part 402

104 8 6
                                    

*وإن زدت لزاد السقاء*

وقدم الفتى الموصل ، موفور الصحّة ، وافر لمال .

ولم يفرح والده بالصحّة ولا بالمال ، لم يسأل ولده عن تجارته ولا عن سفره ، ولا عن أصحابه التجّار في حلَب .

لقد سأل ولده أول ما سأله : ماذا فعلت منذ غادرت الموصل إلى أن عدت إليها ؟ .

وابتدأ الفتى يسرد قصّة تجارته ، فقاطعه أبوه متسائلًا : "هل قبّلت فتاة ، ومتى ، وأيْن" فسقط في يد ( ندم وتحيّر ) الشاب ، ثم أنكر . . .

واحمر وجه الفتى وتلعثم ، وأطرق برأسه إلى الأرض في صمت مطبق كأنه من صخور الجبال لا يتحرك ولا يريم .

ساد الصمت مدة قصيرة من عمر الزمن ، ولكنه كان كالدّهر طولًا وعرضًا .
وأخيرًا قال أبوه : لقد أوصيتك أن تصون عرض أختك في سفرك ، ولكنك لم تفعل .
وقص عليه قصة أخته ، وكيف قبّلها السّقّاء ، فلا بد أن هذه القبلة بتلك القبلة وفاءً لدين عليك .

وانهار الفتى ، واعترف بالحقيقة .

وقال أبوه مشفقًا عليه وعلى أخته وعلى نفسه : " إنّي لأعلم أنني لم أكشف ذيْلي في حرام ، وكنت أصون عرضي حين كنت أصون أعراض النّاس ، ولا أذكر أن لي خيانة في عرضة أو سقطة من فاحشة ، أرجو ألا أكون مدينًا لله بشيء من ذلك ، وحين قبّل السّقّاء أختك تيقنت أنّك قبّلت فتاةً ما .

فأدّت أختك عنك دينك . لقد كانت دقّة بدقّة ، وإن زدت لزاد السّقّاء !! ".

                     ......

بكرة إن شاء الله البارت الأخير من القصة ، عبارة عن حكمة قصيرة .
ويوم السبت راح ينزل البارت الأول من القصة الجديدة ( الإنسان الظلوم ) .. إن شاء الله ..
ترقبوا ...

ولا تقصروا معي بليز
أبي تفاعل ☺

عدالة السماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن