الطابِق الرابع.

6.8K 837 82
                                    

"يا إلهي! ليسَ مُجدداً."تذمرت بلاك تُلقي بجسدها على أرضية المِصعد بعدَ أن كانت واقِفة.

"لا بأس، رُبما هم يحاولون إصلاح المصعد."مسح هاري على وجهه و جلسَ مجدداً هو الأخر.

"هاري.. أخبرني قصتك."تحدثت بلاك بعد مُدة.

"قِصتي؟"هسهس هاري بعدم فهم.

"أجل قصتك! القِصة التي تجعلك تدعي أنكَ سعيد و أن حياتك مِثالية بينما هيّ ليست كذلك."قالت بلاك ببساطة و كأنها تعرفه منذُ زمن و تعرف ما مرَ هاري به بالفعل.

"م-ماذا تقولين؟"تلعثم هاري مُتوتراً.

"يمكنكَ إخباري،فكما قلت أنتَ ربما نحن لن نلتقي مُجدداً بعد اليوم خصوصاً بعد أن قررتُ أنني لَن أعمل في تِلك الشركة الملعونة ذات المصاعِد المعطلة."قطبت بلاك حاجبيها بضيق في أخر حديثها.

قهقه هاري بخفوت مُتحدثاً:"لِما؟صدقيني الشركة هنّا جميلة."

لاحظت بلاك انه يحاول تغيير الموضوع.

"لا تهتم الآن! أخبرني قصتك هيّا."تحدثت مُجدداً.

"لحظة، كيفَ عرفتي أنني أدعي كوني سعيداً كما تقولين؟."سأل هاري.

"الأشخاص الذين عاشوا الألم مثلي، يمكنهم بسهولة معرفة الشخص المُحطم من نظراته.. من مُجرد النظر إلى عيناه."ردت بلاك.

"لما علىّ أن أخبركِ؟"تحاذق هاري يحاول إستعمال نفس طريقة بلاك.

إقتربت هيّ من وجهه قائلة:"لأنني أريد معرفة سرك."و إبتسمت مُبتعدة.

"حسناً،لقد قمتي بإقناعي."رفع كتفيه مبتسماً.

"أنا بطبيعتي شخص يدعي السعادة منذ زمن،ربما لأنني لم أشعر بالسعادة الحقيقية يوماً؟بالتأكيد أمتلكُ بعض اللحظات السعيدة الصغيرة في حياتي. و لكني لم أعش طفولة سعيدة في البداية."ردّ مبتسماً بأسى.

"لما لم تعش طفولة سعيدة؟"سألت بلاك بإهتمام.

"لأنني نشأتُ في ميتم،لأنني لم أرى عائلتي يوماً."

نظرت نحوه تريد منه إكمال حديثه.

"لم أحصل أبداً على العائلة التي تمنيت ان أحصل عليها،دائماً ما أشعر بالغضب حين يقول أحدهم بأنه يكره عائلته أو أي فرد منهم في لحظة غضب،تلك العائلة التي إحتوته و إهتمت به منذ الصغر دون مقابل مادي او مصلحة شَخصية.. مجرد إمتلاككَ لعائلة تحميكَ يعني أنكَ تملكُ العالمَ بأسرِه."زفر بضيق.

"هاري.."همست بلاك.

"أجل؟."رفع وجهه نحوها.

"دعنا نتظاهر أن ذلك المصعد سحري، يمكنك إخباري بأي شيء أو أي سر من أسرارك و حين نخرج من هنّا سننسى كل ما تحدثنا عنه،سنفقد الذاكرة!"قالت بلاك مُبتسمة.

"أتعديني بأنكِ ستخبريني أسراركِ أيضاً؟"

"أجل،أعدك"ردّت هيّ.

إرتفع المصعد للأعلى مرة أخرى و توقف في الطابق التالي.

و لكن كلاهما لم يُبدي أي ردة فعل.

لقد إعتادا على الأمر..

المِصعد الخاص بِنا \\ h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن