٨

2.8K 301 5
                                    

" أعتقد أننا جميعا نرغب في سماع تفسير لما حدث قبل قليل " قال المدير بصوت منخفض مبحوح ثم أخذ يسعل بشدة . اقتربت منه مساعدته و سكبت له خليطا أحمرا و فيه نقاط سوداء تسبح فيه في كأس بلورية ليحتسيه في جرعة واحدة ثم عاود النظر الى فريدي بعينين ذابلتين .

ازدرد بطلنا ريقه بصعوبة ، كان قلبه يخفق بقوة " أنا .. أنا .."

" أنت خنت وطنك فريديريك " قالت أمه باكية . كانت جالسة على أريكة مقابلة لإبنها بينما يحتضنها زوجها و ينظر لإبنه بحدة " كيف تفعل هذا ؟ لقد كان واضحا أنك متعود على ركوب التنانين !"

" انها المرة الأولى ، أقسم !" عارض سريعا و نظر للمدير " أعتقد أنني أملك نوعا من القوة الخارقة أو ما شابه "

" جميع من يدرسون في هذه الآكادمية يملكون قوى خارقة سيد غالليلو " سعل المدير مرة أخرى و تناول منديلا من أحد أدراج مكتبه ليزيل به الدماء التي خرجت من فمه .

قطب فريدي حاجبيه و هو ينظر له ؛ لم يبدو و كأنه على وشك الموت ؟

" أنا أقصد .. نوعا آخر من القوى الخارقة .. أستطيع التحكم في عناصر الطبيعة و ركوب التنانين كما أنني جيد في الحرب كما رأيت قبل قليل "

" نعم لاحظت ذلك " قال و سعل مجددا فأخذ كأسا أخرى و شربها سريعا " آسف يبدو أنني مصاب بتقرحات في الحنجرة أو ما شابه " ثم وقف و مشى نحو فريدي بخطوات بطيئة " لا أستطيع أن أنظر في أمرك قبل أن أستشير بقية أعضاء مجلس الآكادمية و الى ذلك الحين ستعود الى منزلك "

تزايدت دموع والدته غزارة " لا أصدق ! لا أصدق ! كل هذا التعب لنجعلك تلتحق بالآكادمية و الآن ستطرد منها !"

                         ***

أمام باب الآكادمية ، وقف فصل المحاربين الأقوياء بقيادة شوبنهاور ليحيوا صديقهم الذاهب و رغم أنه لم يكن يرغب في رؤيتهم يحترمونه عند ذهابه بل أثناء بقائه فإنه ابتسم ، ابتسامة نابعة من القلب .

" شكرا لك " صافحه شوبنهاور ثم ضمه الى صدره " لقد قمت بإنقاذ حياتي هناك ، ما يفعلونه ليس عدلا و أنا متأكد أن الحقيقة ستظهر عاجلا أم آجلا "

" حقيقة أنني مختلف ؟ سيزيد هذا الأمور سوءا " مطط فريدي شفتيه و نظر في اتجاه سيليڤان الذي كان شعره الأحمر يتساقط على عينيه .

" لن أسمح لأحد بأن يأخذ غرفتك ، أعرف أنك ستعود قريبا " .

" شكرا يا صديقي " ضحك فريدي و عانقه .

أما بعيدا عن مجموعة الشبان الكثيرة ، وقفت معشوقته بعينان منتفختان و وجه متورد .. كان واضحا أنها قضت الساعة الماضية تبكي حاله .

" ازميرلدا ؟" ابتسم و فتح لها ذراعيه لتنط في حضنه و تعانقه بقوة .

" أحبك " همست ليشعر و كأن كلماتها دواء للجراح التي فتحت في قلبه " آسفة لأني لم أخبرك سابقا .. آسفة لإضاعة الوقت "

آكادمية الفنون السحرية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن