،ومَسرح وعَلى خَشبته سارق قَلبها والغِيتار بيديه المَوشومة..
يَعزف ويغُني مَع فرقته،والجَميع يُحرك أجسادهُ على صَوتهُ العَميق..
"مالذي تَفعليه آستيلا هَذه المَرة؟ تَعلمين أن زَين يرتاد هذه الحانة الرَخيصة ليُغني؟"..
تظاهرت الأُخرى بالغباء وقالت "ومن أين لي أن أعلم؟".
"أنت لاتذهبين كثيراً الى حانات!"..
دَحرجت آستيلا عَيناها مُقررة عَدم الأجابة أو التَفسير،وأرجعت نَظراتهة المُحترقة اليه وهيَ تَشعر بمَهرجان يُقام في مَعدتها..
أنهى الأغنية وصافَح أصحابه،ونَزل مِن المَسرح..
أستدارت الى الأمام والأبتسامة تَظهَر على وَجهها،نَظرت الى كريستينا وكانت ملامحها تدل على الشَك..
"ماذا؟" تسألت الأخرى بضَجر وأجابت كريستينا " أعلم مالذي تحيكينه، لقد أصبحتي أنسانة أُخرى! مَن اين لَك هذا التَخطيط؟"..
أتى أحدهم وطَلب منها الرَقص مَعه،تَنهدت آستيلا مُرتاحة من انتهاء أستجواب كريستينا..
قُدم لَها مَشروب كحولي،وعَقدت حاجبها.
"لَم أطلب مَشروب!" أخبرت الساقي
"أنهُ من المُغني الوَسيم!" تَسارعت دَقات قَلبها وأستدارت ناحيته،يَمسك مَشروباً ما بيَده ويَرتدي سترة جلدية وشَعره الفَحمي فَوضوي بشَكل مُثير؛وحَياها بيده الأخرى مُبتسماً،تَوقفت أنفاسها وأرجَعت ناظرها الى الأمام تَعض شَفتاها.
حَمحم خَلفها وأستدارت ناظرة الى عَيناه وأجتاحتها نيران الأشتياق داخلها،فقَد مَر شَهر مُنذ تَدميرها لزَفافه،وَهو يَبدو بخَير.
"آستيلا لَم أعلم أنكِ تَرتادين الحانات!" أتكئ بظهره على الطاولة وأخذ يَشعل سجائره وهي شَردت بتفاصيله،نَفث الدُخان وأخذ يُقبل سجائره بشَراهة..
"أ-أنا،أعني أتيت مَع صَديقة!" تَلعثمت قائلة ولَم تَنظر الى عَيناه..
"كَيف حالك؟" قالت هِي،فَهو لا يَبدو مُتأثراً بهجران حَبيبتهُ لَه أمام الجَميع..
"أذا كُنت تَقصدين الزَفاف فَقد أمضيت قُدماً!" قال غَير ناظراً لها،وأحزنها كونهُ يَكذب،فهَو يَطمس مَشاعره عَميقاً..
أرجع عَيناه على خاصتها،وتَوقف الزَمن بهما،شَردا بأعين بعضهما وأفزعتهم الأغنية التي تَفجرت في الأجواء وأخذ الجَميع يرقص بحَماس والأغلب كانو سُكرى..
شَربا عِدة كؤوس وفجأة ضَحك زَين بصوت عالي قائلاً "تريدين الرَقص؟" أبتسمت بأتساع واومئت وأخذ يدها وسرت رَعشة بها،وأخذت ترقص مَعه..
كانت قد بدأت صفحة جديدة،بعيداً عن رهاناته وخططها الشيطانية،أرادت صنع لقاء جديد..
كانت تَشعر انها الهاً تُسيطر على مُجريات الأمور،وطُرق لقائهم مُتناسية كوننا جَميعنا نَخضع للقدر..
وفي الحانة حيث الجميع يرقص وهما في وسط ساحة الرقص كانت تَشعر أنهما وحدهما،وأن كان المَكان مُزدحم..وكانا يرقصان بجنون،والاضواء الحمراء تومض فوقهما.
أمسك بيداها الأثنان وشَعرت أنها تُحلق عالياً في الفردَوس،كانت تُحرك خصرها مُغمضة العَينين أمسكها من خصرها،وحاوطت هِي رَقبته وقَبلها هَو،قبلته هي وأهتاجت مشاعرها،كانت قد أشتاقت للمسته وقُبلاته، وأحست أنها أرتوت كنبتة مُنتظرة السَقاء..
فَصلت القُبلة والتصقت جبهتهما مَعاً لاهثين وأنوفهما مُتقاربة،مَسح بألهامه على وجنتها وقال "كَيف لم أعلم قيمَتك؟" تَبسم ثُغرها وقالت "الأن أنت تعلم!"..
أنت تقرأ
كُل الطرق لاتؤدي الى رومـا
Romanceأُشاهدُ قاتِلي يَطعن خِنجره في قَلبي ونَشر سمومَ حُبهُ في فؤادي،و بَدوتُ فَرحة فَرحة بأحتلالهُ لقَلبي فمَتى تُرفع راياتُ السلامِ ياوَجعي؟ أتَيتُ لروما باحِثة عَن أثرً لَك في طَيات شَوارعها ولكَن لاأثر ولا طَريقً يؤدي اليك كُل الطُرق لاتؤدي الى روم...