-كالحُلم، استيقظت مُتأمِّلًا أنّ كُلّ ذلِك لم يكُن سِوى كابوس و أنّ صغيري بِخير.
رُغم رؤيتي له بِجثّته الهامِدة، رُغم انتِحابي بِجانبه أن يستيقظ، لكِنَّهُ لم يفعل؛ لازال هُناك شيءٌ في أعماقي يُخبِرُني أنّ كُلّ ذلِك ليس حقيقي.
كان معي ذات يوم في غُرفتي، مُستلقيًا في أحضاني و يُخبرني بِـكمّ يُحبني، ينتقي الأزهار مِن الباحة الخلفيّة عِند المغيب و يُهرول لِلداخِل لِيضعها في شعري.
خرجت مِن غُرفتي، ذاهِبًا إلى الأسفل لِـيُصبِح المكان هادِئًا فجأة، تلقّيت بِضع نظرات مِنهم لِأتجاهلهم و أدخُل المطبخ حيثُ والِدتي كانت تجلس مع آن.
ذهبتُ ناحية والِدتي و احتضنتُها لِـتهمس "هي تحتاج الحُضن أكثر مِنّي." أومأت و ذهبت نحو آن، جلست إلى جانِبها لِترفع وجهها من بين قبضتيها "أوه، لوي.." هي تمتمت.
فتحتُ ذِراعيّ لِتندفع بينهما و تحتضنني "أشكُرك، لِـكونك سبب سعادتُه." قالت، و ابتعدت حامِلةً حقيبتها "أيضًا، وجدتُ في غُرفته هديّةً لك." هي ابتسمت كما أخرجت صندوقًا صغيرًا.
فتحتُه و رأيتُ القِلادة التي تحمل كلمة 'دائِمًا' بِلون فضّي، ثُمّ لاحظتُ الورقة أسفلها بِخطّ يده 'أُحِبُّك دائِمًا، دائِمًا في قلبي!'
استقامت آن و ذهبت والِدتي خلفها لِـتحتضنها، بينما جلست أُحدِّق في الورقة و القِلادة.
'دائِمًا في قلبي.'
-
صُداعٌ حادّ يفتكُ بِـرأسي، أجلُس في الخلف في السيارة، أبي يقودنا إلى الجنازة.
جنازة.
إنَّها كَلِمة قاسية، خصوصًا كونها لِـصغيري.
كان الكثير مُجتمعون، و رأيتُ صديقه الأشقر، نايل؛ كان يجلس بعيدًا و يُحدِّق في الضريح بِـصدمة.
لكِنَّني فضّلت عدم الإختلاط بِالنَّاس و عدم الحديث.
شاهدتُ كُلّ شيء يتحطّم أمامي، العالم انهار فوق كاهلي و مُستقبلي لم يعد له وجود؛ كُلّ شيء يتغيّر أمامي و لا أستطيع فعل شيء.
رأيتُه يُدفن بِـالتُّراب، و هكذا انتهى الأمر.
على الأقل، هو لا يحلم بِالعيش بعد الآن؛ جسده هامِدٌ ساكِن تحت الأرض، لكِن روحه في السَّماء تُحلِّقُ بين السَّحاب كَـالطير الحُرّ بعدما حُبِس في قفص لِـسنوات.
أخبَرَني مرّةً بأنّهُ يُريد أن يحيا، لا أن يعيش وهو يحلِم بالحياة؛ كانت كُلّ رغبتِه بأن يَعيش كالأشخاص الطبيعيّون، لا أن يدع الخوف يُسيطر عليه.
رغِب بالإستلقاء على العِشب أسفل أشِعّة الشمس، رغِب بإرتداء الملابِس القصيرةِ و الإستمتاع بيومه.
الحياةِ ليست دوماً عادِله، كان شابًّا في بداية عُمره، لم يُجرِّب الحياة بِما فيها.
استمرّيت بِـصُنع الوعود، رؤية إبتسامتُه تتعمّق و عينيه تسطُع بِـأمل، لكِن رَغِب القدر بِـأخذه.
جلستُ عِند قبره، الشمس تتوسّط السماء، كانت عدوًّا له؛ لقد انتهت حياته بِسبب أشعّة الشمس، ذلِك يبدو سخيفًا، لكِن ليس سخيفًا بِـقدر كونه مؤلم.
نظرتُ إلى القبر، و إلى القِلادة الي بين قبضتي "وصلتني هديَّتُك، عزيزي؛ أحببتُها، بِقدر ما أحببتُك و سوف أبقى أُحِبُّك دائِمًا."
"قد يبدو الأمر كأنَّك هُزِمت، لكِنَّك لَم تفعل، لَم يحدُث ذلِك، أنت الفائِز الوحيد في هذهِ المعركة؛ أراك أصبحت قادِرًا على زيارة الغيوم في السَّماء، و الجلوس على أحد النُّجوم ليلًا."
"قلبي يتألّم، لكِنَّك بِخير، أليس كذلِك؟ أنت لا تتألّم مِثلما كُنت تفعل، لِذا أنا سعيد بِـشأن ذلِك. لكِنَّني لستُ قادِرٌ على ضمُّك بين ذِراعيّ، لكِنَّك في قلبي قبل ذِراعيّ، و لستُ قادِرٌ على تقبيلُك، لكِنّ قِلادتُك تُحيط عنقي و تُقبّل صدري، كأنَّها تمحو كُلّ انقِباضات قلبي بِـقُبلاتُها البارِدة."
" أرغب في أن أكون إلى جانِبُك، سوف أزورك كُلّ يوم، سوف أقضي معك وقتي؛ سوف أعتاد الألم و سوف أكون بِخير."
"لا يوجَد هُناك حلّاً يموج في الأُفُق يا بهجة فؤادي غير أن ألحَقَ بِك، حينها سنكون معاً في حياةً أُخرى و ستكون بخير، ستُحقِّق مُرادك و سأكون معك لِلأبد كما وعدتُك."
"سنظلُّ نركِض بين أسراب الفراش المُستطير و نمرُّ مابين المروجِ الخُضِر، في سَكرِ الشعور نشدو، ونظِلُّ ننثُر للفضاءِ الرَّحب، و النَّهرِ الكبير مافي فؤادينا مِن أحلام"
نظرتُ ناحية السماء، الصمت في الأرجاء يقتلني، قواي تخور بِمرور كُلّ ثانية و جسدي يتداعى في هاوية الضلال؛ حبيبي ملاكٌ الآن.
قد يكون جسده دُفِن، لكِن قلبي الذي مات.
___
النِّهاية.
أحب أبكي هه 🤡.
أتمنى استمتعوا بالرواية و أتمنى محد يسحب عليها لأنها أول رواية حزينة لي 😠💙.انتبهو لأنفسكم ملائِكتي!
كل الحُب. ❤️
-
YOU ARE READING
《 Carcinoma 》l·s
Fantasy' أخبَرَني مرّةً بأنّهُ يُريد أن يحيا، لا أن يعيش وهو يحلِم بالحياة كانت كُلّ رغبتِه بأن يَعيش كالأشخاص الطبيعيّون، لا أن يدع الخوف يُسيطر عليه رغِب بالإستلقاء على العِشب أسفل أشِعّة الشمس، رغِب بإرتداء الملابِس القصيرةِ و الإستمتاع بيومه الحياةِ لي...