*وإن زدت لزاد السقاء*
وقدم الفتى الموصل ، موفور الصحّة ، وافر لمال .
ولم يفرح والده بالصحّة ولا بالمال ، لم يسأل ولده عن تجارته ولا عن سفره ، ولا عن أصحابه التجّار في حلَب .
لقد سأل ولده أول ما سأله : ماذا فعلت منذ غادرت الموصل إلى أن عدت إليها ؟ .
وابتدأ الفتى يسرد قصّة تجارته ، فقاطعه أبوه متسائلًا : "هل قبّلت فتاة ، ومتى ، وأيْن" فسقط في يد ( ندم وتحيّر ) الشاب ، ثم أنكر . . .
واحمر وجه الفتى وتلعثم ، وأطرق برأسه إلى الأرض في صمت مطبق كأنه من صخور الجبال لا يتحرك ولا يريم .
ساد الصمت مدة قصيرة من عمر الزمن ، ولكنه كان كالدّهر طولًا وعرضًا .
وأخيرًا قال أبوه : لقد أوصيتك أن تصون عرض أختك في سفرك ، ولكنك لم تفعل .
وقص عليه قصة أخته ، وكيف قبّلها السّقّاء ، فلا بد أن هذه القبلة بتلك القبلة وفاءً لدين عليك .وانهار الفتى ، واعترف بالحقيقة .
وقال أبوه مشفقًا عليه وعلى أخته وعلى نفسه : " إنّي لأعلم أنني لم أكشف ذيْلي في حرام ، وكنت أصون عرضي حين كنت أصون أعراض النّاس ، ولا أذكر أن لي خيانة في عرضة أو سقطة من فاحشة ، أرجو ألا أكون مدينًا لله بشيء من ذلك ، وحين قبّل السّقّاء أختك تيقنت أنّك قبّلت فتاةً ما .
فأدّت أختك عنك دينك . لقد كانت دقّة بدقّة ، وإن زدت لزاد السّقّاء !! ".
......
بكرة إن شاء الله البارت الأخير من القصة ، عبارة عن حكمة قصيرة .
ويوم السبت راح ينزل البارت الأول من القصة الجديدة ( الإنسان الظلوم ) .. إن شاء الله ..
ترقبوا ...ولا تقصروا معي بليز
أبي تفاعل ☺
أنت تقرأ
عدالة السماء
Randomقصص عدالة السماء كلها من الواقع ، قصص تبني ولا تهدم ، تعمّر ولا تخرّب وتقيم القلوب والعقول معًا على أُسس رصينة من الإيمان العميق . إن الكلمة الصّادقة التي تفيد الناس ، لأنها تؤثر فيهم ، وهي التي تمكث في الأرض ولا تذهب جفاءً.