اعيدو لي صديقي

مضت سنتان منذ ان غادر يونغي الى الجيش ولم يعد ،فكما تعلمون إن حربا عالمية ثالثة قد اندلعت منذ دخوله للخدمة العسكريه في القوات الجوية الكورية ،في بداية الامر كان تواصلي معه دوري وبشكل مستمر اسبوعيا لكن مع مرور الوقت اخذت رسائله تصلني بشكل متقطع حتى انقطعت ولم يعد لها اثر .

اولا دعوني اخبركم قصتي معه ومدى تعلقي به ......كان ذلك منذ زمن طويل حينما كنت في الثانويه وقد كانت اعاقتي التي اعاني منها منذ صغري قد اصبحت امرا اعتدته ولم اعد اعطي لها اهميه كبيرة فلطالما انا استطيع السير على رجلي اظنه امرا كافيا حتى احمد الله على بقائي حيا بعد ذلك الحادث الذي سبب لي هذه الاعاقه الصغيرة في قدمي ولم تعد طريقة سيري طبيعية. في ذاك اليوم كنت قد انهيت يومي الدراسي وكنت اسير ببطئ وبعرجه صغيرة كالعادة واذا بشخص يأتي من خلفي مسرعا فيجعلني اقع للامام ثم يصيح بسخرية :"يا جيمين لماذا لا تذهب الى مدرسة للاحتياجات الخاصه فمكانك ليس هنا هاهاهاها" ،جاهدت دموعي حتى لا تنزل فقلبي قد تمزق الى قطع صغيرة بعدما جعلني مهزلة امام كل من في المدرسة ،لكن يدا لطيفة امتدت لي تواسيني كانت يده هو،يد صديقي يونغي ومنذ ذلك الحين لم تخذلني هذه اليد باي شكل من الاشكال فهو كان ولا زال في غيابه هذا عونا لي وقوة.

بقي شهر حتى تنتهي سنوات الخدمة العسكرية الخاصة بيونغي والتي كان من المفترض ان ارى وجهه بعدما تنتهي لكن يونغي لازال مفقودا منذ شهور عندما انطلقت الوحدة العسكريه التي يعمل تحت امرتها لتقاتل بعض القوات الارهابية الغربية مع حلفائنا في الشرق الاوسط ،ارجو من الله ان يرده لي سالما .

جيمين الذي اعتاد على يونغي بجانبه دائما بذل جميع طاقاته ليعثر على صديقه الذي قد اختفى اثره ،واقسم ان يبذل جل ثروته التي ورثها عن جده لإيجاد يونغي حتى قرر ان يذهب بنفسه الى اخر بلد كان فيه صديقه قبل ان يختفي .

حملت حقيبة صغيرة يوجد فيها بعض الاغراض الاساسية وعزمت ان لا اعود من دون اليد التي امتدت لي يوما ،نزلت في بلد يغلب عليها الطابع الصحراوي في احدى بلاد الشرق الاوسط واخذت اجوبها مدينة مدينة وابحث بين الاحياء جميعهم لعلني اجده ،تحاشيت النظر الى اسماء الوفيات فقلبي يعلم ان صديقي اقوى من كل شئ ،صديقي الذي اعتاد ان يقف ضد من هم اكثر منه عددا وقوة لينصر الظلم ، قلبي يعلم انه هنا على سطح هذه الارض.....بقي اسبوع حتى ينهي خدمته.... بقي يوم حتى ينهي خدمته... ثم..جاء اليوم ،فالتعيدو لي صديقي .