الطابق الحادي عشر » الأخيّر.

6.6K 821 194
                                    

صوت أنفاسِ كِلاهما و لا شيء أخر.

كانت هُناك أفكار متزاحمة داخِل خلايا عقل هاري و يبدو أن بلاك قد نقلت له عدوى التفكير.

بلاك تحاول التنفس جيّداً و ذكرى والدها لازالت تزعجها،لا تشعر بالراحة في تذكره.

إنه ليس ذنب هاري هكذا فكرت هيّ بعدَ أن هدأت.

"هاري."نظرت بلاك نحوه بعد تفكير طويل..طويل للغايّة.

"أجل بلاك."اجابها هاري مُتلهِفاً.

"أنا أسفة،اسفة لردة فعلي..أنا فقط تذكرت والدي."إعتذرت هيّ بهدوء.

"ماذا بشأن والدكِ؟"سأل هاري يقترب من مكانها زاحفاً.

لازال متوتراً،يشعر فجأة و كأن حاجز خفي قد بُنيَّ بينهما.

"تستطيع القول أنه لم يكن زوجاً أو أباً صالحاً أبداً."تنهدت بلاك تمسح وجهها المتعرق.

"أنا أسف،اعرف أنني ألمتك."

"لا، لا بأس أبداً ما حدث قد حدث في الماضي،و حبيبتك أيضاً قد أخطأت و الجميع يُخطئ فلا داعي لكثرة التفكير، صحيح؟"إبتسمت بلُطف.

"صحيح."إرتفعت زوايا شفتا هاري في إبتسامة جميلة تعبر عن سعادته.

"شكراً لكَ هاري،شكراً على كُل ذِكرى شاركتني بها داخل جدران هذا المصعد."إقتربت بلاك لتحتضنه.

"شكراً لكِ أيضاً بلاك، أنا حقاً ممتنٌ لكِ.لا اصدق أنني سأقول هذا و لكني سعيدٌ بكوننا علقنا في هذا المصعد معاً."بادلها هاري العناق شاكِراً.

"كل شيء يحدثُ لسبب، ربما السبب وراء كوننا علقنا هنّا هو أننا سنجد من يستمع إلينا، شخصاً غريباً لنفرغ له ما بداخلنا."قالت بلاك تنظر نحو هاري و تُراقب تفاصيل وجهه حسنُ المظهر.

"أجل،رُبما."إمسك هاري بيديها ليشبك أصابعهما سوياً.

إرتفع المصعد طابقين، ليصل إلى الطابق الخامس عشرحيثُ وجهتهما.

و لكن هذه المرة فُتِح الباب..كاشفاً عن عمال الصيانة.

"إلهي، هيّا ساعِداهما على الخروج بسُرعة."هتفَ أحد العمال موجهاً حديثه للبقية.

إقتربوا لمساعدة هاري و بلاك على الوقوف و أخرجاهما من داخل المصعد.

"هَل أنتما بخيّر؟"سألهما أحد العمال بينما جلسَ هاري و بلاك على المقاعد و إقترب الممرضين للكشف عليهما.

المِصعد الخاص بِنا \\ h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن