وراجعت زوْج الرجل دفاتر زوجها وسجلّاته التّجاريّة ، فعرّفت ما في بُطون أوراقِه بتفصيلات ما لزوجها من ديون على الناس .
ومرت الايام والشُّهور على موت زوجها ، فبعثت إلى السيّد ( . . . ) تطالبه بما لزوجها عليه من دين ، ولكن السيّد ( . . . ) أنكر أنه مدين بشيء لزوجها ، وزعم أنّه دفع ما كان عليه من دين إلى زوجها ، وربّما نسي زوجُها أن يرقن قيد الدّيْن في سجلّاته .
وتسامع الناس بالحادث ، وكان بعضهم قد سمع بأن الحاج ابراهيم قد أقرض السيد ( . . . ) بعض المال ، فزعم للناس أنه وفى للحاج إبراهيم دينه ، ولو كان مشغول الذمة لعثر ورثة الحاج ابراهيم على سند الدين في مخلفاته . . .
و انقسم الناس في المحلة من الجيران إلى قسمين : قسم يؤيد ورثة الحاج إبراهيم و يذكرون أنه يقرض النقود حسبة لله بدون مستند أو سفتجة ، وقسم يؤيّدون السيد ( . . . ) بأنه ليس من المعقول أن يدفع الحاج إبراهيم مبلغًا من النقود للسيد ( . . . ) بدون مستند أو سفتجة .
والتجأت زوج الحاج إبراهيم إلى بعض أهل الخير في المحلة ليحملوا السيد ( . . . ) على تبديل موقفه ، ولكنه أعرض و أصر وتمادى واستكبر ، كأنه صخرة عاتية من صخور الجبال .
أنت تقرأ
عدالة السماء
Randomقصص عدالة السماء كلها من الواقع ، قصص تبني ولا تهدم ، تعمّر ولا تخرّب وتقيم القلوب والعقول معًا على أُسس رصينة من الإيمان العميق . إن الكلمة الصّادقة التي تفيد الناس ، لأنها تؤثر فيهم ، وهي التي تمكث في الأرض ولا تذهب جفاءً.