٣

3.7K 342 23
                                    

" ستشعر بتحسن قريبا " قالت الجنية ذات الأجنحة الزرقاء و رفرفت إلى أعلى الخزانة لتحضر كيسا صغيرا فيه مسحوق أرجواني اللون " قم بخلط هذا المسحوق مع بعض الماء و إشربه و ستتحسن حالك .. لقد كسرت بعض عظام وجهك و لكنها ستلتأم عما قريب "

نهض فريدي من على الفراش و شكرها قبل أن يخرج إلى قاعة الإنتظار حيث جلست ازميرلدا على الكرسي ، كرة بلورية في يدها ظهرت من خلالها صورة لإمرأة في منتصف الأربعينات .

" يجب أن تسمعي كلامي لمرة ازميرلدا ! توقفي عن الخروج مع الساحرات الشريرات ان هذا يسبب في انتشار سمعة سيئة عنك !"

عندما انتبهت ازميرلدا الى خروج فريدي ابتسمت له و قالت لوالدتها " عليّ الذهاب الآن " و أغلقت الخط سريعا .

" يبدو أن والدتك لا ترى أصدقائك مناسبين لك " قال بينما يعبران الرواق إلى الخارج .

كانت الشمس تتوسط كبد السماء ، مرسلة أشعة حارة بعثت الدفء اللذيذ في جسده .

" نعم .. تريدني أن أتوقف عن الخروج مع الساحرات الشريرات لأنهن أكلن إبن جيراننا منذ فترة .. و مع من عساي أتسكع إذن ؟! ذات الرداء الأحمر ؟ انها منهمكة في حل النزاع مع حبيبها الذئب أما الأميرة النائمة .. حسنا هي دائما نائمة و مملة ! "

" لم أكن أعرف أن ذات الرداء الأحمر تواعد الذئب ! ألم يأكل جدتها ؟"

" نعم و لكن تلك هي عادة الفتيات ! كلنا نحب الشخص السيء الذي لا يكون طيبا الا معنا "

ابتسم فريدي و أنزل عيناه أرضا لتتبخر الإبتسامة المزيفة من على وجهه . يبدو أن حضوضه بدأت بالتبخر تدريجيا .

***

مرّ أسبوع على الحادثة ، كانت الأجواء في آكادمية الفنون السحرية دائما مبهجة ما عدى الدروس !

لقد حاول ! حاول بكل ما أوتي من جهد أن يتأقلم مع زملائه و لكنه كان في نظرهم ضعيفا فنبذوه تماما . و رغم ذلك ، لم تكن البسمة تفارق وجهه . لقد كان كافيا بالنسبة اليه رؤية ذات العينين الملونتين و صاحب الشعر الأحمر المجعد حتى يشرق يومه كبزوغ فجر يوم جديد .

" إنها نهاية الأسبوع .. من المفترض أن يسمح لنا برؤية عائلاتنا " قالت ازميرلدا و هي تتناول طبقا من الورود غريبة المظهر - تقول أنها مناسبة للحمية التي تقوم بإتباعها !-

كانوا - ثلاثتهم - جالسين حول مائدة في مطعم الآكادمية وقت الغداء .. كان المكان ضخما ، عشرات الطاولات الخشبية المصففة بإنتظام و رائحة شهية تنبعث من المطبخ المقابل حيث تجعل لعابك يسيل شوقا لتناول البعض من أطباق أولائك الطباخين الماهرين .

" نعم لقد وصلتني رسالة من والدي البارحة .. سيأتي مع أمي لنذهب في جولة " قال سيليڤان و نهض عن الطاولة " في الواقع يجب أن أجهز نفسي الآن لابد أنهما سيصلان عما قريب ! الى اللقاء يا رفاق "

آكادمية الفنون السحرية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن