جلس في آخر مقعد من المقطورة الطويلة ، رأسه متكأ على زجاج النافذة و عيناه تحدقان في المنازل التي ترعرع بينها و يغادرها للمرة الأولى .
فرك عينيه بتعب و أحكم إغلاق معطفه الطويل ليقي نفسه برد الشتاء القارس ؛ ان الشتاء في فاريلاند أشد برودة من القطب الشمالي - حقيقة لا يدركها البشر لكن سكان المدينة المخفية يعرفونها جيدا - .
انبعث صوت أنثوي من مكبر الصوت « تفصلنا بضعة دقائق على الوصول الى آكادمية الفنون السحرية ، الرجاء من كل الطلاب تجهيز حقائبهم و الإستعداد للنزول » .
ابتسم لنفسه ، رغم أنه يعرف أن ذهابه لهذه الآكادمية لن يسبب له سوى المشاكل الا أن قدومه الى هنا في حد ذاته أمر يفخر به ؛ كم تمنى أن يحصل على شهادة عليا في الفنون السحرية و هو الوحيد في عائلته القادر على التحكم في الماء و الهواء و التراب بمجرد التفكير و دون حاجة للمس .
تلك لم تكن المشكلة الأساسية ، بل مشكلته تقبع في ذلك السرّ الدفين الذي لطالما خبأه عن الآخرين : تفاعله مع التنانين .
لم تحتضن فاريلاند منذ سبعة آلاف سنة تنينا واحدا ، يعود ذلك للحرب الدموية التي نشبت بين المشعوذين و الجنيات .
لقد استغل المشعوذون التنانين في حروبهم ليقلبوا موازين الحرب و يهلكوا الجنيات فهزمت فاريلاند و كانت تلك نقطة سوداء في تاريخها .
لم يفهم كيف وُلِد بقوى كهذه ، فلا هي فطرية و لا هي مكتسبة و لكنه تعايش معها و حاول تخبأتها قدر الإمكان .
حمل حقيبته و وضع قبعته السوداء الطويلة على رأسه . تمكن بصعوبة من المرور بجانب الساحرة البدينة التي احتلت معظم مقعدها و نصف مقعده و واصلت العطس مفرزة مزيجا أرجواني اللون .
عبس بينما يربت على كتفها : ما رأيك بتجربة وصفة جدتي السحرية للتخلص من الزكام ؟ كل ما عليك فعله هو غلي بعض الضفادع و اضافة القليل من الحب اليها و ستشعرين بتحسن كبير .
« الحب ؟» سعلت الساحرة مجددا « لا شكرا لدي حساسية منه ! يتسبب في ظهور الدمل على وجهي سأذهب الى زوجة أبي بيضاء الثلج لابد أنها تملك الحل "
أومأ برأسه متفهما « حسنا لكن احذري من تفاحاتها المسمومة » .
و نزل من القطار .
كانت الشمس مشرقة و الطقس عليل ، على غرار المنطقة التي كان فيها حيث الثلوج تتساقط بغزارة و تغمر الطريق .. لم يكن متفاجئًا أبدا حتى لو أن المسافة بينهما لا تتعدى الخمس كليومترات لكنه شعر ببعض الإحراج عند رؤية الناس حوله مرتدين ثيابا ربيعية و هو الوحيد في معطف شتوي .
لا يهم ، فكر بصمت و رفع عينيه الى أسوار الآكادمية .
كانت شامخة و كأنها أحد القصور الألمانية التي رأها في المجلات ؛ حفر على جدارها الأمامي بلون الذهب آكادمية الفنون السحرية و تحتها تماما قبعت بوابة ضخمة من الفضة الخالصة .
مشى بهدوء نحو الباب حيث استقبله فارس على ظهر حصان أسود « من أنت و من أين أتيت ؟"
فتح حقيبته سريعا ليخرج منها بطاقة هويته و يقدمها للحارس « أنا فريديرك غاليلو الطالب القادم من فاريلاند بمنحة دراسية »بدى الفارس متأثرا حتى أن دمعة زرقاء اللون نزلت من عينيه « لابد أنك محظوظ جدا ! لم يحصل أحد على منحة منذ عشرين قرنا » .
أومأ فريديرك برأسه و على محياه ظهرت ابتسامة عريضة .
«تفضل إذن » فتح الفارس البوابة « ادرس بذكاء و ليس بجهد » .
و ترك بطلنا يتأمل الآكادمية بفم مفتوح .
****
السلام 💖💖
أتمنى أن تعجبكم القصة - أقول قصة لانها ستكون قصيرة - السبب الذي جعلني أكتبها هو رغبتي في المشاركة في المسابقة من تنظيم Be-or_2Be 💜 شاركوا أيضا ان كانت لديكم رغبة في الكتابة .
مع حبي ، خلود .
أنت تقرأ
آكادمية الفنون السحرية
Fantasyمشاركة في : تحدي القلم الذهبي فازت بالمرتبة الثالثة 💓 كل الحقوق محفوظة ©٢٠١٨/واتباد