الطابِق الثالث.

7.4K 880 98
                                    

"ماذا؟لِما؟لما تريدين الإنتحار؟"هتفَ هاري بإستنكار.

"لا أعلم و لكن لما علينا أن ندعي أننا سعداء بينما نحن لسنا كذلك؟لما علينا خداع العالم و خداع أنفسنا في المقام الأول؟"ردّت هيّ بكل بساطة و كأن الإنتحار ليس أمراً صعباً.. ردت و كأن الإنتحار أمراً طبيعياً نفعله في العادة.

"لا أفهم نظرتكِ للأمر بلاك."أعاد هاري خصلات شعره للوراء و خلع سترته بسبب شعوره بالحر.

"نحنُ ننتحر كل يومٍ هاري دوم أن نشعر،ننتحر حين نفعل الأشياء التي لا نحبها مجبورين،ننتحر حين يتم كسر قلوبنا بسبب من نحب،ننتحر حين يتم خداعنا مِن أقرب الناسِ إلينا. أليسَ ألم الموت أقل ألماً من الألم الذي نشعرُ به كل يوم على مدار الحياة؟"تنهدت تعيدُ رأسها للوراء.

"هل يمكنني معرفة لِما أنتِ تعيسة؟"تسائل هو بإهتمام.

"لما؟"نظرت نحوه.

"رُبما يمكنني مُساعدتك."أجاب هاري.

"و لما قد تُساعدني؟"

صمت هاري..
لا إجابة لسؤالها،لما يُريد مساعدتها؟ ربما لأنها تبدو في حاجة إلى شخص ما.

"بالضبط. ليسَ عليك مُساعدتي أبداً."قالت بلاك بعد صمت هاري الطويل.

"ربما سأساعدكِ لأننا عالقين معاً هنّا و ربما لأنني لن أراكِ مُجدداً."إبتسم هو.

نظرت بلاك نحوه طويلاً ثمّ إبتسمت، إبتسامة كبيرة و صادقة لم تبتسم مثلها منذُ مدة.

كادت أن تتحدث و لكن تَحرُك المصعد مجدداً جعلها تصمت.

صعد المصعد طابِقاً واحداً ثم توقف..مُجدداً.

المِصعد الخاص بِنا \\ h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن