٩ و الأخير

3.8K 426 56
                                    


شاهد المارة على الطريق ، شابا في مقتبل العشرينات يركض و كأن وحشا خلفه و سيبتلعه اذا ما توقف ، شاهدوا شخصا شجاعا ، رجلا نبيلا بقلب أبيض طاهر . كان من المفترض أن يخلدوا تلك اللحظة .. اللحظة التي يركض فيها شخص لنجدة من قام بطرده قبل بضعة ساعات و لكنهم لم يفعلوا ، و الأسوء أنهم اعتقدوا أنه مجنون .

مع كل خطوة يخطوها أمل ، مع كل نفس يلتقطه رغبة ، مع كل متر يقترب به من الآكادمية يؤمن بأنه سينقذ روحا .

عندما وصل كان باب الآكادمية مفتوحا ، لم يكن هناك حارس ، و لم يكن الصمت يخيم على المكان كالعادة بل كانت الفوضى تعم المكان .

دخل فرأى آكادمية أحلامه تحترق ، التلاميذ يركضون في كل مكان ، التنانين قد غادرت الحلبة و عاثت في كل شيء فسادا .. ظنّ أن كل هذا مجرد كابوس و أنه سيستيقظ منه في أي لحظة ليجد نفسه ما يزال في مقطورة القطار و لكن ذلك لم يكن كابوسا .

مشى وسط الحشود المتدافعة الى أن رأها ، تطير فوق الآكادمية في دوائر ، باسطة أجنحتها و تطلق صرخات مفزعة و تنفث النيران الحامية من جوفها .

" فريدي !!" سمع صراخا من خلفه ، التفت ليرى ازميرلدا تركض في اتجاهه " لقد عدت ! " احتضنته بقوة " يجب أن نغادر هذا المكان ! كل ما يحدث هنا هو مؤامرة لقتلك !"

" ليس أنا ازميرلدا " رج كتفيها بلطف " انهم يحاولون قتل المدير بتسميمه !"

" أعرف " قالت و أخذت وجهه بين يديها و بسرعة طبعت قبلة على شفتيه " هل عدت من أجله ؟"

أومأ برأسه ، غير قادر على النطق و في أي حالة سيفتح فمه و يتحدث ، كل ما حدث معه حدث بسرعة هائلة كغمضة عين و الآن تقبله الفتاة التي يحب !

كان شاكرا أنه لم يفقد عقله .

" فريدي ! انهم يريدون الوصول اليك ألا تفهم ؟ وضعوا السم للمدير كي يقتلوه و عندها سيتمكن المشعوذ هابرماس من امساك زمام السلطة !" كانت تتحدث بسرعة و تسحبه معها الى الحلبة " انهم يعلمون أنك المختار لذلك يريدون قتلك قبل أن تدرك الأمر "

" المختار !؟" سألها بإستغراب

" نعم " توقفت في وسط الحلبة المدمرة و خرج من بعض أركانها تلاميذ اختبئوا هناك لحماية انفسهم " حرك يديك سريعا و افعل ما فعلته سابقا لتجذب انتباهها "

قضم فريدي شفتيه و أغمض عينيه ثم أخذ يحرك يديه يمينا و يسارا فتكونت كرة نارية في يده أخذت تصبح أكبر و أكبر ثم تتصاعد أعلى فأعلى و انفجرت في الهواء .

توقفت التنينة عن الطيران و نزلت في أرض الحلبة لتركع أمام رجليه ، أخذ يحدق فيها مبهما

" فريدي أسرع ! امتطيها "

لم يتوانى للحظة واحدة عن فعل ذلك ، ركب على ظهرها و في ثوان كانت ترتفع به في الهواء عاليا ، يداعب الهواء وجهه .

آكادمية الفنون السحرية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن