شاهد المارة على الطريق ، شابا في مقتبل العشرينات يركض و كأن وحشا خلفه و سيبتلعه اذا ما توقف ، شاهدوا شخصا شجاعا ، رجلا نبيلا بقلب أبيض طاهر . كان من المفترض أن يخلدوا تلك اللحظة .. اللحظة التي يركض فيها شخص لنجدة من قام بطرده قبل بضعة ساعات و لكنهم لم يفعلوا ، و الأسوء أنهم اعتقدوا أنه مجنون .
مع كل خطوة يخطوها أمل ، مع كل نفس يلتقطه رغبة ، مع كل متر يقترب به من الآكادمية يؤمن بأنه سينقذ روحا .
عندما وصل كان باب الآكادمية مفتوحا ، لم يكن هناك حارس ، و لم يكن الصمت يخيم على المكان كالعادة بل كانت الفوضى تعم المكان .
دخل فرأى آكادمية أحلامه تحترق ، التلاميذ يركضون في كل مكان ، التنانين قد غادرت الحلبة و عاثت في كل شيء فسادا .. ظنّ أن كل هذا مجرد كابوس و أنه سيستيقظ منه في أي لحظة ليجد نفسه ما يزال في مقطورة القطار و لكن ذلك لم يكن كابوسا .
مشى وسط الحشود المتدافعة الى أن رأها ، تطير فوق الآكادمية في دوائر ، باسطة أجنحتها و تطلق صرخات مفزعة و تنفث النيران الحامية من جوفها .
" فريدي !!" سمع صراخا من خلفه ، التفت ليرى ازميرلدا تركض في اتجاهه " لقد عدت ! " احتضنته بقوة " يجب أن نغادر هذا المكان ! كل ما يحدث هنا هو مؤامرة لقتلك !"
" ليس أنا ازميرلدا " رج كتفيها بلطف " انهم يحاولون قتل المدير بتسميمه !"
" أعرف " قالت و أخذت وجهه بين يديها و بسرعة طبعت قبلة على شفتيه " هل عدت من أجله ؟"
أومأ برأسه ، غير قادر على النطق و في أي حالة سيفتح فمه و يتحدث ، كل ما حدث معه حدث بسرعة هائلة كغمضة عين و الآن تقبله الفتاة التي يحب !
كان شاكرا أنه لم يفقد عقله .
" فريدي ! انهم يريدون الوصول اليك ألا تفهم ؟ وضعوا السم للمدير كي يقتلوه و عندها سيتمكن المشعوذ هابرماس من امساك زمام السلطة !" كانت تتحدث بسرعة و تسحبه معها الى الحلبة " انهم يعلمون أنك المختار لذلك يريدون قتلك قبل أن تدرك الأمر "
" المختار !؟" سألها بإستغراب
" نعم " توقفت في وسط الحلبة المدمرة و خرج من بعض أركانها تلاميذ اختبئوا هناك لحماية انفسهم " حرك يديك سريعا و افعل ما فعلته سابقا لتجذب انتباهها "
قضم فريدي شفتيه و أغمض عينيه ثم أخذ يحرك يديه يمينا و يسارا فتكونت كرة نارية في يده أخذت تصبح أكبر و أكبر ثم تتصاعد أعلى فأعلى و انفجرت في الهواء .
توقفت التنينة عن الطيران و نزلت في أرض الحلبة لتركع أمام رجليه ، أخذ يحدق فيها مبهما
" فريدي أسرع ! امتطيها "
لم يتوانى للحظة واحدة عن فعل ذلك ، ركب على ظهرها و في ثوان كانت ترتفع به في الهواء عاليا ، يداعب الهواء وجهه .
أنت تقرأ
آكادمية الفنون السحرية
Fantasyمشاركة في : تحدي القلم الذهبي فازت بالمرتبة الثالثة 💓 كل الحقوق محفوظة ©٢٠١٨/واتباد