الأيّامُ تمرُّ سريعاً حين نرغبُ بِأن نستمتِع بِلحظاتنا، تُبطِء عِندما نكون مُحبطين؛ لكِن بِالنِّسبة لِـهاري، كانت أيّامُه تمرُّ بِشكلٍ سريع مُؤخّراً، هو يستمتِع بِقضاء وقتِه مع لوي.لكِن المُزعِجُ في الأمر هو رنينُ هاتِفه الذي يستمرّ بِإزعاجهم وسط أحاديثهم عن الكُتب التي سبق و أن قرؤها كِلاهُما "هذا يحدُث مُنذ أُسبوعين، من الذي تتجاهلُه؟" تسائل لوي، لِيُهمهم هاري، ثُمّ فجأةً اتّسعت عينيه و رفع هاتفه لِينظُر لِلرقم.
"إنهُ الفتى مِن الملاهي!" هو نطق لِيُصبِح الشكُّ في نظرات لوي "لا تُجِبه." أمر مُستنِداً على الأريكة، فيرفع الأصغر حاجِبيه مُتعجِّباً "أتغارُ عليّ، لو؟" مازحهُ تارِكاً هاتفه مُجدّداً "نعم، هل تُمانِع؟" و هل يعلم الصغير أن تِلك لَم تكُن مُجرّدُ مُزحة؟
لوي قد قضى ما يُقارِب الشهر مع هاري، و يوميّاً يجلُسان معاً؛ في أحيانٌ سيكون نايل معهم، لكِن غالِباً ما كانا هُما الإثنان فقط.
قد يكون أخرجها بِطريقة جعلهُ يظُن بِها أنّها مُزحة، لكِنّهُ كان جادّاً "حسناً، و أنا أغارُ عليكَ أيضاً؛ لا تفعل شيئًا مِن دون إخباري." هاري أجابهُ مُتماشيًا مع 'مُزحته' فقهقه لوي "كَـفِعل ماذا؟"
هو سحب هاري ليحتضنه، فَـيُسندُ هاري رأسه على صدر لوي "كَإحتضان أحدهُم مثلاً، كَـمُلامسة أو كَـحديثٍ بينك و بين شخصٍ لا أعرُفه." أراد لوي و بِشدّة أن يكبح نفسه عن تقبيل رأس هاري، لكِنّهُ قد فعل؛ و ذلِك قد أدهش الصغير.
"لك ما تطلُب." في الأيّام الأخيرة، الوضعُ بدأ بِالتغيُّر لِشيءٍ عجيب لِـهاري، بدأ يعتقِد أن ثمّة هُناك شيءٌ كالإعجاب لِلوي بِداخله، لَم يعلم لِما لِغير ذلِك قد ينبُض قلبه بِهذا الجنون لِفعلٍ أو قولٍ بسيطٍ مِنه.
في اليوم السّابِق، هو أمضى يومه في غُرفة لوي يُشاهِدُ رسماتِه معُه؛ ثُمّ عَلّقا بعضُها على حائِط الغُرفة، و البقيّةُ أخذها هاري لِيُعلِّقها بِغُرفته، فَكان يبتسِم كُلّما يلِجُ غُرفته مُحدِّقاً بِرسماتِ لوي.
و اليوم الذي يسبُقه كانا في حديقة منزل لوي كذلِك؛ كانا يقرآن كِتاباً مِن أحد كُتُب لوي 'إمبراطورية العواصف' و الذي كان يتحدّثُ عن العقود السابِقة، كان رِوايةً خياليّة في الواقع؛ لكِنّهُ يستحِقُّ القِراءة بِالطّبع.
الأمرُ كُلُّهُ ترك هاري شارِداً في مكانِه لِلحظة، مُفكِّراً بِتصرُّفات لوي؛ حيثُ إنّهُما قد إستلقيا إلى جانبيّ أحدهُما الآخر لِقراءة ذلِك الكِتاب، تحديداً بين أحضان لوي.
أم كيف كان يُراقِب ردّة فِعل هاري عِندما أراهُ لوحاته الفنّية؛ و كيف يتغزّلُ بِهاري عِندما يُصبِحان لِوحدهما، الأصغر قطّب حاجِبيه، مُحاوِلاً ألّاً يُصدِّق ما يُخيّل له الآن، لكِنّهُ بِالفعل بدأ بِالشّكِّ في الأمر.
YOU ARE READING
《 Carcinoma 》l·s
Fantasía' أخبَرَني مرّةً بأنّهُ يُريد أن يحيا، لا أن يعيش وهو يحلِم بالحياة كانت كُلّ رغبتِه بأن يَعيش كالأشخاص الطبيعيّون، لا أن يدع الخوف يُسيطر عليه رغِب بالإستلقاء على العِشب أسفل أشِعّة الشمس، رغِب بإرتداء الملابِس القصيرةِ و الإستمتاع بيومه الحياةِ لي...