《 Carcinoma 》l·s

- 13 -

-

٧:١٥ م.

      استقرّت الشمس خلف السَّحابات القُطنيّة في السماء، مُلوِّنةً إيَّاها بِـألوان الغسق الجذَّابة. باعِثةً آخِر أشِّعَّتُها الدَّافِئة قبل هبوط الليل و برودة الجوّ.

     لوي أخذني إلى شِقَّة في نِهاية الموعد، في مُقدِّمتها تواجدت بِضعة شمعات زهريّة اللون على جوانِب الطريق؛ تقود إلى غُرفة بِـسرير كبير ذو أغطية بيضاء، الحائِط خلفه مِن الزُّجاج و يطلُّ على الشَّاطِـئ.

     كما أنّ كانت هُناك بتلات أزهار حمراء منثورة فوق السرير.

     استدرتُ إلى لوي خلفي فَـتقدَّم إليّ و أمسك بِـكلا قبضتيّ "أردتُ أن نقضي ليلة واحِدة معًا بعيدًا عن عائِلتينا." رفعتُ قبضتيه المُمسِكتان بيّ و قبّلتُ أصابِعُه ثُمّ احتضنتُه "أنا أردتُ ذلِك أيضًا."

     راقبتُه يبتعد عنّي، يضع هاتِفُه على المِنضدة و في الثَّانية الأُخرى قد بدأت موسيقى عالية ولكِن هادِئة و بطيئة.

     عاد إليّ مرّةً أُخرى، يفتحُ ذِراعيه حتَّى أتمسَّك بِه و يقودني في رقصة بطيئة سَلِسَة.

     نظرتُ في عيناه، لَم تبدو كَـعينان بِـالنِّسبة لي؛ كانت أكثر كَـمدينة كامِلة مِن النُّجوم المُشِعَّة، دافِئة و خلَّابة. كانت كَـحُلم جاء على قيد الحياة، أُمنية تحقّقت بعد خيبة أمل.

     مدينة كامِلة، تشعُّ بِـسطوع مِن أجلي.

     كُلّ ما بحثت عنه كان الحُبّ مِن شخص آخر، شخص غير عائِلتي، لمحة بسيطة عن الحُب الذي حلمت بِه؛ نظرة إليّ مِن شخص يُميِّزُني عن غيري، لمسة، رقصة و رمقة داخِل عيناه لِـتُضيء عتمة قلبي.

     هذا كان هو، كان لوي الذي انتظرتُه لِـينقذني مِن ظُلمة أفكاري.

     هو لم يُضيء دواخِلي فقط، بل أضاء عالمي بِـأكمله.

     لمسةً مِنه كانت كَـالنَّعيم، تبعثُ الحياة في روحي مُجدّدًا؛ أخيرًا، الحُبّ الذي انتظرتُه قد وصل، و أشكُر الرّب أنَّني على قيد الحياة.

     "أميرتي،" هو قبّل يدي عِندما انتهت الأُغنية، ينحني لِيجلُس على رُكبتيه.

     "أنت صغيرٌ الآن، و لا أعلم متى سوف أطلب مِنك الزواج في المُستقبل، لكِنَّني أعِدُك و أنا لا أخون وعودي؛ سوف أتزوّجُك." هو أخرج عِلبة و فتحها.

     عِلبةٌ سوداء، داخِلها خاتِمان فِضيّان بِلا ألماس أو زينة، فقط خاتمان "لِذا، هذا وعدٌ مِنّي، أنَّني سوف أكون مُخلِصًا لك و أُعطيك ما تستحق مِن حُب و سوف أدعمُك في كُلّ شيء تفعلُه!"